سياسة دولية

غزو أوكرانيا يدخل شهره الرابع.. ومعارك طاحنة بدونباس

جنود أوكرانيون يسيطرون على دبابة روسية شرق البلاد- تويتر
جنود أوكرانيون يسيطرون على دبابة روسية شرق البلاد- تويتر

دخل الغزو الروسي لأوكرانيا، الشهر الرابع، في ظل استمرار المعارك، التي أودت بحياة آلاف الناس وشردت ملايين الأوكرانيين، وحولت مدنا بكاملها إلى أنقاض.

وتواصل روسيا الضغط على المناطق الشرقية والجنوبية من أوكرانيا، وخاصة إقليم دونباس، في ظل مقاومة أوكرانية شرسة، مدعومة بالسلاح الغربي.

وأعلنت كييف، عن عدم رغبتها في وقف إطلاق النار أو تقديم تنازلات لموسكو في الوقت الذي كثفت فيه روسيا هجومها في منطقة دونباس الشرقية وأوقفت تزويد فنلندا بالغاز.

وضع صعب بدونباس

وبعد انتهاء مقاومة استمرت لأسابيع من قبل آخر المقاتلين الأوكرانيين في مدينة ماريوبول الاستراتيجية الجنوبية الشرقية، فإن روسيا تشن ما يبدو أنه هجوم كبير في لوغانسك، إحدى مقاطعتين في دونباس.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب إن "الوضع في دونباس صعب للغاية". وأضاف أن القوات الروسية تحاول مهاجمة مدينتي سلافيانسك وسيفيرودونيتسك، لكن القوات الأوكرانية تمنع تقدمها.

وفي وقت سابق، قال زيلينسكي للتلفزيون المحلي إنه على الرغم من أن القتال سيكون داميا، إلا أن النهاية لن تتحقق إلا من خلال الدبلوماسية وإن الاحتلال الروسي للأراضي الأوكرانية سيكون مؤقتا.

واستبعد ميخايلو بودولاك مستشار زيلينسكي الموافقة على وقف إطلاق النار، وقال إن كييف لن تقبل أي اتفاق مع موسكو يتضمن التنازل عن الأراضي. وقال إن تقديم تنازلات من شأنه أن يأتي بنتائج عكسية على أوكرانيا لأن روسيا سترد بقوة أكبر بعد أي توقف للقتال.

وقال بودولياك كبير المفاوضين الأوكرانيين في مقابلة في المكتب الرئاسي الخاضع لحراسة مشددة: "الحرب لن تتوقف ستتوقف قليلا لبعض الوقت.. سيبدأون هجوما جديدا سيكون أكثر دموية وواسع النطاق".

جاءت الدعوات الأخيرة لوقف فوري لإطلاق النار من وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي.

من جانبها قالت روسيا إن القوات الأوكرانية الأخيرة، المتحصنة في مصانع آزوفستال للصلب في ماريوبول استسلمت يوم الجمعة.

ومن شأن السيطرة الكاملة على ماريوبول أن تمنح روسيا التحكم في طريق بري يربط شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها موسكو في عام 2014، مع البر الرئيسي لروسيا ومناطق شرق أوكرانيا التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا.

تدمير أسلحة غربية

وأعلنت روسيا أنها استهدفت بصواريخ كروز مخزونا كبيرا من الأسلحة في شمال غرب أوكرانيا قدمها الغرب لكييف.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية عن تدمير شحنة "كبيرة" من الأسلحة المرسلة من دول غربية في منطقة شرق دونباس في شمال غرب أوكرانيا.

وقالت الوزارة: "دمرت صواريخ كاليبر طويلة المدى وعالية الدقة أُطلقت من البحر، شحنة كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية أرسلتها الولايات المتحدة ودول أوروبية قرب محطة مالين للسكك الحديد في منطقة زيتومير"، فيما لم يتسن التحقق من الأمر بشكل مستقل.

دعم أمريكي كبير

ومع تواصل الحرب، فقد وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال زيارته إلى سيئول قانونا أقره الكونغرس الخميس ينص على تخصيص مبلغ ضخم قدره 40 مليار دولار لأوكرانيا، يُتيح لها خصوصا الحصول على مدرعات وتعزيز دفاعها الجوّي.

ورحب زيلينسكي بالمساعدة التي اعتبر أن "لها ضرورة الآن أكثر من أي وقت مضى".

 

قطع الغاز الروسي

وعلى صعيد التوتر الروسي مع الغرب، قالت شركة الغاز الروسية المملوكة للدولة غازبروم إنها أوقفت صادرات الغاز إلى فنلندا، التي رفضت مطالب موسكو بدفع ثمن الغاز الروسي بالروبل بعد أن فرضت دول غربية عقوبات على موسكو بسبب الغزو.

وتقدمت فنلندا والسويد هذا الأسبوع بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وقالت شركة غازوم الفنلندية لبيع الغاز بالجملة والحكومة الفنلندية والشركات المستهلكة للغاز في فنلندا إنها مستعدة لأي توقف في التدفقات الروسية.

وتتم معظم عقود التوريد الأوروبية باليورو أو الدولار. وفي الشهر الماضي، قطعت موسكو الغاز عن بلغاريا وبولندا بعد أن رفضتا الامتثال للشروط الجديدة.

وتقول موسكو إن العقوبات الغربية، إلى جانب شحنات الأسلحة لكييف، ترقى إلى مستوى "الحرب بالوكالة" من جانب الولايات المتحدة وحلفائها.

 

قصف كنيسة 


من جهتها، أعلنت الشرطة الأوكرانية على فيسبوك أنها أجلت نحو 60 شخصا بينهم أطفال من كنيسة تعرضت لقصف في قرية بوغوروديشني، ولم تقع إصابات بحسب المصدر نفسه.

إلى الشمال، قال حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينيغوبوف إن المناطق المحيطة بالمدينة استُهدفت بنيران مدفعية مكثفة في الساعات الماضية، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 20 آخرين.

قرب خاركيف، ثاني أكبر مدن البلاد والقريبة من الحدود الروسية، شهدت قرية مراسم دفن السبت في الميدان العسكري بمقبرة بيزليوديكوفا، بعد شهر على تحرير القرية إثر قتال عنيف.

وقال عسكري طلب عدم كشف هويته، متحدثا عن أول جنديين تم دفنهما: "عثر عليهما مع خمس جثث أخرى لم نتمكن من تحديد هويتها. يشتبه في أنهم أعدموا. قتلوا برصاص في مؤخر الرأس".


التعليقات (0)