مقابلات

قيادي بالتحالف الوطني "يفتح النار" على المعارضة المصرية

القيادي بالتحالف الوطني محمود فتحي قال إن "المعارضة بصورتها الحالية تُعد أكبر داعم لبقاء السيسي"- يوتيوب
القيادي بالتحالف الوطني محمود فتحي قال إن "المعارضة بصورتها الحالية تُعد أكبر داعم لبقاء السيسي"- يوتيوب

* تقدمت بمقترح لتوسيع التحالف الوطني ليشمل شخصيات وطنية وإسلامية ومحافظة

 

* التحالف لازال يدرس المقترح.. وآمل التعاطي معه بشكل إيجابي ولا مانع من تطويره والبناء عليه

 

* أدعو لدمج البرلمان المصري بالخارج والمجلس الثوري وبعض الشخصيات الوطنية داخل إطار التحالف الوطني

 

* استمرار أداء المعارضة على ما هي عليه يُعد أفضل مُعاون وأكبر داعم لاستمرار السيسي في سدة الحكم

 

* المعارضة لم تقم بأي مراجعات حقيقية لتجربتها منذ ثورة يناير وعقب الانقلاب العسكري.. وبعضها لازال يُبرر لقراراته الخاطئة

 

* وضع المعارضة بائس ودخلت مرحلة "الموت الإكلينيكي".. ولم تعد تهدد النظام في شيء

 
شنّ القيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، محمود فتحي، هجوما حادا على المعارضة المصرية على اختلاف أطيافها في الداخل والخارج، قائلا: "إن تلك المعارضة باستمرارها على ما هي عليه تُعد أفضل مُعاون وأكبر داعم لاستمرار رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي في قهره وإفقاره وإذلاله وتضييعه لمقدرات مصر ومستقبل شعبها"، وفق قوله.

وأضاف، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أن "هذه المعارضة هي خير معارضة على الإطلاق تخدم بقاء أي نظام حاكم، لأن صوتها عالٍ وتأثيرها صفر كبير، وتُحدث ضجيجا بلا طحين، وبالتالي يُعلق النظام كل فشله الذريع على تلك المعارضة البائسة التي دخلت مرحلة الموت الإكلينيكي، رغم أنها غير مؤثرة في النظام بالمرة، ولا تضايقه بأي صورة من الصور، ولا تهدده في شيء".

وأشار فتحي إلى أن "المعارضة تزداد يوما بعد الآخر انقساما وتشتتا فوق انقساماتها السابقة، ولم تعد أبدا على المستوى المأمول منها، ولا زالت تعاني بشدة من أزمة حقيقية في الرؤى، والخطاب، وترتيب الأولويات، بل وفي علاقاتها البينية، والأخطر في علاقتها بالحاضنة الشعبية، حيث لم يعد لأحد قبول شعبي، وبدأ الشارع يَكفُر بتلك المعارضة، حيث لم يعد يمكنه المراهنة عليها أو الوثوق بها بوضعها الحالي".

"غياب المراجعات"

ونوّه عضو المكتب السياسي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية إلى أن المعارضة المصرية "لم تقم بأي مراجعات حقيقية لتجربتها منذ ثورة يناير، وعقب الانقلاب العسكري، بل إن بعضها لا زال يُبرر ويدافع عن قراراته السابقة التي تسببت في الكثير من الأزمات التي حدثت وساهمت في الحالة المتردية التي وصلنا لها اليوم"، مضيفا: "لم نتعلم من الأخطاء التي وقعنا فيها جميعا، ولم نقدم أي محاولة جادة لتغيير تلك الأوضاع".

وتابع: "رغم كل هذه السنوات الماضية، ورغم كل التضحيات التي كُتبت بدماء آلاف المصريين، ورغم كل الأعمار التي تُهدر داخل السجون وخارجها، ورغم كل الانتهاكات التي لها ألف صورة، ورغم كل الأوضاع الاقتصادية والصحية والتعليمية والاجتماعية المتردية، إلا أننا نجد قوى وأحزاب وتيارات وجماعات ورموز المعارضة لا تفعل شيئا، وكأن الأمر لا يعينهم مطلقا، وذلك رغم الإمكانيات الكبيرة التي يمتلكها بعضهم".

