سياسة عربية

"مودرن ديبلوماسي": من يقود الآخر.. مصر أم الإمارات؟

تشترك مصر والإمارات في عدو مشترك وهو الإسلام السياسي- أ ف ب
تشترك مصر والإمارات في عدو مشترك وهو الإسلام السياسي- أ ف ب

نشر موقع "مودرن ديبلوماسي" الأمريكي تقريرا تحدّث فيه عن تأثير العلاقات المصرية -الإماراتية على مكانة مصر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.


وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن تداعيات انتفاضة 2011 لا تزال تؤثر على مصر محليا وإقليميا وساهمت في جعل دولة الإمارات العربية المتحدة تنخرط بقوة في سياسات الشرق الأوسط، ليتضاءل بذلك دور القاهرة المهيمن في المنطقة.


وذكر الموقع أن الإمارات - باعتبارها دولة صغيرة - سبق أن أعلنت الحاجة إلى إقامة تحالفات لمتابعة أجندتها السياسية الإقليمية، في حين أن مصر معترف بها عالميا بقيادتها الإقليمية، ولديها إحدى أفضل القوات العسكرية في المنطقة ولطالما فتنت العالم العربي بقوتها الناعمة. لكن من غير المؤكد أن يولّد التعاون بين هذين البلدين قوة في ريادة الأعمال.


وتشترك مصر والإمارات في عدو مشترك وهو الإسلام السياسي الممثل في الإخوان المسلمين، لكن نفوذ هذا التيار في البلدين مختلف. تتميز الإمارات العربية المتحدة - بعدد سكانها القليل - بالاستقرار السياسي والاقتصادي، وهو ما يوفّر لها مزيجا من العوامل التي تحصن أمتها ضد الإسلاميين. في المقابل تشكل الصعوبات الاقتصادية في مصر إلى جانب الاكتظاظ السكاني والقمع السياسي المكثف، إلى جانب ارتفاع معدل الأمية عوامل توفر بيئة ملائمة لانتشار الإسلامي السياسي بين المصريين بشكل سري. 


وأكد الموقع أن التحالف الذي تشكل بين البلدين عقب تنصيب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيسا للبلاد، قائم على أموال الإمارات والنفوذ المصري في المنطقة. وقد ساهم هذا التحالف في توسيع النفوذ السياسي المحلي لعدد من السياسيين العرب، وعلى رأسهم الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر، والرئيس التونسي قيس سعيّد، ورئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان. والسمة المشتركة بين جميع هؤلاء السياسيين هي معارضتهم للإسلاميين.


ومع أن إقصاء الإسلاميين من السلطة قد يحقق نجاحا مؤقتا، إلا أنه بالتأكيد ليس كافيا لتعزيز قوة هذا التحالف. كما أن غياب الديمقراطية فعليا والقمع المكثف الذي تمارسه هذه الأنظمة ومطالب المواطنين للحرية، من شأنها أن تؤدي إلى عودة الإسلاميين إلى الساحة السياسية مجددا. في غضون ذلك، ستجذب الثروة الإماراتية دائما الحكام العرب المستعدين لتقديم وعود سياسية وهمية مقابل الحصول على الدعم المالي.

 

اقرأ أيضا: مصر تقترض 3 مليارات دولار من بنوك إماراتية وكويتية

أشار الموقع إلى أن الإمارات ضخّت بسخاء أموالا طائلة في الاقتصاد المصري، بينما منحت الدولة المصرية للشركات الإماراتية فرصا تجارية عديدة. مع ذلك، لم تساعد الإمارات مصر على مواجهة التهديد الإقليمي الخطير الذي يتربص بها وهو سد النهضة الإثيوبي.


وأوضح الموقع أن السياسة الخارجية الإقليمية لدولة الإمارات القائمة على استغلال ثرواتها لمواجهة تهديد الإسلام السياسي ليست مفهومة. ففي الأساس، ليس لدى الإمارات القدرة على أن تكون لاعبا سياسيا إقليميا، حتى في ظل تقهقر هيمنة القوة المصرية.

 

في الأثناء، تحولت مصر إلى دولة تسعى باستمرار إلى الحصول على المساعدات المالية من الدول المجاورة الغنية، بينما أصبحت أقل انخراطا في الشؤون السياسية للمنطقة، بالنظر إلى الأعباء التي تثقل كاهلها وقلة مواردها، وهو ما يضيّق آفاقها السياسية والاقتصادية في المنطقة. 


وأشار الموقع إلى أن دور الوساطة الإقليمي الذي كانت تلعبه مصر قبل الانتفاضة العربية تبنته دول أوروبية مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا، هذا إلى جانب الدور الأساسي والمستمر للولايات المتحدة في المنطقة.


التعليقات (2)
سوق الحمير
الإثنين، 17-01-2022 04:15 م
لأ هذا و لأ ذاك كلاهما عميل حقير يعمل لأجندة أسياده الصهاينة، متى كان للجهلاء أجندة و هل يفهمون السياسة و الإقتصاد... ؟! كلاهما يساق مثل الحمار لأ يعرف يمينا و لأ شمالا
المزروعي
الإثنين، 17-01-2022 02:33 م
كلاهما مركوب الغرب كلاهما حذاء الغرب المريح فقد استطاع توني بلير تحويل الامارات الى اسرائيل الخليج و كذلك المخابرات الحربية المخترقة التي لها جاسوس في كل كتيبة ان توصل قائدها الى اغتصاب الحكم في مصر بمعنى ان كلاهما مفعول به