أخبار ثقافية

صدر حديثا: "رحلة مكة" أهم رحلات الحجِّ باللغة الفارسية

مكة المكرمة الأناضول
مكة المكرمة الأناضول

صدر عن منشورات المتوسط في إيطاليا، ودار السويدي للنشر والتوزيع، كتاب جديد حمل عنوان "رحلة مكَّة: من طهران إلى الحجاز عبوراً بالآستانة ومصر والشام"، وهو من تأليف السلطان القاجاري مراد ميرزا المعروف بلقب "حسام السلطنة"، ومن ترجمة الدكتور عبد الكريم جرادات، الذي ترجمه عن اللغة الفارسية.


يذكر أن هذه الترجمة قد حازت على جائزة ابن بطوطة للترجمة في دورة عام 2019، حيث جاء في كلمة الجائزة:


"تعد هذه الرحلة واحدة من أهمِّ رحلات الحجِّ المكتوبة باللغة الفارسية، ليس فقط للمكانة التي يتمتَّع بها صاحبها، بوصفه من بين أشهر الأمراء القاجاريِّين، فهو عمُّ الملك ناصر الدِّين شاه، وشخصية سياسية بارزة وواسعة النفوذ من شخصيات العصر القاجاري، ولكنْ، أيضاً لكونها رحلة ذات مسار طويل عبر قارَّات ثلاث، وسَفَرا في البرِّ والبحر، وعبر الممالك، من إيران إلى روسيا، فتركيا ومصر والحجاز، فالشام. واستُقبل خلال رحلته من قبَل السلاطين والملوك والحكَّام ورجالات الدول بحفاوة كبيرة، وأُقيمت له المآدب، ومُنح الأوسمة، وجرى استقباله وتوديعه بمراسيم رسمية واحتفاء شعبي.

 

ولا غرو في ذلك، فقد كان حسام السلطنة الشخصية الثانية بعد السلطان القاجاري. وقبل قيامه بهذه الرحلة إلى الحجِّ، والتي استمرَّت أكثر من تسعة شهور ما بين 6 آب (أغسطس) 1880، و23 أيَّار (مايو) 1881، فإن صاحب هذه اليوميات سبق له أن رافق الملك ناصر الدِّين شاه في رحلته الأولى إلى أوروبا سنة 1873.

 

اقرأ أيضا: صدر حديثا: دراسة تأريخية عن "مسرح خيال الظلّ المصري"

على أن هذه الرحلة هي أكثر من رحلة على الحجِّ، فالمحطَّات التي توقَّف فيها الرحَّالة، واللقاءات التي أجراها مع الملوك والحكَّام باسم الحُكْم القاجاري، والصور التي نقلها والسطور التي دوَّنها في وصف المُدُن والناس والأحوال، إنما تجعل منها صفحات بالغة الأهمِّيَّة عن زمنها.


إلى جانب دقَّته في الترجمة، وأمانته في النقل من الفارسية إلى العربية، في لغة سلسة ورائقة، بذل المترجم جهداً كبيراً في ضبط أسماء الأعلام والأسماء الجغرافية، وحاول شرح ما غمض، وتصويب ما يمكن أن يكون خطأ، وقع فيه الناسخ أو حتَّى المؤلِّف، لا سيَّما فيما يتعلَّق بأسماء الأماكن ومواقعها والشخصيات وتواريخها ممَّا ورد في متن النصِّ الفارسي وحواشيه. وقد استحقَّ عن هذه الترجمة جائزة ابن بطوطة - فرع الرحلة المترجمة".

 

 


عن المؤلف:

 
السلطان مراد ميرزا المشهور بلقب "حسام السلطنة" وهو نجل عبَّاس ميرزا، من رجالات الدولة البارزين، ومن الشخصيَّات المرموقة في العهد القاجاري، وكان عمّ الملك ناصر الدين شاه. شغل عدَّة مناصب في النصف الثاني من القرن الثالث عشر للهجرة، أهمُّها تسنُّمُهُ حُكْم ولايات مختلفة، ويُعدُّ غزو مدينة هِرَات الحَدَثَ الأهمَّ في حياته إلَّا أن عواقبه كانت وخيمة، وأبرزها انفصال المدينة عن إيران. عام 1287، رافق ناصر الدين شاه في رحلته إلى العراق لزيارة العَتَبَات المقدَّسة، وكان مسؤولاً عن أمن معسكر الملك وحمايته. وفي عام 1288، وبالإضافة لتولِّيه ولاية يَزْد، تمَّ تعيينه للمرَّة الرابعة والياً على خراسان، وفي السنة ذاتها أُحيلت إليه ولاية أصفهان عوضاً عن يَزْد، وفي الزيارة الأولى لناصر الدين شاه إلى أوروبا عام 1290 كان حسام السلطنة من المُلازِمين لركاب الملك، وفي نهاية عام 1293 كُلِّف بحكومة كردستان وكرمانشاه. تُوفِّي في الثاني من جمادى الأُولى 1300 للهجرة عن عُمُر يناهز السابعة والستِّين.


