سياسة عربية

فصائل المعارضة تتأهب لعملية عسكرية تركية شمال سوريا

تركيا لوحت مرارا بعملية عسكرية ضد قوات قسد شمال البلاد- جيتي
تركيا لوحت مرارا بعملية عسكرية ضد قوات قسد شمال البلاد- جيتي

يشهد الشمال السوري الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة المدعومة تركياً، جولات واجتماعات يجريها قادة الفصائل وضباط من "الجيش الوطني" على الجبهات الملاصقة لمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وذلك بالتزامن مع تهديدات رسمية تركية بشن عملية عسكرية جديدة، لردع الهجمات التي تتعرض القوات التركية في الشمال السوري.

وآخر التصريحات التركية، جاء على لسان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، عندما أكد أن بلاده ستقوم باللازم في المكان والزمان المناسبين لـ"وقف الهجمات الإرهابية شمالي سوريا".

وأضاف أن "تركيا لم ولن تسمح إطلاقا بإنشاء ممر إرهابي"، وأنه "سيتم القضاء على كل من يسعى من بي كا كا (حزب العمال الكردستاني) للقيام بذلك".

وقبل أيام تعرضت آليات عسكرية تركية لهجوم صاروخي الأحد في قرية الشيخ عيسى، مصدره عناصر "قسد" -ذراع العمال الكردستاني في سوريا- أدى إلى مقتل عنصرين من شرطة المهام الخاصة التركية في مدينة مارع.

 

اقرأ أيضا: ما شكل العملية العسكرية التي قد تشنها تركيا شمال سوريا؟
 

وبعد الهجوم بيوم واحد، سقط عدد من القذائف الصاروخية جنوبي ولاية غازي عنتاب التركية، مصدرها الجانب السوري.

وعلمت "عربي21" من مصادر عسكرية أن فصائل المعارضة رفعت جاهزيتها القتالية، وكذلك أجرت "الجبهة السورية للتحرير" اجتماعات ميدانية تحضيرا لتحرك عسكري مرتقب.

عملية ردع


وقال المستشار العسكري لـ"الجيش الوطني" العميد أحمد حمادة؛ إن العملية العسكرية المرتقبة ستكون بهدف ردع قوات  "قسد" وأذرعها، لمنع تكرار استهداف "المناطق المحررة"، التي تسيطر عليها المعارضة السورية.

وأضاف لـ"عربي21"، أن قوات "قسد" صعدت في الآونة الأخيرة من استهداف الجيش التركي، بحيث تم تسجيل 22 حادثة اعتداء من عناصرها في الآونة الأخيرة.

وبذلك وفق حمادة، فإن منطقة "تل رفعت" التي تتمركز فيها "قسد" تأتي في مقدمة المناطق المرجحة للهجوم، إذ تشكل هذه المنطقة خاصرة رخوة، وتتخذها "قسد" منطقة متقدمة لضرب الاستقرار في منطقتي "غصن الزيتون" و"درع الفرات".

وأوضح أن منطقة تل رفعت الخاضعة لسيطرة "قسد" تسجل تنسيقا عاليا بين الأخيرة والمليشيات الإيرانية الموجودة في بلدتي نبل والزهراء.

 

اقرأ أيضا: هل انسحبت القوات الروسية من تل رفعت شمال غرب سوريا؟

وحول استعدادات الجيش الوطني المعارض للتحرك، أكد حمادة قيام الفصائل بالبدء بالاستعدادات للتحرك العسكري، بهدف حماية أمن المنطقة، بالتنسيق مع الجيش التركي.

التسخين التركي بدأ


من جانبه، أكد نائب المسؤول السياسي في "لواء السلام"، التابع لـ"الجيش الوطني"، هشام سكيف، في حديثه لـ"عربي21"، أن التصريحات التركية الأخيرة تؤكد بشكل شبه قاطع اقتراب العمل العسكري.

وأشار سكيف إلى إسقاط طائرة استطلاع روسية عند محيط مدينة مارع الأربعاء، وقال: "الواضح أن إسقاط الطائرة يؤشر إلى تسخين تركي".

وقال؛ إن اتهام أنقرة لموسكو بدعم هجمات "قسد" يؤشر كذلك إلى ارتفاع منسوب التسخين العسكري، مستدركا القول: "بانتظار الحصول على غطاء سياسي للعملية العسكرية، لتحديد حجم العملية، حيث من الواضح أن تركيا قد حسمت أمر العملية العسكرية، غير أن حجمها يحدده نجاح تركيا في عقد توافق سياسي دولي عليها".

وبحسب سكيف، فإن فصائل "الجيش الوطني" في حالة استنفار كامل، تأهبا لعملية عسكرية وشيكة، مشيرا إلى قيام الفصائل بالقصف المدفعي المتواصل لمناطق "قسد".

وبما أن تل رفعت تعد المنطقة الأكثر تسجيلا للاعتداءات منها، يرجح سكيف أن تكون المحطة الأولى للعملية العسكرية، مشيرا كذلك إلى احتمالية أن تكون العملية في منطقة عين العرب (كوباني).

وتواصلت "عربي21" مع قيادة "الجبهة السورية للتحرير"، لكنها امتنعت عن التعليق، مرجعة ذلك لحسابات عسكرية لم توضحها.

وقبل يومين، تعهد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو باتخاذ خطوات لإزالة المخاطر التي تواجهها تركيا من سوريا، محملا كلا من روسيا والولايات المتحدة مسؤولية عدم الوفاء بالتزاماتهما بشأن كبح جماح المقاتلين الأكراد في سوريا.

التعليقات (1)
قولاً واحداً: لن تشن تركيا عملية!
الجمعة، 15-10-2021 04:28 م
نعم، أصبحنا نسمع هذه التصريحات التركية التي لا طائل من ورائها. وتركيا في تراجع مستمر منذ أكثر من عام ونصف، فهي تخشى أية رد فعل أمريكية أو أوروبية بتحريض من ماكرون، أو روسية حسب الحالة. ولن تفعل تركيا شيئاً. ربما توعز إلى قوات المعارضة السورية بالقيام بمناوشات واشتباكات محدودة لكن لن يزيد الأمر عن ذلك.