صحافة دولية

الغارديان: شباب تونس يريدون الهجرة وسط أزمات بلا حلول

تونس تشهد أوضاعا سياسية متوترة وعدم استقرار بعد انقلاب سعيد- الأناضول
تونس تشهد أوضاعا سياسية متوترة وعدم استقرار بعد انقلاب سعيد- الأناضول

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للصحفي سايمون سبيكمان كوردال، قال فيه إنه وسط انهيار السياحة وأزمة فيروس كورونا ووعود لم تنفذ من الرئيس قيس سعيد، فإن شباب تونس يريدون الهجرة.


بعد اندلاع الثورة والهجمات الإرهابية وعدم الاستقرار السياسي، وجه الوباء ضربة قاضية لقطاع السياحة التونسي المحاصر، الذي كان يمثل عنصرا اقتصاديا أساسيا في السابق.

عدا عن المنتجعات الفارغة، لم تساعد الأحداث السياسية الأخيرة لغرس الثقة في نفوس العمال.

 

ولفتت الصحيفة إلى أن سعيد بعد استيلائه على السلطات في تموز/ يوليو، بتعليق البرلمان، والإطاحة برئيس الحكومة (رئيس الوزراء)، لم يقدم بعد رؤية جديدة طويلة الأمد للبلاد.

 

اقرأ أيضا: MEE: ما سيحدث في تونس ستكون له أهمية دولية كبيرة

في آب/ أغسطس الماضي، ارتفع عدد المهاجرين الوافدين إلى إيطاليا من تونس بنحو 75% مقارنة بالعام السابق.

 

وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فإن هذا يمثل "أكبر عدد من المغادرين منذ ما بعد ثورة 2011". من بينهم، كان هناك 502 من القاصرين غير مصحوبين بذويهم، بالإضافة إلى 138 آخرين سافروا مع فرد واحد على الأقل من عائلاتهم، ما يشير إلى أن هذه لم تكن عمليات نقل مؤقتة.


وفي حين أضر فيروس كورونا بالاقتصاد التونسي، كان قطاع السياحة فيها الأكثر تضررا. حتى قبل الوباء، كانت المنتجعات الكبيرة في البلاد، التي تعتمد على السياحة الجماعية، في مأزق.

 

وبعد الثورة في عام 2011، والهجوم الإرهابي المدمر في عام 2015 وما تلاه من حظر السفر، توقف قطاع السياحة في البلاد منذ فترة طويلة عن توفير الأمن الاقتصادي الذي وعد به في الستينيات.


يقول الخبير الاقتصادي راضي المؤدب: "قبل الوباء، كان قطاع السياحة يمثل حوالي 7% من الناتج المحلي الإجمالي، وإذا ما أضفنا إلى ذلك الأنشطة الإضافية مثل النقل والمطاعم والترفيه والحرف، تزداد مساهمته إلى 14%".


ومع ذلك، يضيف: "إذا استمرت التوجهات التي لوحظت حتى الآن حتى نهاية العام، فمن المحتمل أن تكون مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي سلبية، بحوالي -1% إلى -1.5% من الناتج المحلي الإجمالي".

 

اقرأ أيضا: التايمز: قيس سعيّد يقود تونس نحو الاستبداد

على الرغم من الجهود الجبارة التي يبذلها أصحاب الفنادق، فُقدت عشرات الآلاف من الوظائف. قبل الوباء، كان أكثر من نصف مليون شخص يعملون في السياحة والخدمات المساندة لها. الأحداث الأخيرة، ليس أقلها حظر السفر المفروض ردا على تصاعد معدل وفيات كوفيد في تونس، ساهمت بشكل كبير في ذلك.


ومع عدم توقع عودة الاقتصاد إلى مستويات ما قبل الوباء لبعض الوقت، فإن السياحة في تونس "لن تكون أبدا كما كانت قبل الأزمة"، كما يقول المؤدب، وكما يتضح من صفوف الفنادق المهجورة على طول الساحل في الحمامات وسوسة والمنستير.

التعليقات (0)