سياسة عربية

ضيف "عربي21": مقابلة مع المطربة السورية نانو الرئيس (شاهد)

سوريا  فن  الثورة السورية  نانو الرئيس - عربي21
سوريا فن الثورة السورية نانو الرئيس - عربي21

قالت المطربة السورية الشابة، نانو الرئيس؛ إن تجربة الغربة كان لها تأثير كبير عليها كإنسانة وفنانة، حيث تعرضت لثقافة جديدة كاملة ومختلفة، لافتة إلى أنها خطت أولى خطواتها نحو تحقيق "حلمها الكبير".


وأضافت "نانو"، المُقيمة منذ سنوات في الولايات المتحدة، في مقابلة خاصة مع "ضيف عربي21"، أن جمهورها في الولايات المتحدة "متنوع بين الأمريكان والعرب، ربما لكوني أغني بأكثر من لغة (العربية، والإنجليزية، والفرنسية)، لكن بوجه عام، فإن الموسيقى لغة عالمية تصل للجميع".

 


وتاليا نص المقابلة مع "ضيف عربي21":


بداية.. لو تحدثيننا عن بداية علاقتكِ بالموسيقى منذ الطفولة وحتى اليوم؟


الموسيقى في حياتي بدأت وأنا بعمر الخمس سنوات من خلال دروس تعلم العزف الكلاسيكي على البيانو، بالإضافة إلى كون أخي الأكبر عازف بيانو، وأخي الأصغر أيضا؛ فصوت العزف لا ينقطع في بيتنا تقريبا، أضف إلى ذلك اهتمام والدتي بالموسيقى والأغاني الكلاسيكية (الغربية والشرقية) مثل أغاني أم كلثوم وعبدالوهاب، وقد تأثرت كثيرا بتلك الأغاني وأنا صغيرة.


حين وصلت للثامنة عشرة من عمري سمعتني أمي وأنا أغني، فبحثت لي عن أفضل شخص متخصص في الصوت في ذلك الحين، حتى تعرفت على أستاذتي – وهي أهم أستاذة مؤثرة في حياتي كلها – واسمها آراكس شيكجيان، وقد تعرفت عليها عام 2004 في بداية دراستي الجامعية بمدينة حلب، واستمرت علاقتنا حتى اندلاع الحرب في سوريا، ثم سافرنا إلى لبنان في الوقت نفسه تقريبا دون اتفاق بيننا، وحتى اليوم أستكمل التعلم منها من خلال التواصل المباشر عبر الإنترنت.

 

ولم تقتصر الدروس على تعلم الغناء فحسب، بل وتعلم طريقة تدريس الغناء أيضا، فهي أفضل من علمني، ولها فضل كبير عليّ، وربما هي سبب ما أنا فيه من نجاح، فهي تشاركني كل خطوة من خطوات عملي، وأعتبرها مثل أمي وليست معلمتي فقط.


بعد ذلك، التحقت بـ Berklee College of Music وتأثرت بالموسيقى الغربية والبرازيلية وموسيقى الجاز، فامتزج التأثير الغربي بالشرقي، واليوم أقوم أيضا بتدريس الغناء وتطبيق المدرسة الفنية التي تعلمتها من مدرستي.


هل تجربة الغربة بالنسبة للفنان - خاصة إذا كانت قسرية- تعتبر إضافة وإثراء لأعماله الفنية أم لا؟


بالطبع، الغربة تجربة لها تأثير كبير؛ فالإنسان يتعرض لثقافة جديدة كاملة، ويعيش في مجتمع مختلف، وأفكاره مختلفة، ويتكلم بلغة أخرى، فبالتأكيد هذه الأمور تغير في الإنسان، وتوسع من آفاقه، وتضيف له ثقافة جديدة. والغربة القسرية على وجه الخصوص لها طبيعة خاصة، حين يحرم الإنسان من أهله، ويبتعد عن حياته التي اعتاد عليها. كل هذه الأمور وغيرها توّلد عند الإنسان كثيرا من المشاعر المختلفة.

 

والغربة -على المستوى الشخصي- أثرت فيّ كإنسانة، ومن ثم أثرت فيّ وفي أعمالي كفنانة، فأنا متأثرة بالحنين لموطني والحياة التي كنت أعيشها، والشوق إلى جو العائلة.


إلى أي مدى تأثرتِ بالثورة السورية وأحداثها (بالإيجاب أو السلب)؟


تأثرت بها مثل أي إنسان يتأثر بتجربة مرت بحياته، فما بالك عندما تكون ثورة؟ بالطبع تأثرت بها كثيرا، وتأثرت بكل موقف عايشته أو شاهدته أو قرأت عنه، على المستوى الإنساني أو الفني.


في نهاية أغنيتكِ "صلاة من أجل سوريا" كنتِ تبكين بحرقة.. فلماذا كانت هذه الدموع المنهمرة، مع العلم أن المؤلف الأصلي لهذه الأغنية David foster وأنتِ قمتِ مع الشاعر اللبناني سليم علاء الدين بكتابة الكلمات العربية؟


سؤال جيد، أغنية "الصلاة" أثرت فيّ كثيرا، لذا أعبّر فيها عن إحساسي، وطوال مدة الأغنية وأنا أشعر بغصة كبيرة، بل أكثر من غصة، الأولى: عندما حُرمت من رؤية جدتي التي توفيت وأنا في الغربة، وقبل وفاتها لم يكن باستطاعة إحدانا أن تسافر للأخرى طوال 6 سنوات تقريبا. الغصة الثانية: هي مشاهد الدمار والحياة الصعبة في سوريا التي أصبحت تنقل بالصوت والصورة، كل هذه المشاهد عالقة في ذهني وعقلي وإحساسي، فبالتأكيد أتأثر بها.


