سياسة عربية

FT: من فجّر مركز انتاج أجهزة الطرد المركزي في مفاعل نطنز؟

موقع إيراني مقرب من السلطة قال إن التفجير سيؤدي إلى تغييرات بالمنطقة- جيتي
موقع إيراني مقرب من السلطة قال إن التفجير سيؤدي إلى تغييرات بالمنطقة- جيتي

قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن الغموض لا يزال يحيط بالتفجيرات وحوادث أخرى شهدتها إيران في الأيام الاخيرة.

وأشارت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أن إعلان حركة تطلق على نفسها اسم "فهود الوطن"، لم يقض على التكهنات أو الشائعات حول التفجيرات والحرائق وتسرب الغاز، في بنى تحتية حيوية في البلاد.

وقالت إن التكهنات زادت بالتحديد حول التفجير، الذي وقع بمجمع لتجميع أجهزة الطرد المركزي الضرورية لتخصيب اليورانيوم. وكشفت صور للأقمار الصناعية لمفاعل نطنز حفرة بعمق 10 أمتار، ومواد سقطت من سقف مدمر، وذلك حسب معهد العلوم والأمن الدولي بالعاصمة واشنطن.

وقال المعهد إن التفجير "يعد نكسة كبيرة لقدرات إيران، نحو نشر أجهزة طرد مركزي متقدمة، وعلى قاعدة واسعة ولسنوات قادمة".

وأكدت الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية مستوى الضرر الذي أصاب المفاعل، ووصفته بـ"الضخم"، وقال المجلس الأعلى للأمن القومي إنه يعرف "السبب الرئيسي لكنه لا يستطيع الكشف لأسباب أمنية".

وبحسب مقال نشر في صحيفة "هامشهري" شبه الرسمية، فإن "مستوى الدمار يقوي من احتمالية أنه عملية تخريبية". وقالت: إن "التخريب نفذه مهاجمون تحركوا في الصحراء وفي عتمة الليل إلى نطنز في الساعة الثانية صباحا، لأنهم لا يريدون خسائر بشرية أو إحداث انبعاثات شعاعية".

وقال محلل قريب من الدوائر الإصلاحية: "الهجوم يبدو بالتأكيد أنه من تنفيذ أمريكا وإسرائيل أو معا، وهو تحذير يقول: نحن قريبون منكم جدا" وأضاف: "الفعل كان كبيرا وتسبب بخسائر كبيرة، وجعل التوتر مع الولايات المتحدة، معقدا أكثر مما كان عليه في الماضي".

وكانت حركة تطلق على نفسها "فهود الوطن"، المسؤولية عن التخريب من خلال رسالة عبر تطبيق تلغرام. وقالت إنها مجموعة من رجال الأمن والإستخبارات السابقين، يريدون الإطاحة بـ"الحكومة الإسلامية".

وتعهدت بتنفيذ هجمات مماثلة للهجوم على نطنز. وكان هذا المفاعل قد استهدف في الماضي بهجمات إلكترونية. ففي عام 2010 استهدف بفيروس ستانكسنت الذي يعتقد أن إسرائيل والولايات المتحدة تقف وراءه.

 

اقرأ أيضا: تقدير استخباري: انفجار "نطنز" أعاق نووي إيران لسنوات


وتوقفت هذه الهجمات، بعد توقيع إيران المعاهدة النووية مع الدول الكبرى عام 2015، وأوقفت بموجبها معظم نشاطات التخصيب. وبعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخروج من الإتفاقية قبل عامين، وأعاد فرض العقوبات على إيران ضمن استراتيجية "أقصى الضغط" عادت طهران واستأنفت جزءا من عناصر مشروعها.

ويملك المجمع النووي، القدرة على بناء وفحص حوالي 60 جهاز طرد مركزي متقدم في وقت واحد. وتشير صور التقطتها الأقمار الإصطناعية إلى أنه تم تدمير منشأة الإنتاج.

 وقال مسؤولون أمنيون في تل أبيب: إن إيران قد تضطر لأن تستخدم أجيالا أولى من أجهزة الطرد، ومواصلة التخصيب وإن بوتيرة منخفضة.

وحدث الانفجار بعد أسبوع من انفجار في موقع بارشين العسكري، نتيجة لتسرب الغاز. كما وسجلت حرائق في عيادة طبية بالعاصمة طهران، وتسرب غاز في عيادة طبية في طهران، وحريقا في محطة طاقة بمركز للبتروكيماويات بالأهواز، وآخر في ميناء ماهشهر في جنوب إيران ومصنع صغير جنوبي طهران.

وقالت الصحيفة: "لو ثبت أن التفجير في نطنز عمل تخريبي، فالجهة التي سيشك بتنفيذها له هي إسرائيل والولايات المتحدة. وقبل عامين تفاخر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل استطاعت اختراق أرشيف إيران النووي".

وقال إميل هوكاييم، من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية: "من الواضح أن لدى الإسرائيليين القدرة للقيام بتخريب" وأضاف: "لو كان الإسرائيليون مسؤولين عن نطنز، فالسؤال، لماذا؟ فترسانة إيران النووية ليست تهديدا بعد، كما أن انتهاكات إيران للإتفاقية النووية ليست صادمة. وربما أرادت إسرائيل منع إيران من إعادة برنامجها النووي، خاصة أن لديها حليفا يتفق معها وتريد أن تفقد إيران توازنها".

وأضاف أنه لو كان فعلا عملا تخريبيا، فسيشكل معضلة لإيران، التي "لا تزال تريد تجنب تصعيد مباشر مع الولايات المتحدة، على أمل النجاة من مرحلة إدارة ترامب. ويبدو أنها تحاول التقليل من خطورة النكسة".

ونقلت الصحيفة عن سيما شاين، المديرة السابقة في قسم البحث والتقييم بجهاز الموساد قولها: "أيا كانت الجهة التي نفذته فإنها فعلته بطريقة لا تؤدي إلى حرب، أي عبر غارة جوية، ويحاول كلا الطرفين تجنب مواجهة عسكرية مباشرة، وكلاهما يحاول العمل تحت الرادار بطريقة لا تؤدي للتصعيد".

وأضافت شاين التي تدير البرنامج النووي، في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، "لكن هذه حادثة مهمة لأن فيها انفجار".

وتابعت: "التفجيرات الأخرى، قد تكون غير مترابطة، لكن التفجير في نطنز هو بالتأكيد عمل تخريبي".

وقال موقع "نور نيوز" المقرب من المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، إنه: "لو كانت إسرائيل هي التي وراء الهجوم، فربما أشار ذلك إلى تحول استراتيجي، في طريقة تعامل الولايات المتحدة وإسرائيل، مع الجمهورية الإسلامية فالدخول إلى منطقة إيرانية محظورة واجتياز الخط الأحمر سيقود إلى تغيرات جذرية بالمنطقة".

التعليقات (0)