هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سيطرت قوات النظام والمليشيات المساندة له، تحت غطاء جوي كثيف، على كامل منطقة جبل شحشبو في ريف حماة الشمالي الغربي، الذي يعد امتدادا لجبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وأفادت مصادر من المعارضة بأن قوات النظام أحكمت سيطرتها على كامل جبل شحشبو خلال معارك الخميس، وعلى قرى عدة منها شهرناز وحورتة وأم نير وقره جرن والشركة وشورلين وراشا والعريمة وميدان غزال والبويب والديرونة وكوكبة وسفوهن وفليفل وكفرموس، لتسقط ناريا ما تبقى من قرى في سهل الغاب، كانت بيد المعارضة.
وعن أهمية المنطقة، أوضح الناشط السياسي مصطفى النعيمي، في حديث لـ"عربي21" أن سلسلة جبال شحشبو تقع في موقع استراتيجي يطل على سهل الغاب، مؤكدا أن السيطرة عليها تعني تأمين ريف حماة الشمالي بشكل كامل.
وإلى جانب ذلك، أشار النعيمي إلى أن خسارة المعارضة لهذه المنطقة يهدد بسقوط ريف إدلب الجنوبي كاملا، فضلا عن تهديد جبهات ريف اللاذقية الشمالي.
وحسب النعيمي، فإن جيل شحشبو يعد بوابة ريفي إدلب الجنوبي (جبل الزاوية) اللاذقية الشمالي (جبهة الكبينة)، موضحا أن "المنطقة في غاية الاستراتيجية لكونها مرتفعة محاطة بمناطق سهلية".
وحول أسباب تقدم قوات النظام سريعا على هذه الجبهة، رغم طبيعتها الجغرافية المعقدة، أكد قيادي في الجيش الحر أن الفصائل وضعت كامل ثقلها في محيط سراقب بريف إدلب الشرقي، وهو ما أضعف الموقف الدفاعي في ريف إدلب الجنوبي.
اقرأ أيضا: مصدر لـ"عربي21": فك حصار جميع نقاط المراقبة التركية بسراقب
وفي حديث لـ"عربي21"، أشار القيادي، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إلى ضعف الموقف العسكري التركي هناك أيضا، مقارنة بحجمه في ريف إدلب الشرقي (سراقب وما حولها).
وتسعى الفصائل إلى تدارك هزائمها، إذ أفادت وسائل إعلام محلية باستعادة الفصائل السيطرة على قرية قوقفين في منطقة "جبل الزاوية"، وأسر 10 من عناصر النظام.
تأمين محيط سراقب
وفي حديث لـ"عربي21"، قال القيادي العسكري في "غرفة عمليات الكتائب المستقلة"، النقيب أمين ملحيس، إن استعادة السيطرة على سراقب تعد نقطة فارقة في سير المعارك بإدلب.
وأضاف أن النظام يستميت في محاولات استعادة المدينة من الفصائل، داعيا الفصائل إلى التوجه جنوبا نحو مدينة معرة النعمان لقطع إمدادات النظام نحو عمق ريف إدلب الجنوبي، ومنعه من التقدم نحو جسر الشغور.
كما أكدت مصادر من المعارضة لـ"عربي21" أن النظام استقدم لتعزيزات عسكرية كبيرة من "الفرقة 25 مهام خاصة" المدعومة من روسيا، إلى سراقب.
وحسب المصادر فإن محاولات النظام استعادة سراقب انتهت إلى الفشل، بسبب تثبيت الفصائل دفاعاتها، وشنها هجمات في محيطها، أدت إلى تكبيد النظام خسائر فادحة.