علاقتكِ الفنية بالشاعر اللبناني سليم علاء الدين قوية ومتينة.. لو تحدثيننا عن هذه العلاقة؟ وهل ستكون بينكما أعمال مشتركة قريبا؟


تعرّفت على الشاعر سليم علاء الدين قبل أربع سنوات تقريبا، لكننا لم نلتق أبدا بشكل مباشر، وكل لقاءاتنا عبر الإنترنت (واتساب)، واشتركنا في كتابة أربع عشرة أغنية تقريبا، ونعمل معا على جودة مضمون الأغنية وعلى شكلها (المعني والمبنى)، وأيضا من ناحية الصوت نراعي "صوت الأحرف الصامتة والمتحركة"، فنحاول معا اختيار جُمل سلسلة في الغناء، و«سليم» إنسان، وهو شخص غالِ عليّ، وبيننا أعمال ستدوم -إن شاء الله– لسنوات، أما عن الأعمال المشتركة الجديدة في الفترة القادمة، فإننا نعمل الآن على إطلاق أغنية جديدة اسمها "عالم غريب" خلال بداية العام المقبل، وسيكون هناك أكثر من تعاون فيما بعد.


هناك مقولة للشاعر السوري المعروف "نزار قباني"؛ "إن الثورة تولد من رحم الأحزان"، وهي كانت ضمن كلمات أغنية "يا بيروت" التي غنتها الفنانة ماجدة الرومي.. فكيف تنظرين إلى هذه المقولة (إن الثورة تولد من رحم الأحزان)؟ وهل تتفقين معها؟


بالطبع أؤكد هذا المعنى، فإن كان المجتمع يعيش حياة كريمة فلم سيقوم بثورة؟ والثورة ليست بالشيء السهل، كما أنها ليست غاية، وإنما وسيلة، وهي ناتجة عن الحرمان، والآلام، والضغوطات.. فعندما يعجز الإنسان عن التحمل يبدأ بالثورة.


كيف تنظرين للفنان الذي ينعزل وينقطع تماما عن واقعه ومجتمعه؟


أنا لا أستطيع أن أتحدث عن رأيي في الفنانين الآخرين، فقط أتحدث عن نفسي؛ فأنا لا ينبغي لي أن أنقطع عن الواقع، أو القضايا التي تهمنا والتي يجب أن نجد لها حلا، وهذه هي الغاية من عملي، وكل الأغاني التي أقوم بكتابتها تنطلق من القضايا التي أؤمن بها، وهذه هي الدوافع التي تحركني.


كانت لكِ أغنية تحتفي بقيادة المرأة السعودية للسيارة "رح سوق السيارة"، بينما رأى البعض أنكِ لم تتحدثي عن الانتهاكات التي تحدث بحق النساء في السعودية.. ما تعقيبكم؟


قانون عدم السماح للمرأة قيادة السيارات هو انتهاك لحقوقها، وقد غنيت هذه الأغنية احتفالا بانتهاء هذا الانتهاك لهذا الحق، لكن بوجه عام القضايا كثيرة، وأنا ما زلت بأول الطريق.


تقومين أحيانا في بعض أعمالك الفنية بالدمج بين عدة أنماط شرقية وغربية.. فكيف تجدين التفاعل مع هذا الأمر؟


هذا الأمر ليس بجديد، فهناك كثير من الفنانين قد قاموا بمثل هذا العمل، لكن أنا أعمل هذا الدمج من وجهة نظري وإحساسي، وخبرتي في الحياة، وهو موضوع صعب وبه العديد من التجارب الناجحة، وبه أيضا من التجارب ما جانبها التوفيق، وأنا أحاول أن يمتاز عملي في هذه النوعية بدقة عالية، وأتعاون في هذا مع الشاعر سليم علاء الدين ومع غيره، وحتى الآن الأمر ناجح معي، وفي المستقبل ستكون هناك أعمال أخرى إن شاء الله.


هل جمهورك الأكبر في أمريكا هم من العرب الموجودين في الولايات المتحدة أم الأمريكيين أنفسهم؟
جمهوري متنوع بين الأمريكان والعرب، ومن خلال ملاحظتي للحضور في الحفلات، أشعر أحيانا أنها الوجوه نفسها المتنوعة بين العرب والأمريكان، ربما لكوني أغني بأكثر من لغة (العربية، والإنجليزية، والفرنسية)، لكن بوجه عام، فإن الموسيقى لغة عالمية تصل للجميع، وبيدك توصيل المشاعر بغض النظر عن اللغة.


هل يمكن القول إن حلم الفنانة "نانو الرئيس" قد تحقق اليوم؟ وما هي العوامل والأسباب التي أدت إلى نجاح "نانو الرئيس"؟   


يمكنني القول بأني خطوت أولى خطواتي لحلمي الكبير، وأسباب نجاحي هي الإصرار والعمل، فأنا أعطي عملي الكثير والكثير، والفشل يأتي عندما تقول سأتوقف عند نقطة ما، لكن ما دمت أعمل وأشعر أني أتقدم للأمام فهو نجاح لي، وهو سيوصلني بالنهاية لما أحلم به.

التعليقات (0)

خبر عاجل