صحافة إسرائيلية

إسرائيل تخشى التورط في تنافس أمريكا والصين على هذه التكنولوجيا

الصين وأمريكا- جيتي
الصين وأمريكا- جيتي

تراقب المحافل الاقتصادية الإسرائيلية ما تعتبره تنافسا بين الصين والولايات المتحدة في مجال التنافس والسباق على "السيارة الكهربائية" في السنوات الأخيرة، حيث تبدي بكين اهتمامًا بالتطورات الإسرائيلية في مجال يُتوقع أن يكون عنصرًا مهمًا في تنافسها مع واشنطن، مما يثير مخاوف إسرائيلية من التورط في الصراع بين الكتلتين الكبيرتين.


وبعد أن قررت الصين منذ عقد من الزمن تحديد البطاريات الخاصة بالسيارات الكهربائية كمجال رئيسي لأمنها القومي، فإن الأوساط الإسرائيلية تبدي اهتماما لافتا بما تبذله بكين من جهود كبيرة لدعم مصانع البطاريات فيها، وتسعى جاهدة لتحقيق فرصة اقتصادية ضخمة في مواجهة الطلب الكبير المتوقع في سوق البطاريات العالمي في العقود القادمة، مع ترجيح أن تتأثر صناعة السيارات الإسرائيلية بالمنافسة الصينية الأمريكية وعواقبها.


دورون ميرسدورف الرئيس التنفيذي لشركة Sturdot لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية، كشف في دراسة لمعهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أن "الحصيلة الإسرائيلية في صناعة السيارات تزيد عن مائة مليار دولار من الشركات الناشئة العاملة، وأصبحت إسرائيل في السنوات الأخيرة لاعبًا رائدًا في مجال تكنولوجيا السيارات، ويمتلك معظم مصنعي السيارات في العالم مراكز بحث وتطوير في إسرائيل، تتعامل مع مجالات متنوعة، بما فيها القيادة الذاتية، والحماية الإلكترونية من هجمات المركبات، والمشاركة في السفر، وتطوير أجهزة استشعار لاكتشاف الأشياء على الطرق، وشبكات الاتصالات الداخلية للمركبات، والبطاريات المطلوبة لقيادتها".

 

اقرأ أيضا: إحباط إسرائيلي بسبب عدم نجاح الجهود ضد المشروع الإيراني

وأضاف في دراسة ترجمتها "عربي21" أن "الصين تسعى جاهدة لضمان ريادتها في البطاريات المتقدمة والمركبات الكهربائية، وبدأت الاستثمار في إسرائيل، والاستحواذ على الشركات، والاندماج في المشاريع الأكاديمية، ونقل المعرفة والتكنولوجيا بمجموعة متنوعة من الأساليب، في ذات الوقت الذي حددت فيه الولايات المتحدة البطاريات كمجال إستراتيجي لها، وخصصت إدارة بايدن مؤخرًا مليارات الدولارات لتعزيز الصناعة المحلية في هذا المجال، رغم أن 76% من الإنتاج العالمي لهذا المنتج يأتي من الصين".


ليست هذه المسألة الوحيدة التي تشكل مثار تنافس صيني أمريكي ترى دولة الاحتلال نفسها فيها متورطة حتى أذنيها، فعلى المستوى الإستراتيجي، وبينما تزيد الولايات المتحدة من ضغوطها لمنع منح إسرائيل للمزايا التكنولوجية إلى الصين، فمن الممكن أيضًا أن يزداد الضغط الأمريكي عليها بشأن هذه القضية، مع مخاوف أمريكية من انتقال بعض هذه التقنيات إلى الصين، الأمر الذي سيلقي بظلاله السلبية على البيئة الإستراتيجية القائمة، مما قد يستدعي من دولة الاحتلال أن تتخذ قراراتها في هذا الشأن استنادا إلى اعتبارات أمنية واسعة، وليس فقط تجارية مالية بحتة، لأنها في النهاية تؤثر على الأمن القومي. 


وبينما تشكل المجالات التكنولوجية الأخرى كالسيبرانية والذكاء الاصطناعي والحوسبة، مجالات للتنافس الصيني الأمريكي، فمن المتوقع أن يكون قطاع تكنولوجيا السيارات مكونًا مهمًا في مزيد من تنافسهما، ونظرتهما المتعارضة لما تحوزه دولة الاحتلال من تطورات متلاحقة في هذا المجال الحساس، الذي يحيط به العديد من القيود والمخاطر المحتملة، وفي غياب مثل هذه السياسة الإسرائيلية، فستكون علاقاتها مع بكين وواشنطن على المحك، وقد تجد نفسها في صراع لم تقصده أو استعدت له مع الولايات المتحدة.

التعليقات (0)