مقابلات

البرغوثي يتحدث لعربي21 عن سبل إفشال الضم مع ضعف العرب

شدد البرغوثي على وجوب أن تقوم منظمة التحرير بـ"إلغاء الاتفاقيات وسحب الاعتراف بإسرائيل"- عربي21
شدد البرغوثي على وجوب أن تقوم منظمة التحرير بـ"إلغاء الاتفاقيات وسحب الاعتراف بإسرائيل"- عربي21

تحدث الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، النائب مصطفى البرغوثي، عن المخاطر الكبيرة الناجمة عن تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي لخطة ضم الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن، وطرق مواجهة هذا المخطط، في ظل حالة الضعف العربي الرسمي.


وأكد البرغوثي، أن "الضم مسألة خطيرة جدا، وهي لا تقتصر على نتنياهو (رئيس وزراء الاحتلال)؛ فهو يعبر عن الحركة الصهيونية بكاملها، وما يجري الآن هو تكرار لما جرى عام 1948 بشكل مختلف قليلا".


وأوضح في حوار خاص مع "عربي21"، أن "المعضلة الكبرى التي تقف في وجه الإسرائيليين؛ هي الوجود البشري الفلسطيني"، مؤكدا أن "أهم وسيلة في إفشال مخطط الضم والتهويد، بقاؤنا في وطننا، وإفشال فصل غزة عن الضفة الغربية".


ورجح أن تقدم الحكومة الإسرائيلية على تنفيذ "مخطط الضم الخطير جدا"، منوها إلى أن "نتنياهو يريد أن يقوم بالضم، لأنه يعتبر هذه فرصة ذهبية بالنسبة له".

 

اقرأ أيضا: ما حقيقة تأجيل الضم بالضفة؟.. هذه عقبة نتنياهو الوحيدة


وعن تقييمه لمختلف المواقف من مخطط الضم الإسرائيلي، قال الأمين العام لحركة المبادرة: "نحن لا نعرف ما الذي يجري تحت الطاولة، ولكننا نسمع عن عمليات تطبيع خطيرة بين أطراف عربية وإسرائيل، والموقف الرسمي العربي المعلن هو رفض الضم وإدانته، وكذلك الأمر عالميا".


ونبه إلى أن "هناك عزلة للموقف الإسرائيلي على الصعيد الدولي، ولكن الأمر حتى الآن يقتصر على البيانات والإدانة والاستنكار، وهذا لا يكفي، المطلوب أن تترجم تلك المواقف إلى إجراءات عقابية ضد إسرائيل"، مطالبا الدول العربية باتخاذ خطوات استباقية، وعلى أوروبا أيضا وقف العلاقات العسكرية والاقتصادية مع إسرائيل، وفرض العقوبات عليها.


وكشف لـ"عربي21"، أنه شرع في العمل مع الأحزاب المختلفة الأوربية، من أجل الضغط على حكوماتها، لفرض عقوبات على الاحتلال، حال نفذ الضم.


وشدد على وجوب أن تقوم منظمة التحرير الفلسطينية بـ"إلغاء الاتفاقيات وسحب الاعتراف بإسرائيل"، لافتا إلى وجود ثلاثة أوهام لدى الشعب الفلسطيني "يجب أن تزال".


وتاليا نص الحوار كاملا


كيف تنظر وتقيم خطة ضم الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن؟


الضم مسألة خطيرة جدا، وهي لا تقتصر على نتنياهو؛ فهو يعبر عن الحركة الصهيونية بكاملها، وما يجري الآن هو تكرار لما جرى في عام 1948 بشكل مختلف قليلا، ولكن في جوهره تكرار ما حدث في مناطق 48 في الضفة الغربية المحتلة.


المعضلة الكبرى التي تقف في وجه الإسرائيليين؛ هي الوجود البشري الفلسطيني وصمود الناس على أرضهم، وعليه فإن أهم وسيلة في إفشال مخطط الضم والتهويد، بقاؤنا في وطننا، والعمل على إفشال فصل غزة عن الضفة الغربية، وأن يكون الوجود البشري الفلسطيني، وجودا مقاوما.


