حقوق وحريات

لطفي حجي: إغلاق مكتب الجزيرة خطوة للوراء بالنسبة لتونس

لفت حجي إلى أنه وزملاءه حاولوا استعادة المعدات، لكن دون جدوى- جيتي
لفت حجي إلى أنه وزملاءه حاولوا استعادة المعدات، لكن دون جدوى- جيتي

سلط موقع "صوت أمريكا" الضوء على إغلاق مكتب قناة الجزيرة في تونس، بعد انقلاب الرئيس التونسي قيس سعيد.

 

وقال الموقع الأمريكي، إنه لطالما اعتبرت تونس قصة نجاح نادرة للربيع العربي. ففي كثير من الحالات، أدت الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قبل عقد من الزمان إلى عدم استقرار طويل أو حرب، كما هو الحال في سوريا واليمن، أو الحكم الاستبدادي، كما هو الحال في مصر.

 

وأشار إلى أنه بالمقارنة، فإن تونس لديها سجلا جيدا نسبياً، وهي تحتل المرتبة الـ73 من بين 180 دولة، حيث هي الأكثر حرية، على مؤشر حرية الصحافة لـ"مراسلون بلا حدود"، وتم تصنيفها على أنها حرة في التقرير العالمي السنوي لمؤسسة فريدوم هاوس. ومع ذلك، تشير كلتا المنظمتين إلى الضغوط والمضايقات التي تتعرض لها وسائل الإعلام.

 

وفي اليوم التالي من خطوة الرئيس قيس سعيد، داهمت قوات الأمن مكتب قناة الجزيرة في العاصمة تونس، وبعد أكثر من أسبوع، وظلت المكاتب مغلقة تركت بداخلها المعدات، ما أجبر صحفييها على العمل عن بعد باستخدام الهواتف الذكية، حسبما قال لطفي حجي، رئيس مكتب الجزيرة في تونس للموقع.

 

وقال حجي للموقع الأمريكي: "لقد عطل ذلك عملنا بشكل كبير، والأجهزة مصادرة داخل المكتب، وهناك زملاء يعملون من منازلهم يرسلون الأخبار عبر هواتفهم، وبعض المراسلين يبثون على الهواء عبر سكايب فقط".

 

ولفت حجي إلى أنه وزملاءه حاولوا استعادة المعدات، لكن دون جدوى.

 

اقرأ أيضا: الأمن التونسي يقتحم مكتب "الجزيرة" ويطرد جميع موظفيه
 

وذكر الموقع، أن المداهمة وقعت في صباح يوم 26 تموز/ يوليو، في الوقت الذي دخلت فيه البلاد في اضطراب سياسي أثار المحللون تساؤلات حول استمرار ديمقراطيتها الهشة.

 

ويقول الخبراء إنه من غير الواضح ما إذا كانت إجراءات الطوارئ ستُرفع في غضون 30 يوما، وفقا لما ينص عليه الدستور.

 

ومؤخرا، تجول سعيد في شارع بورقيبة الشهير في تونس، في إشارة إلى عودة البلاد إلى طبيعتها ووصف الهجرة الجماعية الأخيرة إلى أوروبا من قبل عدد من التونسيين الشباب بأنها مؤامرة لتقويض البلاد.

 

وقال في شريط فيديو: "إنهم يعطونهم المال حتى يغادروا، هؤلاء الناس يستغلون البؤس ويريدون إعادة صياغة ما حدث في 2011، إنهم يضرون بعلاقات تونس مع إيطاليا وأوروبا ودول أخرى".

 

وتابع الموقع الأمريكي، بأن سعيد لم يتطرق إلى خططه، ولم يعلق على مصادرة مكتب الجزيرة.

 

وروى مدير مكتب الجزيرة، أن قوات الأمن لم يكن لديها أمر من المحكمة عندما دخلوا مقرهم الإعلامي.

 

ووصفت قناة الجزيرة المداهمة التي قام بها ما يقرب من عشرين ضابطا بأنها "هجوم على حرية الصحافة" و "تصعيد مقلق".

