صحافة إسرائيلية

خبير إسرائيلي: حزب الله أضر بتفوقنا الجوي ومستعد للمخاطرة

تقليص الطلعات الجوية الإسرائيلية يمكن أن يسرع الاشتعال- جيتي
تقليص الطلعات الجوية الإسرائيلية يمكن أن يسرع الاشتعال- جيتي

أكد مراسل صحيفة هآرتس للشؤون العسكرية أن نشاط حزب الله اللبناني أضر بـ"التفوق الجوي" لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وقد تأكلت قدرة سلاح الجو بفضل ما يمتلكه حزب الله، الذي يظهر أنه على استعداد للدخول في مخاطرة جديدة.

ورغم "رياح التفاؤل" تجاه إمكانية التوصل إلى تفاهمات واتفاق قريب بين بيروت وتل أبيب حول ترسيم الحدود البحرية وحقول الغاز، تساءلت صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل: "هل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الذي كسب الكثير في الاستطلاعات بفضل التهديدات الأخيرة بالمس بحقل "كاريش"، سيكتفي بهذه التفاهمات؟".

الظروف تغيرت

وأضافت: "حتى لو تم حل مشكلة الحدود البحرية وحفريات الغاز في حقل "كاريش"، فإنه يصعب تجاهل الانطباع، أنه وقع مؤخرا تغيير أساسي نحو الأسوأ في الظروف على طول الحدود البرية وفي سماء لبنان، وجزء من الأمور يظهر في الجولات في المنطقة".

وذكرت الصحيفة، أن "القاسم المشترك، في البر والبحر والجو؛ يتمثل بمقاربة عدوانية ومتشددة أكثر من قبل حزب الله، مع الاستعداد أكثر مما سبق للمخاطرة بالمواجهة، وإسرائيل حذرة في ردها كي لا تسمح بتصاعد الوضع".

وأكدت أن "تقليص حرية عمل سلاح الجو في سماء لبنان، يقلل من الجمع الفعال للمعلومات الاستخبارية عن نشاطات حزب الله، ويضعضع ثقة إسرائيل بموثوقية المعلومات، التي تعمل بالتحديد كعامل كابح ضد التصعيد".

وسبق أن اعترف نصرالله، أنه "بفضل منظومات الدفاع الجوي التي تزودنا بها، تم تقليص النشاطات الإسرائيلية، وفي البقاع وفي الجنوب لم نشاهد طائرات إسرائيلية مسيرة في هذه الأجواء منذ بضعة أشهر"، كما أنه أكد، أن "الجيش الإسرائيلي لم يعد قادرا على فعل أي شيء ضد نشاطات حزب الله لإنتاج صواريخ دقيقة".

وأقر قائد سلاح الجو السابق، الجنرال عميكام نوركين في نيسان/ أبريل الماضي، بأن "حرية العمل في لبنان تضررت"، في حين أن العميد احتياط آساف أوريون، قال في مقال نشر على موقع "معهد واشنطن" الشهر الماضي: "الظروف العملياتية تغيرت في غير صالح إسرائيل، بما يصعب جهود الاستخبارات وتزيد الإمكانية الكامنة لحدوث نزاع أوسع مع حزب الله".

وأشار أوريون، إلى أن "إسرائيل خلال العقد الماضي ركزت جزءا من هجماتها الجوية في سوريا في إطار "المعركة بين حربين" ضد بطاريات وصواريخ مضادة للطائرات، التي أرادت إيران تهريبها لحزب الله، ومع ذلك، فإنه في السنوات الأخيرة نجح الحزب في أن يطور بصورة كبيرة منظومات دفاعه الجوي في لبنان".

وفي 2019، هدد نصر الله بالمس بالطائرات المسيرة الإسرائيلية في سماء لبنان، بعد هجوم مسيرات إسرائيلية استهدف الضاحية في بيروت، كما لاحظ أوريون الذي تولى إدارة العلاقات مع الأمم المتحدة من خلال فحص تقارير وصلت المنظمة الدولية، "هبوطا دراماتيكيا في توثيق النشاطات الإسرائيلية الجوية في سماء لبنان، حيث انخفضت ما بين 70 و90 في المئة في السنة الماضية مقارنة مع السنوات السابقة".

 

اقرأ أيضا: تدريبات لجيش الاحتلال في قبرص تحاكي حربا مع حزب الله

الردع والتصعيد

وقدر أوريون، أن "تقليص الطلعات الجوية الإسرائيلية يمكن أن يسرع الاشتعال"، موضحا أنه "بعد أن فاجأت قوة حزب الله إسرائيل في الحرب الأخيرة، فقد ركز الجيش الإسرائيلي جهوده الاستخبارية الضخمة في متابعة النشاطات العسكرية لحزب الله، ولكن الصورة الاستخبارية يجب أن تكون محدثة، لذلك فإن جهود جمع المعلومات يجب أن تكون متواصلة ومستمرة".

وأكد أن "قدرة حزب الله على العمل على تآكل تفوق إسرائيل الجوي في لبنان، ستجبر الجيش على البحث عن بدائل لأساليب جمع المعلومات القائمة"، لافتا إلى أن "إسرائيل ستواجه معضلة؛ فهل ستسلم بالمس التدريجي بجودة المعلومات الاستخبارية أم إنها ستواصل مهمات التصوير مع المخاطرة بتلقي ضربة من منظومات الدفاع الجوي لحزب الله؟".

ورغم النشاط الكبير للاحتلال في سوريا والذي "مس بصورة منهجية بالمنظومات الإيرانية المضادة للطائرات"، فإن تل أبيب بحسب أوريون "تقلل من العمل في لبنان، لأن قرار مهاجمة البطاريات هناك يمكن أن تكون له تداعيات واسعة"، معتبرا أن "إسرائيل وحزب الله يسيران على حبل دقيق بين الردع والتصعيد منذ فترة طويلة، ولكن مع زيادة حزب الله لنشاطه فإن مبلغ المقامرة أصبح أكبر".

وتساءلت "هآرتس": "ماذا يعلمنا الواقع الجديد حيال استراتيجية "المعركة بين حربين" الإسرائيلية التي تحولت تقريبا إلى رؤية شاملة؟"، مؤكدة أن "إسرائيل تجد صعوبة في إحباط تهريب بطاريات الدفاع الجوي لحزب الله، وهذا يثير تساؤلات: هل جميع الإنجازات تنبع من الهجمات، أم إن جزءا منها مرتبط باعتبارات إيرانية أو روسية؟ وهل الانشغال اليومي بـ"المعركة بين حربين" لم يأت على حساب الاستعداد للحرب؟".

ومما يثير قلق وغضب الاحتلال، إقامة حزب الله لنحو 16 موقعا للمراقبة وجمع المعلومات على الحدود جنوب لبنان، كما أن الأمم المتحدة وثقت "نشاطات محمومة لحزب الله في مناطق تدريب على السلاح الخفيف".

وتحدث أوريون للصحيفة عن "صورة مقلقة أكثر لتل أبيب"، وقال: "مقاتلو حزب الله يتصرفون وكأنه لا يوجد أي أحد قادر على وقفهم، هم يبثون ثقة بالنفس، وهذا خطير ولا نتذكر مثل هذا الوضع طوال السنوات الأخيرة".

0
التعليقات (0)