صحافة إسرائيلية

"يديعوت": فشلنا في حرب كورونا يذكرنا بهزيمة 1973

يهوشع طالب نتنياهو بالتنحي وفتح المجال أمام قيادة جديدة- جيتي
يهوشع طالب نتنياهو بالتنحي وفتح المجال أمام قيادة جديدة- جيتي

أكدت صحيفة عبرية، أن هناك أوجه شبه بين فشل الحكومة الإسرائيلية الحالية في التصدي لوباء كورونا، وبين الهزيمة في حرب 1973، مشددا على أهمية تنحي القيادة الحالية، وإخلاء الطريق لقيادة بديلة تقف على رأس المعركة مع الجائحة.


حالة التأهب


وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، في افتتاحيتها التي كتبها المعلق العسكري، يوسي يهوشع، أنه في نيسان/ أبريل 1973، "جاءت الموجة الأولى من التقارير الاستخبارية عن نية مصر وسوريا شن حرب ضد إسرائيل، وبدأت تتراكم وتقلق جهاز الأمن، وفي شعبة الاستخبارات "أمان" قدروا أن احتمال الحرب متدن، ولكن في قمة القيادة السياسية والعسكرية تقررت مع ذلك خطوات تأهب هامة بكلفة عالية".


وفي أيار/ مايو 1973، "انتشرت قوات الجيش الإسرائيلي في الجبهات، وأقرت الحكومة تجنيد عشرة آلاف من جنود الاحتياط، وأخرجت دبابات ومدافع من المخازن، وجهزت للاستخدام، وتسارعت أعمال البنى التحتية في هضبة الجولان، وأقيمت قيادة فرقة احتياط جديدة".

 

اقرأ أيضا: مسؤول طبي يحذر من انهيار المنظومة الصحية لدى الاحتلال

ونوهت الصحيفة إلى أنه "حينما لم يأتِ الهجوم المتوقع، بدأت حالة التأهب تنخفض في حزيران/ يونيو حتى أزيلت تماما في آب/ أغسطس 1973، وتعززت مكانة شعبة الاستخبارات التي قدرت أن مصر غير معنية باستئناف الحرب مع إسرائيل، في أوساط أصحاب القرار، وكان هذا هو أحد الأسباب التي جعلت قمة القيادة الإسرائيلية تتمترس في ذاك المفهوم الشهير الذي سيتحطم بالدم بعد شهرين من ذلك".
ومع مقارنة تلك الفترة من عام 1973 بهذه الأيام، فإن "لحظة إزالة حالة التأهب الأولى، هي النقطة التي أعلنت فيها رئيسة الوزراء في حينه غولدا مائير، للجمهور القلق وللقوات المتحفزة، أن عيشوا حياتكم، كي تربح بضع نقاط عند الجمهور".


وتابعت: "الصافرة في ظهيرة ذاك السبت؛ الساعة الـ14:00، هي اللحظة التي دخل فيها الجمهور الإسرائيلي إلى الإغلاق الثاني، فيما كان جهاز الصحة في وضع خطير وعلى شفا الانهيار، وهذا متأخر جدا"، مضيفة أن "هذين التقصيرن كان يمكن منعهما، والمسؤولية عنهما تقع على حكومتين فاشلتين، وبسببهما يدفع المجتمع الإسرائيلي ثمنا لا يطاق".


معركة طويلة

 
ولفتت "يديعوت"، إلى أن حرب أكتوبر استمرت 3 أسابيع، أما التصدي لفيروس، فهو "معركة طويلة ومضنية لا نرى بعد نهايتها، وإن على استخلاص النتائج والدروس أن يتم كل يوم، تحت النار".


ونبهت إلى أنه "في الوقت الذي تصرخ فيه عموم المحافل المهنية، كل يوم تقريبا، عن ما هو السبيل الصحيح للانتصار على هذا الوباء، فقد فضل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الانشغال بالبقاء السياسي، وتركيز البحث المرة تلو الأخرى على الجهاز القضائي والمستشار القانوني للحكومة والمظاهرات أمام منزله".

 

اقرأ أيضا: هآرتس: نتنياهو يزرع الخراب والتطبيع "حفلة شخصية" تثير الغضب

وقالت: "بدلا من أن يفعل ما ينبغي للزعيم أن يفعله في ساعة الحرب؛ بأن يهجم إلى الأمام دون أن يجري حسابات الربح والخسارة، فإن قيادتنا في هذه المعركة أغرقت نفسها بحسابات سياسية، وأصبحت ضعيفة ومترددة، في الموقف من الوباء وفي عيون الجمهور على حد سواء".


وأكدت الصحيفة أن "الحرب ضد كورونا، لن ننتصر فيها دون التجند العام للجمهور في إسرائيل، وأما القيادة الحالية فتنشغل بتفكيك ثقة الجمهور بالمؤسسات الإسرائيلية، ومن ثم تتهم الجمهور بعدم اتباع التعليمات".


وبخلاف حرب 1973، فقد قدرت "يديعوت"، أن "الحرب ضد كورونا لن تنتهي في 19 يوما، وليس لدينا الوقت لانتظار لجان التحقيق وللأفكار المتعلقة بحساب النفس".


وأما بالنسبة لرئيس الوزراء نتنياهو، أو رئيس الوزراء البديل بيني غانتس، فرأت الصحيفة أنه "من لا يستطيع قيادة إسرائيل في هذه الأيام ويقف على رأس المعركة ويندفع إلى الأمام دون أن يجري حسابات عن وضعه، مطالب بأن يتنحى جانبا ويسمح للآخرين بأن يقودوا".

التعليقات (0)