إسرائيل من جانبها، لن تتردد في تنفيذ مخطط الضم الخطير جدا، وأنا لا أقبل الادعاءات بأن هناك تأجيلا أو غيره، وهي بالونات تطلقها إسرائيل لتخدير الفلسطينيين، ونتنياهو يريد أن يقوم بالضم، لأنه يعتبر هذه فرصة ذهبية بالنسبة له، بسبب انشغال العالم بكورونا، ولخشيته أن يسقط ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة، وتضيع الفرصة التي لديه.


ويستند نتنياهو إلى استطلاعات الرأي في إسرائيل، التي تشير إلى أن 68 في المئة من اليهود الإسرائيليين يؤيدون الضم، كما أنه يرفض 67 في المئة إقامة دولة فلسطينية حتى ولو كانت على المعازل، وهو بذلك يعبر عن طموح الحركة الصهيونية القديم".


ما هي الاستراتيجية أو الخطوات التي يمكن اتباعها لإفشال مخطط الضم الصهيوني؟


يمكن أن يتم ذلك بثلاث وسائل رئيسية، أولا؛ إنهاء الانقسام وتشكيل قيادة فلسطينية موحدة، ثانيا؛ التخلي عن كل وهم التفاوض مع إسرائيل والحل الوسط معها، وتبني استراتيجية وطنية جديدة تعتمد مبدأ الكفاح والنضال والمقاومة من أجل حقوق الشعب الفلسطيني، وأن تسعى قيادة الشعب إلى تغيير ميزان القوى مع الجانب الإسرائيلي.


أما الوسيلة الثالثة؛ فشن حملة عالمية في كافة أنحاء الكرة الأرضية، لفرض العقوبات والمقاطعة على إسرائيل؛ التي لن ترتدع بالبيانات ولا بالإعلانات، إسرائيل سترتدع فقط إذا رأت أن هناك ثمنا باهظا ستدفعه عبر المقاومة الفلسطينية والعقوبات التي قد تفرض عليها.


وفي حال أمعنت إسرائيل في الضم وقضت على فكرة دولة فلسطينية مستقلة، فإنها يجب أن تعرف أننا لسنا بلا خيار، وعلى الشعب الفلسطيني العودة إلى شعاره الأصلي؛ بإقامة دولة ديمقراطية على كامل أراضي فلسطين التاريخية، وإسقاط نظام الأبرتهايد العنصري؛ ليس فقط في الضفة الغربية المحتلة وغزة، بل في كل أراضي فلسطين التاريخية.


كيف تقيم المواقف العربية والأوروبية والعالمية من مخطط الضم؟


نحن لا نعرف ما الذي يجري تحت الطاولة، ولكننا نسمع عن عمليات تطبيع خطيرة بين أطراف عربية وإسرائيل، وصفقة القرن في أصلها قائمة على فرض التطبيع بين العرب وإسرائيل على حساب القضية الفلسطينية.


وهنا يجب التنويه، إلى أن صفقة القرن، هي وسيلة لتصفية كل عناصر القضية الفلسطينية، ومع ذلك فإنه لا يجرؤ أحد رسميا أن يعلن موافقته على الضم، والموقف الرسمي العربي المعلن، هو رفض الضم وإدانته، وكذلك الأمر عالميا.


هناك عزلة للموقف الإسرائيلي على الصعيد الدولي، ولكن الأمر حتى الآن يقتصر على البيانات والإدانة والاستنكار، وهذا لا يكفي، والمطلوب أن تترجم تلك المواقف إلى إجراءات عقابية ضد إسرائيل.

 

لماذا لا تكون هناك خطوات استباقية عربية قبل الخطوة الإسرائيلية؟


لأن هناك ضعفا في الموقف العربي، وانشغالات بصراعاتهم الداخلية مع بعضهم البعض، إضافة لوجود خلل في فهم الخطر الإسرائيلي على جميع الدول العربية وليس على الفلسطينيين وحدهم.