 

اقرأ أيضا: "عربي21" تحاور الحقوقي بهي الدين حسن في ذكرى انقلاب مصر

ودعا فتحي المعارضة إلى ضرورة مراجعة وإعادة تقييم مسيرتها وأدائها خلال الأعوام السبعة الماضية، والتي قال إنها "مرت بمحطات وتجارب مختلفة، ورغم أنها حققت بعض النجاحات المحدودة، إلا أنها وقعت في إخفاقات كثيرة لا تُعد ولا تُحصى، وأضاعت العديد من الفرص الذهبية التي قدمها لها النظام وغيره، وظلت أسيرة لمحدودية التأثير ولصراعاتها الأيدولوجية العقيمة طوال تلك السنوات المريرة".

وشدّد فتحي، وهو رئيس حزب الفضيلة ومؤسس تيار الأمة، على أن "النخب التي تدعي التغيير، ولا تبني مشروعا تنظيميا فاعلا له خطة وقيادة وحاضنة شعبية، تصبح في النهاية أدوات في مشروع أنظمة الاستبداد والفساد والتبعية".

"توسيع التحالف الوطني"

وكشف فتحي عن أنه اقترح قبل أيام "ضرورة توسيع التحالف الوطني ليشمل شخصيات وطنية وإسلامية ومحافظة، بدلا من الاقتصار على الكيانات السياسية فقط، والتي لم تعد فاعلة لا في الداخل أو الخارج".

ويرى أنه ينبغي "دمج كل من البرلمان المصري في الخارج، والمجلس الثوري، وبعض الشخصيات الوطنية من الإعلاميين والأكاديميين والحقوقيين المعارضين، داخل إطار التحالف الوطني"، مضيفا: "هذا الأمر في حال حدوثه سيكون له أثر كبير في تنشيط التحالف وعودته بشكل مؤثر وفاعل من جديد في الساحة المصرية، بل وربما يُغري الناشطين في الساحة بالانضمام إليه أو على الأقل التنسيق معه".

ولفت فتحي إلى أن "المقترح الذي تقدم به إلى التحالف الوطني لا زال قيد الدراسة من طرف أعضاء التحالف حتى الآن"، مُعبّرا عن أمله أن يتم التعاطي مع مقترحه بشكل إيجابي، "ولا مانع من أن يتم تطوير المقترح والبناء عليه، لأننا بحاجة لخطوات وتحركات مختلفة وفاعلة بدلا من هذا السكون الذي ليس له مبرر، ويثير الكثير من علامات الاستفهام".

واستطرد قائلا: "التوسيع المأمول يعني عمل جمعية عمومية للأعضاء، وبناء هيكلة تنظيمية ولجان عمل تخصصية، وتوزيع للمهام والمسؤوليات. وفي هذه الحالة سيكون التحالف أهم جبهة سياسية، إن لم يكن هو الجبهة السياسية الأكبر، أو المكون الأساسي في أي اصطفاف وطني في حالة حدوثه".

وأوضح أن المقترح "يشمل الاندماج بين التحالف الوطني، والمجلس الثوري، والبرلمان المصري بالخارج، في كيان التحالف الوطني؛ لكونه الكيان الأقدم والذي انبثقت عنه باقي الكيانات الأخرى، وفي حال تحفظ الأعضاء على ذلك فلا مانع أبدا من الاندماج في كيان واحد باسم جديد، ولو أمعنا النظر سنجد أن هذا فيه مصلحة لجميع الكيانات والأعضاء، والأهم مصلحة مصر وشعبها".

وأكمل: "الأغلبية في هذه الكيانات الثلاثة (برلمان الخارج، والمجلس الثوري، والتحالف الوطني) من جماعة الإخوان المسلمين، وهذه الكيانات لها أهداف واحدة، وآليات عمل واحدة، فبأي منطق يستمر عملهم فرادى وغير مؤثرين أو مُجدّدين؛ فما الذي يمنع هذه الكيانات الثلاثة من الاندماج في مظلة وطنية واحدة حتى وإن كانت محسوبة في أغلبها على التيار الإسلامي".

وأضاف رئيس حزب الفضيلة: "لو وُجدت إرادة حقيقية للتغيير والتأثير من الفصيل الأكبر، وهو جماعة الإخوان المسلمين، سيُمكن بسهولة تذليل العقبات وتقليل الصعوبات".

