قضايا وآراء

معركة الأمة واحدة.. فلسطين في قلبها

معن بشّور
1300x600
1300x600

اليمن في الذكرى الـ59 لثورته الأم

لم يكن يوم السادس عشر من أيلول (سبتمبر) 1962 يوماً ثورياً يمنياً رائعاً فحسب، بل كان محطة هامة، في الصراع بين إرادة النهوض في الأمة وقوى التخلف والتبعية، وهو الصراع الذي ما زال مستمراً حتى اليوم في كل الأرض العربية وإن تعددّت الرايات وتغيرت الوجوه.

كان يوم 26 أيلول (سبتمبر) 1962 في اليمن يوم إعلان الجمهورية، كما كان قبله يوم 5 حزيران/ يونيو 1962 يوم إعلان استقلال الجزائر، ردّا للأمة من مغربها وجنوبها على جريمة الانفصال في الوحدة بين مصر وسوريا في 28 أيلول/ سبتمبر 1961، وتأكيدا على أن الصراع في الأمة مستمر على كل الجبهات، فيه الألم وفيه الأمل، فيه الانتكاسات وفيه الانتصارات.

واليوم يواصل شعب اليمن معركته بثبات متحملا ما لا تطيقه الأمم من عذاب ومعاناة.


فليكن السادس والعشرون من أيلول (سبتمبر)، يوم الثورة الأم في اليمن يوماً للدعوة لوقف الحرب الظالمة على اليمن وفيها، بل يوماً للدعوة إلى مراجعة ومصالحة ومشاركة بين اليمنيين جميعاً على طريق وحدة يمنية لا انفصال فيها، ولتحرّر يمني لا يعرف الخنوع...

من بيروت التي لا تنسى أبناء اليمن، شماله وجنوبه، الذين دافعوا عنها في مثل هذه الأيام عام 1982 وأكدّوا أن انتماءهم لأمتهم ليس نشيداً يرددونه في المناسبات فقط، بل فعل كفاح ووفاء تجسّده التضحيات..

بين القدس وجنين 

الشهداء الخمسة الذين ارتقوا في مواجهة مسلحة مع العدو في منطقتي القدس وجنين، جدّدوا بالدم ملاحم شهدتها المدينتان المجبولة أرضهما بالقداسة والشهادة، وأكدّوا أن سيف القدس ما زال مشرعا، وأن الضوء ما زال يتلألأ في نهاية "نفق الحرية" بعد أن أشعله الأبطال الستة قبل أيام.

بين القدس وجنين، وعشية الذكرى الحادية والعشرين لانتفاضة الأقصى المبارك، يؤكد شهداؤنا البررة ورفاقهم الأبطال أن كل جرائم العدو وتخاذل النظام الرسمي الدولي وانحياز واشنطن وتوابعها في العالم والمنطقة، لن يغير من حقيقة ساطعة أن المقاومة مستمرة وأن الاحتلال إلى اندحار والكيان الغاصب إلى زوال، مهما تخاذل المتخاذلون وطبّع المطّبعون.

لأقمارنا الخمسة في القدس وجنين، بعد أسودنا الستة في سجن جربوع، عهد ووعد أن نواصل الكفاح حتى تحرير الأرض والإنسان، كل الأرض وكل إنسان.

مؤتمر أربيل

حين وقفنا ضد الحرب على العراق عام 2003، وتحمّلنا ما تحّملناه بسبب موقفنا ذاك، كنّا واثقين أن تلك الحرب كانت بالأساس قراراً صهيونياً نفّذته واشنطن ولندن وحلفاؤهما وأتباعهما لتدمير دولة عربية قويّة شكّلت بمواقفها سداً منيعاً بوجه المشاريع الصهيونية والاستعمارية.

وحين ساندنا المقاومة العراقية ضد الاحتلال وآثاره التدميرية، وواجهتنا اتهامات ووضعت أسماؤنا على قوائم المطلوبين من الاحتلال وأتباعه، كنّا ندرك أن الخطوات التالية للاحتلال هي التطبيع مع العدو وتقسيم العراق إلى دويلات مذهبية وعرقية.

وحين اعترضنا على "دستور بريمر" الذي يعترف بكل القوميات في العراق إلاّ القومية العربية كنّا نعرف أن الهدف هو إخراج العراق من عروبته، وإخراج العروبة من العراق، لإخراج هذا البلد، الذي قدّم العديد من جنوده ومجاهديه شهداء على أرض فلسطين، من الصراع العربي الصهيوني، ومن كل صراع بين العرب وأعدائهم.

واليوم تتأكد مخاوفنا في اجتماع اربيل التطبيعي، والتقسيمي الذي يحاول استغلال ممارسات إقصائية يرتكبها بعض المتنفذين في العراق ضد شرائح واسعة من المجتمع العراقي.

من هنا إذ نؤيد موقف العديد من العراقيين، الحاكمين والمعارضين، المناهض لاجتماع أربيل التطبيعي التقسيمي ندعوهم جميعا إلى حوار جامع، لا إقصاء فيه، متحّرر من كل شوائب المراحل السابقة، تحت شعار "متحدون من أجل عراق عربي ديمقراطي موحد قادر أن يستعيد دوره في أمته ومحيطه والعالم".


التعليقات (0)