هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
فتحت روسيا باب الانتساب في "الفيلق الخامس" أمام الشباب بدير الزور، بهدف تأمين وحماية منشآت النفط والغاز في مناطق سيطرة النظام شرق سوريا.
وأكد الناشط الإعلامي، مهران الفراتي من دير الزور، أن روسيا كلفت المدعو نادر أبو العهد، وهو قيادي عسكري في الفيلق الخامس، بمهمة تنسيب الشباب.
وأشار لـ"عربي21" إلى أنه لم يتضح بعد حجم إقبال شباب المنطقة على التطوع، لافتا إلى المخاوف من استهداف كل من يتعامل مع روسيا وإيران من قبل خلايا تنظيم الدولة التي تنشط في المنطقة.
ومع ذلك، حسب الفراتي، فإن من المرجح أن ينتسب عدد كبير من الشباب للفيلق الخامس، نظرا للوضع الاقتصادي المتردي، وعدم توفر فرص العمل.
وحول الرواتب التي ستمنحها روسيا للمتطوعين، قال الفراتي: "لا زال الأمر حديثا، غير أن الرواتب التي تمنحها روسيا تكون أكبر من رواتب المليشيات الإيرانية، والنظام".
من جانبه، قال الصحفي في شبكة "فرات بوست" صهيب الجابر، إن الضربات الأخيرة المكثفة التي شنتها إسرائيل على مواقع المليشيات الإيرانية في دير الزور وريفها الشرقي، أدت إلى إحجام الشباب عن التطوع في المليشيات الإيرانية وفرار عدد منهم، معتبرا أن "روسيا تحاول استقطاب الشباب لزيادة نفوذها في دير الزور".
وأضاف لـ"عربي21": "شهدت المواقع النفطية في دير الزور نوعا من الصراع بين المليشيات الإيرانية والقوات الروسية، وتجلى هذا الصراع بمقتل أحد خبراء النفط الإيرانيين في حقل التيم، الشهر الماضي، على يد عناصر حراسة الحقل التابع لروسيا".
ولذلك، تسعى روسيا إلى ضم أكبر عدد من الشباب، لأن ذلك يضمن استقرار مصالحها، وتثبيت نفوذها بمواجهة إيران، وفق الجابر، الذي أضاف: "تحاول روسيا زيادة نفوذها في دير الزور، بعد إحساس روسيا بأن الأمور بدأت تخرج عن تحكمها".
اقرأ أيضا : قتلى باستهداف ناقلة جنود للنظام السوري في دير الزور
أما الكاتب والمحلل السياسي، فراس علاوي، من دير الزور، فأكد أن روسيا أوكلت منذ دخولها دير الزور، إلى مليشيا "فاغنر" مهمة حماية المنشآت النفطية، مشيرا خلال حديثه لـ"عربي21" إلى أن روسيا ليست بوارد تسليمها حماية المنشآت النفطية إلى مقاتلين محليين.
غير أن مصادر متقاطعة، أكدت أن روسيا بدأت بتجهيز مقار عسكرية لنقل عناصر من "الفيلق الخامس" من محافظتي حلب ودرعا إلى دير الزور، وذلك لهدفين، تقوية حضور روسيا في المنطقة، وكذلك الزيادة في تدابير الحماية من هجمات خلايا تنظيم الدولة.
ويرى الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد، أن روسيا بدأت تركز مؤخرا على دير الزور، ما يعطي انطباعا بأنها بصدد تشكيل قوة عسكرية خاصة بها في هذه المنطقة.
وقال لـ"عربي21"، قد يبدو الأمر وكأن روسيا تتحضر لسد الفراغ في شرق سوريا، الفراغ الذي سينجم عن انسحاب المليشيات الإيرانية، أو القوات الأمريكية، وهو احتمال أضعف من الأول.
وسبق أن أرسلت روسيا قوات تابعة لها إلى مدينة البوكمال الخاضعة لسيطرة المليشيات الإيرانية، والقريبة من الحدود العراقية.
ويتقاسم النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" السيطرة على دير الزور، حيث تسيطر الأخيرة على ريف المدينة الشرقي، الغني بالثروات النفطية، في حين يسيطر النظام على مركز المدينة وأريافها الغربية والجنوبية وأجزاء من الريف الشرقي.