هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
صوّت مجلس الاتحاد الروسي "الدوما"
اليوم الثلاثاء، لصالح ضم أربع مناطق أوكرانية إلى روسيا، بعد أيام من قرار الرئيس
الروسي ضمها، وسط معارك محتدمة وخسارة القوات الروسية تواجدها مع الانفصاليين الموالين
لها بعدد من تلك المناطق.
وفي جلسة اليوم، صادق مجلس الاتحاد بالإجماع
على تشريع لضم مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا الأوكرانية، بعد تصويت
مماثل في مجلس الدوما، مجلس النواب الروسي، أمس الاثنين.
وستعود الوثائق الآن إلى الكرملين من أجل
التوقيع النهائي من الرئيس فلاديمير بوتين لإكمال عملية ضم المناطق الأربع رسميا،
والتي تمثل حوالي 18 بالمئة من الأراضي الأوكرانية المعترف بها دوليا.
وأعلنت روسيا عمليات الضم بعد إجراء ما أسمته
استفتاءات في المناطق المحتلة. وقالت الحكومات الغربية وكييف إن التصويت ينتهك
القانون الدولي وكان إجباريا ولا يمثل رأي السكان.
تدفق عسكري أوكراني
يأتي هذا في ظل الحديث عن إحراز القوات
الأوكرانية، أكبر تقدم في جنوب البلاد، منذ بدء الحرب، والتدفق عبر الخطوط الروسية
اليوم الاثنين، بعملية تقدم سريعة على طول نهر دنيبرو وهو ما يشكل تهديدا لخطوط
إمداد آلاف الجنود الروس.
ولم تقدم كييف الكثير من المعلومات عن المكاسب،
لكن مصادر روسية اعترفت بأن هجوم الدبابات الأوكرانية حقق تقدما لمسافة عشرات
الكيلومترات على طول الضفة الغربية للنهر، واستعادت كييف عددا من القرى على طول
الطريق.
وصرح فلاديمير سالدو القائد الذي عينته روسيا
في الأجزاء المحتلة من مقاطعة خيرسون بأوكرانيا، للتلفزيون الروسي الرسمي،
بأن "المعلومات تثير التوتر، دعونا نصغها على هذا النحو، لأن هناك نجاحات حدثت
بالفعل".
وأضاف: "هناك مستوطنة تسمى دودتشاني، على
طول نهر دنيبرو مباشرة، وهناك في تلك المنطقة، حدث تقدم. هناك مستوطنات تحتلها
القوات الأوكرانية".
تعهد بريطاني
وفي السياق ذاته، من المفترض أن يلقي وزير
الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، في خطاب الثلاثاء نشر نصه مساء الاثنين، أن بلاده
تتمتّع بـ"قدرة استراتيجية" لتمكين أوكرانيا من "الانتصار"
على روسيا.
وسيقول الوزير أمام المؤتمر السنوي لحزب
المحافظين إن أوكرانيا تحظى بدعم بريطانيا الثابت لجهودها الرامية لدفع قوات
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التراجع.
وسيكرّر كليفرلي الثلاثاء موقف رئيسة الحكومة
ليز تراس التي أعلنت أن بريطانيا لن تقبل أبدا بضمّ بوتين مناطق دونيتسك أو
لوغانسك أو خيرسون أو زابوريجيا أو حتى شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا في 2014.
اقرأ أيضا: أوكرانيا تستعيد مدينة بدونيتسك بعد انسحاب تكتيكي روسي
وسيقول كليفرلي خلال المؤتمر الذي يعقده حزب
المحافظين في بيرمنغهام في وسط إنكلترا: "لسنا معلِّقين. نحن لاعبون على أرض
الملعب. نُحدث فارقاً. نروّج لقيمنا. نقارع على الساحة الدولية من أجل ما نعتبره
صائباً".
وسيقول أيضاً: "نحن نؤمن بالحرية. نؤمن
بسيادة القانون. نؤمن بأن المعتدي لا يمكنه أن يغزو جارته وأن يفلت من العقاب".
ومما سيقوله أيضاً: "لذا فنحن نقف متكاتفين
مع الأوكرانيين الشجعان الذين يدافعون عن وطنهم. وبريطانيا لديها القدرة
الاستراتيجية لتمكينهم من تحقيق الانتصار".
وسيؤكد أنّ بريطانيا "ستدعمهم حتى
الانتصار في هذه الحرب. سندعمهم حتى استعادتهم سيادتهم. لن نعترف أبداً بضمّ
لوغانسك أو دونيتسك أو خيرسون أو زابوريحيا أو القرم".
ردود فعل على الضم
وعلى صعيد ردود الفعل الرافضة لقرار الضم،
فقد أعلنت كل من قطر والكويت، رفضها قرار روسيا ضم مناطق أوكرانية، في ظل الحرب المستمرة بين
كييف وموسكو منذ شباط/ فبراير الماضي.
وقالت الخارجية القطرية في بيان، إن قطر
"تتابع بقلق بالغ التطورات الحالية في الأزمة الروسية الأوكرانية المتعلقة
بإعلان روسيا ضم أراض أوكرانية".
وشددت الخارجية القطرية على "ضرورة احترام
سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها في حدودها المعترف بها دوليًا، وانتهاج الحوار
سبيلاً لحل الأزمة".
وجددت قطر وفق البيان، تأكيد "استعدادها
الكامل للمساهمة في أي جهد دولي وإقليمي يرمي إلى إيجاد حل سلمي فوري لهذه الأزمة".
وأكدت "حرصها على إبقاء قنوات الاتصال
مفتوحة مع جميع الأطراف المعنية".
من جانبها قالت الخارجية الكويتية في بيان،
إنها "تتابع بقلق بالغ التطورات الحالية في الأزمة الروسية الأوكرانية
المتعلقة بإعلان روسيا ضم أراض أوكرانية".
وشددت على "ضرورة احترام سيادة أوكرانيا
وسلامة أراضيها ضمن حدودها المعترف بها دوليا".
في المقابل أعلنت كوريا الشمالية الثلاثاء، عن
دعمها لضم روسيا لمناطق أوكرانية تحتلها ونددت بمساعي الولايات المتحدة وحلفائها
ضد موسكو في الأمم المتحدة.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع
الماضي أن موسكو ضمت أربع مناطق في أوكرانيا نظم فيها الكرملين استفتاءات في أراض
يحتلها الجيش الروسي.
ووصفت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى هذه
الاستفتاءات بأنها "زائفة" و"مهزلة" ونظمت تحت تهديد السلاح
ووعدت بعدم الاعتراف بالضم.
ودافع وزير الخارجية الكوري الشمالي جو شول سو،
عن هذه الاستفتاءات واعتبرها شرعية "ونظمت مع احترام شرعة الأمم المتحدة التي
تنص على مبادئ المساواة بين الشعوب"، على ما ذكرت وكالة الانباء الكورية
الشمالية الرسمية.
وقال الوزير في بيان أوردته الوكالة:
"غالبية ساحقة من الناخبين دعمت عملية الضم إلى روسيا".