ملفات وتقارير

مع قرب حلول 2020.. هذه أهم التحديات التي تواجه حماس

احتفلت "حماس" في قطاع غزة بذكرى انطلاقتها الـ32 وسط تحديات داخلية وخارجية- تويتر
احتفلت "حماس" في قطاع غزة بذكرى انطلاقتها الـ32 وسط تحديات داخلية وخارجية- تويتر
مع قرب حلول عام 2020، تحدث مختصون فلسطينيون عن أهم التحديات التي تواجه حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تدير قطاع غزة المحاصر للعام الـ13 على التوالي.

"المقاومة والسلطة"

واحتفلت "حماس" في قطاع غزة السبت الماضي، بذكرى انطلاقتها الـ32، التي أعلنت يوم 14 كانون الأول/ ديسمبر 1987، بالتزامن مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

وحول أهم وأبرز التحديات التي تواجه الحركة، بيّن مدير عام المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية "مسارات"، هاني المصري، أن "أول تحد هو كيف تستطيع حماس أن تحافظ على نفسها كحركة مقاومة، وألّا تغرق كليا في السلطة".

ولفت الخبير السياسي في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "تحدي المقاومة والسلطة وحل هذه المعادلة بشكل صحيح مهم جدا بالنسبة لحماس"، موضحا أن "التحدي الثاني هو الانقسام الفلسطيني، وهو تحد كبير استنزف طاقات الشعب الفلسطيني، وسهل على الاحتلال تحقيق مشاريعه بسرعة أكبر وتكاليف أقل، وبالتالي لا يمكن لحماس أو للحركة الفلسطينية أن تسير إلى الأمام طالما بقي الانقسام".

وأما التحدي الثالث بحسب المصري، فهو أن "حماس بوصفها جزءا من الحركة الوطنية ولديها بعد إسلامي، هذا يتطلب حل هذه المعادلة، علما بأنها خطت خطوات عبر وثيقتها السياسية التي نشرتها عام 2017، لكنها ما زالت تحت الاختبار؛ بأن يبرز طابعها الوطني".

"الخارج"

ونوه المصري بأن التحدي الرابع يتعلق بالمحاور العربية والإقليمية والدولية، وهنا "تبدو حماس أنها محتارة، وتريد أن تجمع بين المتناقضات، وعليها أن تتعامل في هذا الشأن بوصفها حركة فلسطينية لديها قضية جامعة، ضمن استراتيجية وطنية وليست مختلطة".

من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن "حماس لن ترتاح إلا بالتحرير، وغير ذلك ستبقى العقبات مستمرة، وهذا أهم ما يشغل حماس"، لافتا إلى أن "كافة الأزمات التي تعيشها حماس بسبب هذه القضية، لأنها انطلقت من أجل التحرير، وما زالت تسعى للوصول إلى هذه المرحلة".

ولفت في حديثه لـ"عربي21" إلى أن "أصعب التحديدات التي تواجهها حماس في هذه الأيام هي تحقيق الوحدة الوطنية، وكيف يمكن لها أن تجمع الكل الفلسطيني على هدف واحد، وهذه هي أم العقبات، لأنه بتحقيقها يمكن صياغة برنامج سياسي فلسطيني يمكّنها من الوصول لمرحلة التحرير، وهذا يتطلب أن تسعى حماس جاهدة لتحقيق الوحدة".

ورأى الصواف أنه بتحقيق "توافق كل القوى والفصائل الفلسطينية، بما فيها حماس، وفتح، والجهاد الإسلامي، والشعبية، وغيرها من قوى المقاومة، تضع حماس الحل لأكثر من 90 في المئة من المشاكل التي تواجهها".

ونوه بأن "الاحتلال هو تحدّ قائم لكافة الفصائل الفلسطينية التي تؤمن بأن حل القضية الفلسطينية عبر البندقية"، مضيفا: "إذا بقي الموقف الفلسطيني مشتتا دون وحدة على أسس معلومة وقائمة على أساس التحرير، فإن كل التحديات تهون أمام هذه التحدي".

"التنفيس والتسويف"

وحول التحديات التي تواجهها حركة "حماس" من قبل الاحتلال، أكد الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي، عماد أبو عواد، أن "التحديات كبيرة، وعدا عن التحدي الأمني والاستخباراتي ومحاولات التوغل الإسرائيلية بين الفينة والأخرى، ومحاولات زرع يد العمالة، هناك التحدي الأكبر والأخطر، وهو قدرة إسرائيل على جر المقاومة في غزة للتواريخ التي تريدها (جولات التصعيد)".

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "إسرائيل ومنذ فترة تمارس السياسية ذاتها مع قطاع غزة المحاصر، التي تسببت بمراجعة الوضع في القطاع خلال السنوات الثلاث الماضية بشكل ملحوظ، وهي تعتمد سياسية التنفيس البسيط، دون إيجاد حلول حقيقة للقطاع".

ونوه أبو عواد بأن "هذا الوضع في القطاع بات ينعكس سلبا على حماس، والاحتلال يراهن على ذلك بشكل كبير، عبر الضغط على حماس دون تقديم أي مقابل".

وحذر المختص من خطورة "سياسية التسويف التي ينتهجها الاحتلال، التي تمثل تحديا كبيرا وخطيرا جدا، وعلى حماس أن تتعامل معه بحزم، وهو ما قد يتطلب مواجهة وتصعيدا كبيرا من قبل المقاومة، أو الضغط بوسائل مختلفة أكبر من الحالية".

يذكر أن "حماس" تعاني بشكل كبير جراء الحصار المفروض على قطاع غزة، وتقييد حركة قادتها من قبل مصر، التي سمحت قبل أيام فقط بسفر رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في جولة خارجية، حيث وصل تركيا وقطر.
التعليقات (0)