عن المترجم:


عبد الكريم علي عبد الحميد جرادات، دكتوراه الدولة في اللغة الفارسية وآدابها - جامعة طهران 2001 - 2004. نَشر وتَرجم مئات الأبحاث ما بين اللُّغتَيْن العربية والفارسية. من تأليفه وترجمته: "الفارسية والعرب" تأليف د. عبد المنعم محمَّد نور، طهران 2001. المشاركة في تأليف كتاب شرح الشاهنامة بالاعتماد على ترجمة البنداري العربية، نشر هيرمند، طهران، 2002. تصحيح وتحقيق وإكمال ترجمة كتاب "فريدة الأصقاع في ترجمة سلوان المطاع" 2009. ترجمة مجموعة من القصص الفارسية، نشر وزارة الثقافة الأردنية، مجلَّة أفكار، أعداد مختلفة، ترجمة كتاب تاريخ الأساطير الإيرانية، (مشترك مع الدكتور مازن النعيمي)، دمشق 2015 "تعلّم المكالمة اليومية عربي - فارسي"، (مشترك مع الدكتور أحمد موسى) طهران، 2003.

التعليقات (1)
نسيت إسمي
الخميس، 09-06-2022 07:33 م
1 ـ (هجرة حال لا هجرة مكان) لم تكن تلك الهجرة مجرد خروج من مكان إلى مكان آخر ، إنما كانت هجرة من حال إلى حال ، هجرة بيئة منغلقة متحجرة تسودها تقاليد و عادات لا يقبلها العقل و لا تخضع لمنطق و حكمة و تهيمن عليها نوازع القوة و السيطرة و الغلبة المستندة إلى القبيلة و العصبية و المال . هجرة بيئة لم تكن تسمح بطرح فكرة جديدة و قيم جديدة و لا تقبل بإقامة علاقات بين البشر على قاعدة المساواة في القيمة الإنسانية و على مبدأ العدل و على فضيلة الحرية ، و لم تكن تسمح بمخاطبة من يظنون أنفسهم "سادة" بمفردات جديدة من مشتقات فلسفة الأخوة و التعاون و الحرية . "هجرة أصحاب الرسول صلى الله عليه و سلم" من قبل إلى الحبشة كانت هجرة واعية بخصوصيات ذاك المكان ، و بروحيته لا فقط بجغرافيته و مناخه الطبيعيين ، إنها بيئة لا يُظلم فيها أحد و إن فيها ملكاً هو أقرب ما يكون إلى القيم الرسالية الجديدة قيم المساواة و الحرية و العدالة و عقيدة التوحيد. 2 ـ (سورة قريش) عدد آياتها أربع آيات، وهي مكية. بسم الله الرحمن الرحيم، "لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ" [قريش: 1 ـ 4]. منَّ الله سبحانه وتعالى على العرب قديمًا برحلتي الصيف والشتاء، وهي المنة التي ذكرها الله تعالى في سورة قريش وامتنّ بها من فضله على أهل الجزيرة من العرب، وجاء التذكير من الله بهذه المنة لأنهم كانوا يعبدون غير الله، وهو رب البيت الذي يعيشون بجواره آمنين مطمئنين، كما أنهم يسيرون باسم هذا البيت يرعاهم ذهابًا وإيابًا سالمين، وهو تذكير يثير الخجل في قلوب الناس وأنفسهم، ولكن هذا التذكير لم ينفع ولم يكن له تأثير في ظل الجاهلية المنحرفة عن العقل والمنطق. بينت السورة أن نعم الله تعالى على عباده كثيرة، ويعد الإيمان به أعظم تلك النعم، بالإضافة إلى نعمة الأمن التي امتن الله بها على كل مسلم، وذكرها في سورة قريش لتذكيرهم بأنه من أطعمهم وكساهم وأمنهم. وضحت الآيات بأن دوام تلك النعم التي أنعمها الله على عباده وبقاءها لا يكون إلا بشكره سبحانه، وبإخلاص العبادة له، بالإضافة إلى وجوب اتباع أوامره واجتناب نواهيه. بينت الآيات بأن شكر النعم يكون بالقول والفعل والقلب، كما أن فقدانها يكون بالدوام على المعاصي والذنوب. هذه السورة لها صلة بالسورة التي قبلها (الفيل) للتركيز على الأمن في البيت الحرام بعد عام الفيل. قال الإمام الفخر: إعلم أن الإنعام على قسمين : أحدهما دفع ضر وهو ما ذكره في سورة الفيل، والثاني : جلب منفعة وهو ما ذكره في هذه السورة ولما دفع الله عنهم الضر وجلب لهم المنفعة وهما نعمتان عظيمتان أمرهم تعالى بالعبودية وأداء الشكر "فليعبدوا رب هذا البيت* الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف. 3 ـ (إسم و معنى) إسم سلمان علم مذكر عربي ممنوع من الصرف ، جاء صفة السّلم بمعنى المطيع المستسلم الخالص من كل عيب السليم يسمى به المسلمون حباً بالصحابي "سلمان الفارسي" .