سياسة دولية

بدء الانتخابات البرلمانية بفرنسا.. ماكرون يخشى فقدان الأغلبية

بعد خمس سنوات من السيطرة بلا منازع يبحث ماكرون عن تفويض جديد حيث إنه سيحتاج إلى تقديم المزيد من التنازلات- جيتي
بعد خمس سنوات من السيطرة بلا منازع يبحث ماكرون عن تفويض جديد حيث إنه سيحتاج إلى تقديم المزيد من التنازلات- جيتي

يدلي الناخبون في فرنسا بأصواتهم اليوم الأحد، في انتخابات برلمانية عالية المخاطر قد تحرم الرئيس إيمانويل ماكرون‭‭‭ ‬‬‬المنتمي لتيار الوسط من الأغلبية المطلقة التي يحتاجها للحكم بحرية.

وبدأ التصويت في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (6 بتوقيت غرينتش)، ومن المتوقع ظهور المؤشرات الأولية في الساعة الثامنة مساء.

 

ويتوقع منظمو استطلاعات الرأي أن يحصد معسكر ماكرون أكبر عدد من المقاعد، لكنهم يقولون إنه ليس من المؤكد بأي حال من الأحوال الوصول إلى العدد المطلوب لتحقيق أغلبية مطلقة وهو 289 مقعدا.

 

وفي حال حصوله على الأغلبية النسبية، سيكون الرئيس الفرنسي أمام حتمية البحث عن تحالفات برلمانية من أجل التوافق على مشاريع القوانين.

وتشير استطلاعات الرأي أيضا إلى أن اليمين المتطرف سيسجل على الأرجح أكبر نجاح برلماني منذ عقود، في حين قد يصبح تحالف موسع من اليسار والخضر أكبر جماعة معارضة، وقد يجد المحافظون أنفسهم أصحاب نفوذ كبير في ما يتعلق باختيار المرشحين للمناصب العليا.

وإذا فشل معسكر ماكرون في تحقيق الأغلبية المطلقة، فسيؤدي ذلك إلى فترة من عدم اليقين يمكن حلها بقدر من تقاسم السلطة بين أحزاب لم يُسمع عنها في فرنسا على مدار العقود الماضية - أو قد يؤدي إلى شلل مطول وتكرار للانتخابات البرلمانية.

 

وفي الدور الأول الذي جرى الأسبوع الماضي، حلّ التحالف الذي يقوده الرئيس إيمانويل ماكرون "معاً" (ليبرالي وسط) أولا بـ25.75 بالمئة من الأصوات، بفارق ضئيل عن "الاتحاد الشعبي البيئي والاجتماعي الجديد" اليساري، الذي جاء ثانيا بـ25.66 بالمئة من الأصوات.

وفاز ماكرون بولاية ثانية في أبريل/ نيسان. ويريد ماكرون رفع سن التقاعد ومواصلة أجندته المؤيدة للأعمال التجارية وتعزيز الاندماج في الاتحاد الأوروبي.

وجرت العادة أنه بعد انتخاب الرئيس، يستخدم الناخبون الفرنسيون الانتخابات التشريعية التي تلي ذلك بأسابيع قليلة لمنح الرئيس أغلبية برلمانية مريحة، وكان الرئيس الراحل فرانسوا ميتران هو الاستثناء النادر لهذا الأمر في عام 1988.

 

لكن اليسار المتجدد يمثل تحديا صعبا، حيث إن التضخم المتفشي الذي يرفع تكلفة المعيشة يرسل موجات صادمة عبر المشهد السياسي الفرنسي.

وقال مسؤولون في تلك الأحزاب، إنه إذا لم يحقق ماكرون وحلفاؤه أغلبية مطلقة بفارق قليل من المقاعد، فقد يميلون إلى استمالة نواب من يمين الوسط أو من المحافظين.

 

اقرأ أيضا: سيناريوهات الدور الثاني من الانتخابات التشريعية بفرنسا

وإذا كان الفارق كبيرا، فسيكون بإمكانهم إما السعي إلى تحالف مع المحافظين أو إدارة حكومة أقلية سيتعين عليها التفاوض على القوانين على أساس كل حالة على حدة مع الأحزاب الأخرى.

وحتى لو حصل معسكر ماكرون على 289 مقعدا أو أكثر مما يحتاج لتجنب تقاسم السلطة، فإن من المرجح أن يكون ذلك بفضل رئيس وزرائه السابق إدوارد فيليب، الذي سيطالب بأن يكون له رأي أكبر في ما يتعلق بقرارات الحكومة.

لذلك، فإنه بعد خمس سنوات من السيطرة بلا منازع، فإن ماكرون يبحث عن تفويض جديد حيث سيحتاج إلى تقديم المزيد من التنازلات.

ولم تُظهر أي استطلاعات للرأي أن الجناح اليساري بقيادة جان لوك ميلينشون سيفوز بأغلبية حاكمة - وهو سيناريو قد يغرق ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو في فترة غير مستقرة من التعايش بين رئيس ورئيس وزراء من جماعتين سياسيتين مختلفتين.

التعليقات (1)
حمدى مرجان
الأحد، 19-06-2022 02:14 م
اصيبت الدول العربية جميعها بعدوى " كورونا " وجدرى القرود في الطريق ،وقبل ذلك " انفلونزا الخنازير والدجاج " و كذلك عدوى الاستهلاك الترفي ، وعدوى الليبرالية والعلمانية ، هذا غير الامراض المتوطنة ، انقلابات عسكرية وفقر واستبداد ، والغريب ان هذه الدول جميعها لم تصبها ابدا عدوى الانتخابات الحرة ، او حرية اختيار الحاكم ، كما يحدث امامهم الان ، فالاختيار يبدا من عمدة القرية مرورا بكل النجالس التشريعية من اصغر مدينة وحتي العاصمة ، وكل مشرعي القانون العام ، رغم البعثات والسفارات والمنتجعات والمؤتمرات والحكاكات والسلع المستوردة ، ما اقوى مناعة حكام العرب ،فهي ان لم تكن من كفيله الاجنبي ، فهي حتما من بلاط الجامع