"تاريخ ثوري سابق"

ولفت إلى أنه "يفضل اسم التحالف الوطني، لأن له تاريخا ثوريا سابقا، وكان رقما صعبا في المعادلة السياسية، إلا أنه في حال اتفاق الأغلبية على إيجاد جسد جديد وتنسيقية جديدة فلن يكون لديه أي مانع، لأن ما يهمه بث روح الاجتماع في جسد المعارضة، والعمل بشكل فاعل ومختلف تحت أي مظلة بغض النظر عن الاسم".

وأكد فتحي أن "الحالة السياسية يجب أن تنتج مشاريعها الوطنية، وأن تقنع الحاضنة الشعبية بالالتفاف حول هذه الحالات السياسية، التي ينبغي لها أن تذهب لاصطفاف وطني حقيقي دون أن يتخلى أحد عن مشروعه وأفكاره أو قواعده وأنصاره. كل فصيل يحتفظ بمشروعه ويتوافق مع الآخرين على حد أدنى لمشروع وطني جامع".

واستطرد العضو المؤسس بتحالف دعم الشرعية ورفض الانقلاب، قائلا: "لا حل إلا باصطفاف أصحاب المشاريع المتقاربة فيما بينهم، ويقنعوا بها الشارع، ثم تصطف أو تنسق هذه المشاريع المختلفة فيما بينها في مرحلة لاحقة"، لافتا إلى أن "كل مَن يعمل في المعارضة ينبغي أن يعمل في إطار مؤسسي وحالة تنظيمية لا أن يظل مستمرا في حالة الفردية أو العشوائية، أي أن كل مَن لا يعمل على بناء حالته التنظيمية فهو مُقصر في واجبه الوطني والثوري".

"أكبر فائدة للسيسي"

وقال: "بقاء الوضع كما هو عليه كحالة كلامية فقط. نتحدث في الهواء بلا مشاريع أو رؤى أو خارطة طريق أو قيادات رمزية وتنظيمية سيجعلنا أكبر فائدة للسيسي وأكبر مساعد له للبقاء في منصبه، وسنصبح أكبر عبء على مصر وشعبها، لأن استمرار تلك الأوضاع هو أسوأ ما يكون، وسنظل ذريعة ومبررا منطقيا لاستمرار السيسي لسنوات أخرى رغم فشله الكبير وفاشيته التي تجاوزت كل الحدود".

وأضاف: "علينا دعوة الشخصيات الفاعلة إلى ألا تكون شخصيات فردية تبحث عن وجود إعلامي فقط، بل بناء حالات مؤسسية - ولو صغيرة - تجمع أبناء المرجعية أو الأيدولوجية الواحدة، مع إعادة النظرة في وضعية الكيانات القائمة، وإعادة تموضع الجميع، إلى أن نبني مظلة وطنية مصرية جامعة تضم الجميع أو على الأقل تؤطر العمل الوطني وتنسق بين مختلف الأطراف في الداخل والخارج".

وبسؤاله: "ماذا لو لم تستجب المعارضة لمقترحه؟ أجاب: "لكل حادث حديث، لكن حينها علينا أن نضع الجميع أمام مسؤولياته الوطنية وأمام الشعب الذي هو الحكم، والذي من حقه محاسبتنا أو تجاوزنا، وعلى الشعب أن يدرك جيدا مَن الذي يعمل من أجل وحدة المعارضة بكل أطيافها، وأن يعرف كذلك حقيقة مَن تصدروا المشهد واستقرت أوضاعهم السياسية والاجتماعية والمالية، ويعلم الشعب كذلك مَن هم المستفيدون من استمرار وضع المعارضة على ما هي عليه، لتستمر أوضاعهم على ما هي عليه"، حسبما قال.

واختتم فتحي بقوله: "حال تأزم الأمور تماما، وفقدان كل أمل في المعارضة، قد لا نكون أمام أي حل سوى أن جيل الوسط والشباب يجب عليه أن يتجاوز جيل الشيوخ والرموز التي فشلت في إدارة المشهد السياسي على مدار السنوات السابقة منذ اندلاع الثورة وفي أعقاب انقلاب 3 تموز/ يوليو حتى اليوم".

التعليقات (0)