سياسة عربية

إعلامي مغربي لـ "عربي21": سعيّد يلمز في المغرب تقربا للجزائر

نورالدين مفتاح: إقحام المغرب في خلافات التونسيين أمر غريب وغير مقبول (فيسبوك)
نورالدين مفتاح: إقحام المغرب في خلافات التونسيين أمر غريب وغير مقبول (فيسبوك)

أعرب رئيس فيدرالية الناشرين المغاربة الكاتب والإعلامي نور الدين مفتاح عن استغرابه الشديد لما وصفه بـ "استمرار الهمز واللمز" من الرئيس التونسي قيس سعيد تجاه المغرب، واعتبر ذلك أمرا مسيئا للعلاقات الأخوية والتاريخية التي جمعت الشعبين المغربي والتونسي.

وذكر مفتاح في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، تعليقا على ما تضمنه خطاب الرئيس التونسي قيس سعيد في ذكرى الاستقلال أول أمس الأحد عند حديثه عن نتائج المشاركة في الاستشارة الإلكترونية التي أطلقها منتصف كانون الثاني (يناير) الماضي، والتي أعاد فيها ضعف المشاركة إلى حملة التشويه داخليا وإلى بعض العراقيل المتعلقة بالاتصالات خارجيا حيث تحول رقم التعريف الآلي لتونس من 00216 (وهو المفتاح الدولي لتونس) إلى 00212 (وهو المفتاح الدولي للمغرب)، أن "إقحام المغرب في شأن داخلي تونسي أمر مؤسف وغريب في ذات الوقت".

وقال مفتاح: "هذا رجل غريب فعلا التهم الثورة على المستوى الداخلي والخارجي للأسف الشديد، وهو في كثير من المرات يقوم بالهمز واللمز في المغرب بهدف التقرب من الجزائر.. وإذا كان يلمّح إلى المغرب في حديثه عن ضعف المشاركة في استشارته الإلكترونية أو الفضائية، فهو تلميح وقح، وإذا كان يقصد المغرب فإنه فعلا سيكون مصابا بالبانورويا".

وأضاف: "كنا نأمل أن تظل تونس دائما على الحياد في خلافات المغرب والجزائر، لكن يبدو أن سلطاتها الحالية اختارت غير ذلك، نحن نأمل أن ينتهي هذا المسلسل في تونس وأن تعود الأمور إلى نصابها"، على حد تعبيره.

وكان الرئيس قيس سعيد قد قال في كلمة له بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال نشرتها الصفحة الرسمية للرئاسة للحديث عن الاستشارة الإلكترونية التي أطلقها منتصف يناير الماضي وانتهت أول أمس الأحد في ذكرى الاستقلال: "بالرغم من كل محاولات الإحباط بلغ عدد المشاركين في الاستشارة الإلكترونية أكثر من نصف مليون، لينظروا إلى عدد الأصوات التي تحصلوا عليها، وكان الشباب في كل مكان في المحطات المخصصة للنقل وفي الأرياف وما زالوا يقومون بهذا الواجب الوطني وبما تقتضيه المسؤولية التي يشعرون بها شعورا حقيقيا غير مزيف، البعض تم اعتقاله والبعض الآخر تمت محاولة طعنه، بالإضافة إلى حملات الازدراء والمغالطة والتشويه". 

وأضاف سعيّد: "فضلا عن العقبات التي وضعوها حتى هذا المساء (الأحد 20 آذار / مارس الجاري) حتى لا يعبر الشعب عن إرادته.. فالمعرّف للهاتف لتونس في الخارج 216 تحول إلى 212، وتم قطع المشاركة منذ قليل في هذه العملية الفريدة من نوعها من قبل هؤلاء الذين يتبجحون عن أن الشعب لم يعبر عن إرادته، لكن الشباب تحداهم".

 



وتعيش العلاقات المغربية ـ التونسية فتورا منذ فترة، فقد امتنعت تونس في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي عن التصويت إلى جانب روسيا على قرار مجلس الأمن الدولي، بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء بإقليم الصحراء "مينورسو" عاما إضافيا وذلك حتى 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2022.

وصوّت لمصلحة قرار التمديد 13 دولة عضوا بالمجلس، فيما امتنعت روسيا وتونس عن التصويت.

والأسبوع الماضي كشفت مصادر إعلامية متطابقة، النقاب عن أن تونس قررت إلغاء بطولة الصداقة العربية والتي كان من المقرر أن تشارك "البوليساريو" فيها، إلى جانب الجزائر ودول أخرى.

وأُسدل مساء أول أمس الأحد الستار على الاستشارة الوطنية الإلكترونية التي أطلقها الرئيس التونسي قيس سعيّد من أجل استفتاء التونسيين بخصوص اهتماماتهم، فيما أثار هذا التوجه جدلا واسعا حول مدى جدوى الاستشارة.

وأطلق سعيّد منتصف الشهر الجاري الاستشارة الوطنية عبر الإنترنت، على أن تستمر إلى حدود 20 آذار/ مارس تاريخ استقلال تونس عن فرنسا، على أن يتم تجميع المقترحات وعرضها على الاستفتاء في 25 تموز/ يوليو المقبل.

وبلغ عدد المشاركين في الاستشارة 534 ألفا و915 شخصا، أي بنسبة 7 بالمئة من عدد التونسيين المعنيين بالتصويت في الانتخابات.


التعليقات (1)
غزاوي
الثلاثاء، 22-03-2022 08:33 م
مجرد تساؤل. حياد أم إنحياز !!!؟؟؟ جاء في المقال ما نصه: "كنا نأمل أن تظل تونس دائما على الحياد في خلافات المغرب والجزائر" انتهى الاقتباس عجيب أمر المغرب. يطالب الدول التي تدعم القضية الصحراواوية بالحياد مثل ليبيا وموريتانيا وتونس، وفي تفس الوقت يطالب من الدول المحايدة أو التي تدعم مسعى الأمم المتحدة الإنحياز لأطروحة "الحكم الذاتي" على غرار ما حصل مع ألمانيا وإسبانيا. جاء في المقال ما نصه: "هذا رجل ( قيس سعيد) غريب فعلا...وهو في كثير من المرات يقوم بالهمز واللمز في المغرب بهدف التقرب من الجزائر" انتهى الاقتباس. وكذلك يصف الإعلام المغربي رؤساء موريتانيا ومصر ونيجريا وجنوب إفريقيا.

خبر عاجل