 

وأشارت الشبكة التي تتخذ من قطر مقرا لها في بيان، إنها تخشى أن يؤدي ما حدث إلى "عرقلة التغطية العادلة والموضوعية للأحداث الجارية في البلاد"، لافتة إلى أن ضباط الأمن لم يذكروا سبب المداهمة واكتفوا بالقول إنهم ينفذون الأوامر.

 

ومع إغلاق مكتبهم، لم يتمكن موظفو الجزيرة من تجديد تراخيص التصوير الخاصة بهم، حيث إنه في تونس، يجب على وسائل الإعلام الأجنبية تجديد التصاريح كل شهر.

 

وقال حجي: "بدون تراخيص لا يحق لنا التقاط صور في الشارع".

 

وأشار الموقع إلى أن الجزيرة ليست الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي واجهت مشاكل منذ حل سعيد للحكومة، حيث احتجز صحفيون من "نيويورك تايمز" لفترة وجيزة الأسبوع الماضي، قبل استدعائهم من قبل الرئيس.

 

وقالت المراسلة فيفيان يي في صفحتها على موقع تويتر: "إنه بعد أن أوقفتها الشرطة، تم استدعاؤها وزملاؤها إلى القصر الرئاسي حيث تحدث سعيد مطولا".

 

وكتبت يي على "تويتر": "جئت لتغطية الانهيار المحتمل للديمقراطية في تونس وتم احتجازي لفترة وجيزة، ثم تلقيت محاضرة عن دستور الولايات المتحدة من الرئيس التونسي، الذي تعهد بالحفاظ على حريات الصحافة، لكنه لم يفعل، ولم يسمح لي بطرح سؤال واحد".

 

وقالت سارة يركس، الزميلة البارزة في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي ومقرها واشنطن، إن الديمقراطيات الغربية يجب أن تضغط على تونس لاستعادة الحكم المدني.

وتابعت لموقع "صوت أمريكا" أنه "خلال الأسبوع الماضي، كان من دواعي سروري أن أرى لغة إضافية أقوى من الوزير بلينكن وجيك سوليفان توضح أن الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة تونس".

 

اقرأ أيضا: صحفية أمريكية: سعيّد احتجزني ثم أسمعني محاضرة عن الحريات
 

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قال: "لقد أجريت محادثة طويلة مع الرئيس [التونسي] وحثثته على التأكد من عودة تونس إلى المسار الديمقراطي في أسرع وقت ممكن، كما أن لدينا مخاوف من أي جهود لقمع أصوات الشعب التونسي، بما في ذلك وسائل الإعلام، وهو ما رأينا بعض التقارير عنه في الأيام الأخيرة".

 

أما مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي، فقد أجرى مكالمة لمدة ساعة مع سعيد، حثه فيها على تشكيل حكومة جديدة بسرعة، وفقا لبيان صادر عن البيت الأبيض.

 

وشددت يركس، على أن الهجمات على حرية التعبير تثير القلق، مؤكدة أن ما حدث مع الجزيرة بالطبع مثير للقلق، لكن قراءة رواية فيفيان يي (صحفية نيويورك تايمز) عن تفاعلها وزملائها مع سعيد أمر مثير للقلق أيضا – الطريقة التي يحاول بها استغلال وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، "وهذا خرج مباشرة من كتاب قواعد اللعبة".

 

وقال حجي إن "حظر الاستوديو الخاص بالقناة، قد يكون له عواقب واسعة على جمهورها، وهو خطوة إلى الوراء بالنسبة لتونس".

 

وتابع: "على مدى السنوات العشر الماضية، مرت تونس بفترة من الحريات ومحاولة لتأسيس قضاء مستقل وتطبيق سيادة القانون، لكن ما يحدث يعيدنا إلى المربع الأول، ميدان مراقبة ورقابة عمل وسائل الإعلام".

التعليقات (1)
عبدالله العابد
الجمعة، 06-08-2021 06:43 ص
كل الكلام من الأستاذ لطفي حجي هو "أكل عيش" فقط، برأيي أخطأت الجزيرة بجعل لطفي حجي مدير مكتبها، هو من أنصار نظام الهارب زين العابدين بن علي البوليسي، ربما دفاعه وتصريحاته عن اغلاق المكتب هو فقط من باب "العمل والحفاظ على مرتبه" وتغطياته "سابقاً" لا تعكس واقع تونس الثورة.