قضايا وآراء

الاستيطان ينهب أريحا والأغوار قبل الضم

عبد اللطيف خضر
1300x600
1300x600
تعتبر محافظة أريحا والأغوار منطقة استراتيجية مهمة، تشكل مع محافظة طوباس، غور فلسطين، الذي يمتاز بجودة أرضه، ووفره مياهه، وصلاحيته لزراعة الكثير من المزروعات. وكانت المنطقة هدفاً للاحتلال والاستيطان الإسرائيلي منذ احتلال الضفة الغربية؛ حيث تم بناء مجموعة كبيرة من المستوطنات ومعسكرات تدريب جيش الاحتلال الإسرائيلي.

تعتبر الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ عام 1967 الأغوار من المناطق الحيوية للأمن والاقتصاد الإسرائيلي، وقد انتهجت هذه الحكومات خططاً متعددة لتهويد الأغوار، تمثلت بمجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى عزل الشريط الحدودي مع الأردن بعمق 1-5 كم، وترحيل وتشريد آلاف سكان المنطقة الفلسطينيين، وعزل ومصادرة آلاف الدونمات الزراعية المحاذية للسياج الحدودي مع الأردن، وما يعرف بالخط الأخضر. وتشكل هذه الأراضي الملكية الوحيدة لآلاف العائلات، لإقامة المستوطنات الزراعية والأمنية، وفي الوقت ذاته منع البناء والتطور العمراني في جميع قرى الأغوار، وبالطبع السيطرة على مصادر المياه الجارية (نهر الأردن) والمياه الجوفية.

يبلغ عدد المستوطنات المقامة على أراضي محافظة أريحا والأغوار 24 مستوطنة، إضافة إلى سبع بؤر استيطانية؛ بالإضافة إلى وجود تسعة عشر معسكر وقواعد عسكرية ومناطق تدريب للجيش الإسرائيلي. ومعظم المستوطنات التي تقع على أراضي محافظة أريحا والأغوار ذات طابع عسكري وزراعي، تحتل مساحة إجمالية قدرها 12092 دونما من أراضي محافظة أريحا والأغوار. ويبلغ عدد المستوطنين الذين يقطنون هذه المستوطنات حتى العام 2018 نحو 10 آلاف مستوطن.

المحاور والتكتلات الاستيطانية في محافظة أريحا والأغوار:

المحور الأول: المستوطنات الموازية لنهر الأردن

يضم هذا المحور المستوطنات التالية: أرجمان، ماسؤاة، يافيت، بيتسائيل، تومر، جلجال، نتيف هجدود، نعران، نعامي، بيت هعرفاه، الموج.

المحور الثاني: مستوطنات الظهير لخط آلون:

يمتد هذا المحور على سفوح الجبال المطلة على الغور، في ما يسمى بـ"مستوطنات الظهير"، نسبة إلى المستوطنات المساندة لمشروع "آلون". يضم هذا المحور أربع مستوطنات، وهي: معاليه إفرايم، يطاف فيرد يريحو، متسبيه يريحو.

واستكمالا للمشروع الاستيطاني في الأغوار، أقيم المقطع الأولي من الجدار عام 1999 بمحاذاة نهر الأردن، وامتد من البحر الميت جنوباً وحتى حدود الخط الأخضر شمالاً، بعرض يتراوح ما بين 1-5 كم، أما المقطع الثاني من الجدار، فقد أقيم عام 2003، ويمتد من نهر الأردن وحتى قرية المطلة شرق محافظة جنين، ليعزل حوالي أربعة آلاف دونم.

تتكون مصادر المياه المتجددة في محافظة أريحا والأغوار بشكل أساسي من المياه الجوفية، والتي تقع جميعها فوق الحوض الشرقي لخزانات المياه الجوفية في الضفة الغربية. وتقدر كمية المياه المنتجة بحسب إحصائية العام 2010 ما يقارب 25 مليون متر مكعب من المياه من الحوض الشرقي، بواسطة الينابيع والآبار الواقعة في محافظة أريحا والأغوار.

وفقا لهذه المعطيات أعلاه، فإن محافظة أريحا والأغوار تتعرض لسياسة تهويد ممنهجه منذ عام 1967، وإن الاستيطان الذي لم يتوقف يوما كان ولا يزال التهديد الأكبر الذي يهدد الوجود الفلسطيني في الأغوار. كان ذلك قبل الإعلان عن مشروع الضم مطلع هذا العام؛ وسيكون كذلك مستقبلا.
التعليقات (0)