سياسة عربية

تحذيرات من انهيار الدولة بتونس بسبب احتكار سعيّد للسلطة

يواصل قيس سعيد احتكار السلطة من خلال توسيع صلاحياته - جيتي
يواصل قيس سعيد احتكار السلطة من خلال توسيع صلاحياته - جيتي

تتصاعد في تونس وتيرة المخاوف والتحذيرات من تفكك حقيقي تعيش على وقعه مؤسسات الدولة، بعد قرابة 8 أشهر من الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعيّد في 25 تموز/ يوليو الماضي.

 

مؤسسة تشريعية مغلقة تم تجميد جميع اختصاصاتها، محكمة دستورية محل تجاذبات وعرقلة حتى من الرئيس، هيئات دستورية مغلقة بالقوة وأخرى محل قصف وتهديد وفي أي لحظة يصدر مرسوم حلها، وأخرى تم تنصيبها وفقا لاختيارات رئاسية.

 

في هذا السياق، يقول النائب عن حركة النهضة ناجي الجمل في تصريح لـ"عربي21": "ثمة تمركز لكل شيء في شخص واحد غير مؤهل لذلك، ومؤسسات الدولة ليست مفككة وإنما معطلة"، مؤكدا أن "التعطيل هو بلا شكّ ينتهي إلى الانهيار".

 

ولفت النائب ناجي الجمل إلى أن "كل مؤسسات الدولة تنتظر الأوامر ممن لا دراية له ولا همّ له إلا بناء مشروعه الهلامي".

 

في المقابل، ينفي عضو المكتب السياسي لحركة "الشعب" أسامة عويدات تفكك الدولة، ويقول في تصريح لـ"عربي21" إن "مؤسسات الدولة في طريقها إلى التعافي وهي ليست مفككة، نحن كنا في دولة مفككة طيلة 10 سنوات من قبل الأحزاب الحاكمة ولكن اليوم وبعد 25 يوليو ذهبنا إلى وضع أفضل".

 

ونفى النائب عويدات انهيار الدولة وشلل مؤسساتها وأشار إلى ما أسماه "بطء" تحرك الدولة في العلاقة بخدمة مصالح الشعب.

 

بينما قال المحلل السياسي قاسم الغربي في حديث لـ"عربي21": "أتصور وفق ما نشاهده من ضعف في الأداء الحكومي أننا فعلا أصبحنا أمام خطورة حقيقية لتفكك الدولة، ليس التفكك بمعنى انهيارها ولكن بمعنى عجز الدولة عن القيام بمهامها الأساسية".

 

عودة المنظومة القديمة

 

كثر الحديث في الكواليس السياسية عن الدور الفاعل الذي قامت به المنظومة القديمة في التحضير للانقلاب وإنجاحه لتتمكن من خلاله من السيطرة وإعادة التمركز وبكل قوة في مفاصل الدولة والتحكم بالقرار.

 

ويعتبر متابعون أن التفكك الحاصل هو نتيجة ردة فعل وعقاب من المنظومة وانتقام من الثورة الشعبية التي أطاحت بها.

 

 

 

وعلّق المحلل السياسي قاسم الغربي: "نعم نتجه بكل وضوح إلى نظام رئاسوي بأتم معنى الكلمة، كل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية مؤجلة إلى حين استكمال تغيير النظام السياسي الجديد الخاص بالرئيس لتجميع كل السلط بيد شخص واحد وأتوقع أن الدستور المزمع صياغته سيقوم على شرعنة هذا التوجه الرئاسوي".

 

وتابع: "وفي هذا الإطار أعتقد أن النظام القديم يستفيد من إجراءات قيس سعيد لضرب خصومه، طبعا في غياب حزام سياسي حقيقي لسعيد هو يستعمل المنظومة القديمة لتركيز سلطته، تحالف وإن كان غير معلن ولكنه على أرض الواقع موجود".

 

بدوره يؤكد السياسي والوزير السابق عن حركة "نداء تونس" خالد الشوكات أن "الوزراء الذين يحيطون بالرئيس هم تماما أبناء المنظومة القديمة.. لم يكونوا ثوّارا يوماً في حياتهم".

 

اقرأ أيضا: TH: إلى متى ستظل الولايات المتحدة تتجاهل ديمقراطية تونس؟
 

ولا يستثني خالد شوكات رئيسة الحكومة قائلا: "وعلى رأس هؤلاء بودن التي تهزّ رأسها في حضرتكم موافقة دائمة على ما تقول بعد أن عملت بكل إخلاص مع جميع أنظمة المنظومة القديمة".

 

  

 

مقابل ذلك ينفي أسامة عويدات عودة المنظومة القديمة قائلا: "النظام القديم الذي صارت عليه الثورة لم يعد ولم يتوغل، التجمع لم يعد وتعيينات الرئيس كانت لأفراد لم يكونوا في نظام بن علي ولا من حركة النهضة بعد 10 سنوات من تفردها بالحكم ومفاصل الدولة".

التعليقات (1)
الراعي
الخميس، 10-03-2022 05:13 ص
الديكتاتور هو الوجه البشري للشيطان