ما المطلوب من الاتحاد الأوروبي بشأن خطة الضم؟


يجب على الاتحاد الأوروبي أن يقوم بأمرين إذا أراد أن يؤخذ جديا من قبل إسرائيل؛ أولا؛ أن على كل الدول التي لم تعترف حتى الآن بفلسطين، أن تعترف بها، ثانيا؛ أن يعلن الاتحاد الأوروبي وقف العلاقات العسكرية والاقتصادية مع إسرائيل، إن أقدمت على الضم؛ بمعنى أن يفرض عليها عقوبات.


الاتحاد الأوروبي سيكون في وضع حرج جدا إن لم يفعل ذلك، لأن هذا يعني أنه يتبنى ازدواجية في المواقف، ويتنكر للقانون الدولي الذي استخدمه لفرض عقوبات على روسيا مثلا؛ وفي حال وجدت هذه الازدواجية فسيكون الوضع محرجا جدا للاتحاد الأوروبي.


نحن نطالب الاتحاد بفرض عقوبات على إسرائيل، وهذا عمليا ما شرعنا في العمل عليه مع الأحزاب المختلفة الأوربية للضغط على حكوماتها، وأول اتفاق يجب أن يلغى اتفاق الشراكة الإسرائيلية- الأوروبية، علما بأن أوروبا هي أكبر شريك تجاري لإسرائيل، والثاني؛ يجب أن توقف أوروبا أي شكل من أشكال العلاقات العسكرية مع إسرائيل، ثالثا؛ يجب إلغاء الدعم الهائل الذي تتلقاه إسرائيل عبر شركات البحث العلمي والتي تقدر بمليارات الدولارات.


هل من إجراءات إسرائيلية على الأرض تمهد لعملية الضم؟


نعم، هناك أعمال تجريبية تقوم بها إسرائيل مثل؛ إغلاق حاجز الحمرا (يقع على الطريق الفاصل بين مدينتي نابلس وأريحا في منطقة الأغوار) ومنع المواطنين الفلسطينيين من الوصول إلى الأغوار، لكن الأهم؛ هو ما تقوم به إسرائيل من توسع استيطاني غير مسبوق، ومن تشجيع للمستوطنين على شن اعتداءات على الفلسطينيين، إضافة لقرار نتنياهو بإجراء إحصاء سكاني لعدد من المناطق، وإعلانه الواضح أنه لن يمنح الجنسية للفلسطينيين في هذه المناطق، كما قد يتوهم البعض.


يريد نتنياهو بشكل فعلي، أن يخسر الناس أراضيهم في هذه المناطق، وهذا ما ورد في "صفقة القرن" التي تنص على أن الأراضي التي ستضمها إسرائيل ستصبح ملكا لها، وأصحاب الأرض الحقيقيون يمكن أن يعطوا عقود إيجار مؤقتة.


ما هو توقعك للأوضاع في حال تنفيذ إسرائيل خطة الضم؟


الأمر هنا ماذا سنفعل نحن؟ وهذا هو الأمر الأساسي، وفي هذا الإطار، أعلن عن وقف التنسيق الأمني؛ وآمل أن يكون ذلك كاملا ومطلقا ولا رجعة فيه، ويجب إلغاء الاتفاقيات وسحب منظمة التحرير الفلسطينية اعترافها بإسرائيل؛ لأنه في حال جرى الضم ولم يسحب الاعتراف بإسرائيل فهو يعني الاعتراف بالضم.


علينا أيضا أن لا ننتظر، فأهم خطوة يمكن أن تجعل إسرائيل تراجع حساباتها مئة مرة؛ هو إنهاء الانقسام وحالة التفتت الداخلي، والإعلان عن تشكيل قيادة وطنية فلسطينية موحدة.

 

في نهاية الحوار ماذا تضيف؟


يجب إزالة الأوهام من عقول الناس، هناك 3 أوهام، الأول؛ أنه يمكن أن نجابه إسرائيل بدون وحدة، الثاني؛ اعتقاد البعض أنه في حال ضمت إسرائيل الأراضي، فستعطي الجنسية لمن سيكونون فيها، هذه أوهام يجب أن تزال.. الوهم الثالث، اعتقاد البعض أنه يمكن التصدي لإسرائيل بنفس أدوات ووسائل الماضي، يجب علينا أن ننظر للمستقبل وليس للماضي.

التعليقات (0)