هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعرب "تحالف النساء العاملات بالصحافة" عن انزعاجه من احتجاز
الصحفية المصرية، بسمة مصطفى، التي تم اعتقالها على خلفية قيامها بتغطية قصة مقتل
المواطن عويس الراوي بمدينة الأقصر (جنوبي البلاد) على يد ضابط بجهاز الأمن
الوطني.
وقضت محكمة أمن الدولة العليا، الأحد، بحبس "بسمة" 15 يوما على
ذمة التحقيق لأنشطتها الصحفية.
وشدّد "تحالف النساء العاملات بالصحافة"، في بيان له، الأحد، وصل "عربي21" نسخة منه، على بالغ الانزعاج من
ممارسات السلطات المصرية ضد الصحفيين وحرية الصحافة، مطالبا بالإطلاق الفوري لسراح
"بسمة".
ولفت التحالف إلى أن "بسمة كانت قد توجهت إلى الأقصر، السبت، لتغطية
مأساة مقتل المواطن عويس الراوي على يد أحد عناصر الأمن الوطني، وما تلا مقتله من
تظاهرات مُطالبة بالعدالة ومحاسبة الجاني، وقامت قوات الأمن بفض التظاهرات بالعنف".
وأضاف: "فور وصول بسمة إلى الأقصر استوقفها أمين شرطة وفحص أوراقها
الثبوتية ثم ظل يراقبها. وتمكنت بسمة من إخبار أحد أفراد الأسرة بهذا الأمر وبعد
ساعة تم غلق هاتفها المحمول وظلت في اختفاء قسري لما يزيد عن يوم".
اقرأ أيضا: تقرير حقوقي: سبتمبر الأكثر إراقة للدماء بمصر منذ مطلع العام
وتابع: "قضت بسمة ما يزيد عن 26 ساعة في اختفاء قسري، وعلى الرغم من
استعلام أفراد أسرتها من النائب العام ووزارة الداخلية عنها فإنهم لم يتمكنوا من
معرفة مكان احتجازها أو التواصل معها. وعلى الرغم من اختفاء بسمة في الأقصر إلا أنها
ظهرت، الأحد، في القاهرة للتحقيق معها في نيابة أمن الدولة العليا لما يزيد عن عشر
ساعات بتهمة الانضمام لجماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة، وتكدير الأمن والسلم
العام. وهي نفس قائمة الاتهامات التي تواجه أي صحفي مستقل يغطي الأحداث دون
تعليمات من الدولة والمخابرات الحربية".
وأشار إلى أن "عناصر من الأمن الوطني احتجزت بسمة وحققت معها سابقا في
شهر نيسان/ أبريل الماضي على إثر تغطيتها لاستعدادات وقرارات الدولة بخصوص تفشي
وباء كوفد-19. وفي عام 2016 تم القبض عليها أيضا إثر تغطيتها لمقتل خمسة مواطنين
على يد عناصر من الشرطة في قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني".
واستطرد قائلا: "إلى جانب تغطيتها الصحفية وكتاباتها المتميزة في مواقع
مدى مصر، والمنصة، ورصيف 22، والعديد من وسائل الإعلام الأخرى، تُعد بسمة من
الرواد الاجتماعيين الإنسانيين فقد أطلقت مبادرة لإعداد وإيصال وجبات طعام لمصابي
وباء كوفد-19 وانتشرت المبادرة في كل مصر داعمة الآلاف من المصابين".
وقال "تحالف النساء العاملات بالصحافة" إن "الصحفيين
المستقلين في مصر يتم طحنهم كالحبوب في الرحى، حيث يواجهون الاعتقال التعسفي
والاختفاء القسري من جهة، والرقابة ومصادرة الرأي من جهة أخرى".
وتعمل بسمة صحفية بموقع "المنصة" الإخباري المحليّ الذي تعرضت رئيسة تحريره
الصحفية، نورا يونس، للاعتقال في حزيران/ يونيو 2020.
ونوّه "تحالف النساء العاملات بالصحافة" إلى أن "السلطات
المصرية تستهدف الصحافة المستقلة وتعتبرها جريمة"، لافتا إلى أن "مئات
الصحفيين يقبعون خلف القضبان لمدد غير محددة".
وأكد أن "وسائل الإعلام إما تحت المراقبة وتنفذ تعليمات الدولة أو يتم
غلقها. وما يزيد عن 1000 موقع إخباري وغيره تم حجبهم في مصر".
وناشد "تحالف النساء العاملات بالصحافة" السلطات المصرية إطلاق
سراح الصحفية بسمة مصطفى فورا، مؤكدا أن "الصحافة هي أداة تساعد الجمهور
والمسؤولين لجعل كل فرد مسؤولا عن أفعاله".
وأشار إلى أن "الصحفيين أمثال بسمة يعتبرون ضرورة لتحقيق الشفافية
والمحاسبة في الدولة، ولذلك على الدولة أن تحتفي بهم وتدعمهم بدلا عن استهدافهم
واعتقالهم".
و"تحالف النساء العاملات بالصحافة" هو منظمة دولية غير هادفة
للربح تعنى بقضايا الصحفيات وحرية الرأي والتعبير. وتأسس التحالف عام 2017 ومنذ
ذلك الحين يعمل على تقديم المساعدة التقنية والمهنية للصحفيات، كما يقوم بتوثيق
الانتهاكات والتهديدات التي تتعرض لها الصحفيات حول العالم. ويضم التحالف في
عضويته ما يزيد عن ألف صحفية حول العالم.