مدونات

جهود تركيا في الاهتمام بمسلمي أمريكا اللاتينية

كاتب آخر
كاتب آخر
في ذلك المقال سوف أسرد معلومات حول جهود تركيا، أفرادا أو مؤسسات، في الاهتمام بقضايا العمل الإسلامي والمسلمين الجدد في أمريكا اللاتينية. تلك المعلومات حصلت عليها من مصادري الخاصة من خلال شبكة علاقاتي الضخمة مع مدراء المراكز والمؤسسات الإسلامية في أمريكا اللاتينية، من خلال عملي كمراسل لموقع قناة اقرأ في البرازيل (2010- 2013).

بدأت تلك الجهود التركية في الاهتمام بقضايا مسلمي أمريكا اللاتينية بعد صعود حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم في عام 2002، وبدأت تركيا في مد نفوذها وقوتها الناعمة تجاه مسلمي العالم شرقاً وغرباً. وفي استعراض سريع لتلك الجهود:

1- في عام 2006 قام مواطن تركي يدعى حسان توركو بتأسيس مركز للدراسات التركية في مدينة مدلين الكولومبية، وكان المركز يساعد على نشر الثقافة التركية وعقد دورات لتعلم اللغة التركية. وقد ساعد المركز عدد من الكولومبيات على اعتناق الإسلام، ونظم لهن رحلات لزيارة تركيا لمشاهدة المساجد وأهم الأماكن السياحية في تركيا. وكان المركز يعتمد على الجهود الذاتية، وليس له ارتباط بأي مؤسسة تركية في ذلك الوقت.

كلمة "توركو" كانت تطلق على المهاجرين العرب الأوائل الذين هاجروا إلى البرازيل وكولومبيا والأرجنتين وتشيلي، وأغلب تلك الهجرات العربية بدأت من عام 1882 من سوريا ولبنان وفلسطين، وكان معظمهم غير مسلمين لأن المهاجرين العرب كانوا يحملون جوازات سفر تابعة للدولة العثمانية.

2- باحث تركي يدعى محمد أوزكان (تزوج من كولومبية مسلمة من مدينة مدلين الكولومبية، تعرف عليها خلال دراستهما في جامعة إشبيلية الإسبانية عام 2009) ينشر دراسة بحثية غاية في الأهمية حول أسباب عدم امتداد تأثير داعش على مسلمي أمريكا اللاتينية. وتقدر تلك الدراسة عدد مسلمي أمريكا اللاتينية بحوالي ستة ملايين، منهم حوالي 40 في المائة تحولوا إلى الإسلام.

3- طبيبة نفسية من أورجواي من أصول إسبانية اعتنقت الإسلام؛ تتلقى دعوة من الحكومة التركية لتمثيل الجالية المسلمة في أورجواي، في أول مؤتمر عن الإسلام في أمريكا اللاتينية عقد في تركيا عام 2014، وفي نفس الوقت حصلت على منحة من جمعية سبل السلام المصرية لدراسة اللغة العربية في مصر في شباط/ فبراير 2015. وهي حالياً متزوجة من فلسطيني وتقيم في الضفة الغربية.

ومسجد السفارة المصرية في مونتفيديو، عاصمة أورجواي، يعتبر المركز الإسلامي الوحيد في البلاد. وترسل الحكومة المصرية إماماً كل ثلاث سنوات لإمامة المركز الإسلامي.

4- مذيعة من كوبا اعتنقت الإسلام قمت بترشيحها للدورة الثالثة لمسلمي أمريكا اللاتينية في الأزهر، في 2015. وكانت الدورة لمدة شهر ثم طلبت مني منحة لدراسة اللغة العربية في مصر عام 2016. ونظراً لتعرض جمعية سبل السلام المصرية لأزمات مالية كما ذكرت في مقال سابق، حصلت على منحة من الحكومة التركية، كما درست بعض المسلمات الكوبيات الإسلام في تركيا لمدة ستة أشهر. والجدير بالذكر أن أول مسجد في كوبا سيتم إنشاؤه بتمويل تركي.

5- إمام مركز إسلامي في ولاية أريزونا الأمريكية من أصل تركي نجح في ترتيب منح لمسلمات جديدات من ولاية سونورا، شمال المكسيك، لدراسة الإسلام في تركيا عام 2018.

6- الحكومة التركية تقدم دعما لمركز القرطبي في العاصمة الكولومبية بوجوتا عبر سفارتها، لأول مرة بعد تسع سنوات من المناشدات للمؤسسات الإسلامية في السعودية والخليج دون أن تسفر عن أي شيء. وتم تقديم الدعم عام 2018.

وفي النهاية نجحت تركيا عبر قوتها الناعمة وإطلاق خطوط طيران مباشرة من إسطنبول إلى كوبا وفنزويلا والبرازيل وكولومبيا والأرجنتين؛ في دفع العلاقات الاقتصادية والسياسية بين تركيا والدول سالفة الذكر، مما يكون له طيب الأثر على مسلمي أمريكا اللاتينية. وتلك الجهود تساهم في تصحيح صورة الإسلام وتساهم في انتشار الإسلام في أمريكا اللاتينية، حيث تلك القارة تعتبر أرضا خصبة لانتشار الإسلام، ولكن حتى الآن لم يتم استغلال تلك الفرصة بشكل جيد.
التعليقات (0)