ذهبت تقديرات
إسرائيلية، إلى أن حركة
حماس، شاركت في الجولة الأخيرة،
بكل قوة في صد
العدوان الإسرائيلي على
غزة، رغم عدم تأكيد ذلك في الرواية الرسمية
الإسرائيلية.
جاكي خوري خبير الشؤون الفلسطينية في
صحيفة هآرتس، ذكر أنه "منذ
2019 تركز إسرائيل في نشاطاتها العدوانية في القطاع على الجهاد الإسلامي، وفي
2021، حين اندلعت معركة "حارس الأسوار" التي يسميها الفلسطينيون
"سيف القدس"، فقد كانت حماس جزءًا من المعركة، لكنها بعد ذلك تبنت استراتيجية
مختلفة أساسها تجنب إشعال قطاع غزة، طالما يقود المسلحون في الضفة الغربية
المقاومة ضد إسرائيل".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "على المستوى
السياسي فإن الوضع القائم هو الأفضل بالنسبة لإسرائيل، من خلال فصل سياسي بين
الضفة والقطاع، وقطيعة بين قيادتيهما، وسيطرة مطلقة على سكانهما، وتسهيلات مدنية،
وإدخال بضائع تجني منها إسرائيل ربحاً، وهذا واقع مريح لها، وطالما أنها لا تتعرض
لتهديد استراتيجي حقيقي فإنها قادرة على القيام بعملية عسكرية من حين لآخر، لكنها
في الوقت ذاته لا تريد هي والدول العربية والإدارة الأمريكية حسماً في غزة، لا أحد
مهتمّا باحتلال القطاع، وإعادة السلطة الفلسطينية بالقوة هناك".
اظهار أخبار متعلقة
وأشار إلى أنه "بالعودة لأحداث العدوان الاخير، فقد أثبت ثانيةً
أن حماس نجحت بتثبيت صيغة بموجبها فإنها كصاحبة سيادة مطلقة في القطاع غير معنية
باشتعال واسع، لكنها في الوقت ذاته، تحتفظ لنفسها بهامش الردع، صحيح أن إسرائيل
وجهت هجماتها فقط نحو أهداف تعود للجهاد الإسلامي، لكن حماس أعلنت بصورة رسمية
أنها تشارك في غرفة العمليات المشتركة للفصائل الفلسطينية، رغم أنها غير معنية
بفقدان ممتلكاتها، والمسّ ببناها التحتية التنظيمية، لكنها فعلياً وفرت لباقي
الفصائل مساعدة لوجستية أو استشارة".
وأكد أن "إسرائيل يمكنها الادعاء أن حقيقة أن حماس لم تكن شريكاً
نشطاً في القتال، لكنها من الناحية الفعلية رسخت مكانتها كضلع رئيسي في ميزان
الردع، وبات بإمكانها أن تتحدى دولة مثل إسرائيل، حيث يوجد لديها قدرة عسكرية
كبيرة، ومع السنين تطور أسلحتها وصواريخها، ولكن يوجد تحت مسؤوليتها مجموعة سكانية
كبيرة تغير منظومة اعتبارات قادتها".
وطيلة أيام العدوان الخمسة فإنه نشب احتكاك بين المستويين السياسي والأمني
في دولة الاحتلال، عقب إعلان مسؤول سياسي كبير أن "الجولة العسكرية الجارية
في غزة قد تظهر عدم قدرة حماس في الميدان، وإذا لم تجبر العملية الجارية على إنهاء
إطلاق النار، ما اعتبر دليلاً على تغير ميزان القوى في غزة، وفي وقت لاحق تحدثت
أوساط عسكرية وأمنية في الجيش وجهاز الأمن العام- الشاباك، أن هذا الإعلان لا يعكس
مواقفهما، بل إنهم يعتبرونه خطأ فادحا، لأن هذا الإعلان لم يتم تنسيقه مع الجيش
والشاباك، ولا يعكس موقفهما المهني".
وهناك من انتقد الإعلان في المستويين العسكري والأمني، وادعوا أنه يظهر
ضعف الردع الإسرائيلي، ويضرّ به، ما يجعل من ربط حماس بالمواجهة الجارية تناقضا مع
الخط الذي تتصرف به إسرائيل خلال أيام العدوان، ما حمل دلالة ضمنية بأن الجيش
يخشى المواجهة مع حماس، في ضوء أنه ليس لديها أي هدف عملياتي أو استراتيجي في
الوقت الحالي، زاعما أن أي حملة عسكرية ضد حماس تحتاج إلى موارد كثيرة من المؤسسة
العسكرية والأمنية على حساب مهام أخرى أكثر أهمية على المستوى الاستراتيجي.