أثارت زيارة قائد عسكري بارز بالجيش
اليمني في محافظة تعز(جنوب غرب) إلى مدينة عدن (جنوبا) الخاضعة لسيطرة المتمردين الانفصاليين المدعومين من الامارات، جدلا واسعا، وتساؤلات عدة حول توقيتها ودلالاتها.
وفي الأيام القليلة الماضية، زار قائد اللواء 35 مدرع، عميد،
عدنان الحمادي، مدينة عدن، وسط أنباء عن عقده لقاءات مع ضباط إماراتيين دون أي تنسيق مع قيادة محور تعز (أعلى سلطة عسكرية رسمية)، وذلك بعد أيام من تفجر الوضع عسكريا بشكل محدود في مدينة التربة، المركز الإداري للشمايتين، قبل أن يعود الهدوء إليها. وفقا لمصدر عسكري مسؤول.
وتزامنت الزيارة مع اتهامات وجهتها قيادات عسكرية بالجيش في تعز، لدولة الامارات بالعمل على إشعال الفوضى في الريف الجنوبي منها، بعدما دفعت بتعزيزات عسكرية للمسلحين التابعين للقيادي السلفي المقرب منها، عادل عبده فارع المكنى بـ"أبي العباس"، منضوين في اللواء 35 مدرع.
وتعليقا على هذه الزيارة، قال مسؤول عسكري رفيع في محور تعز، فضل عدم الكشف عن اسمه، الجمعة، إن زيارة العميد الحمادي إلى عدن، تمت بعيدا عن قيادة محور تعز الذي يتبعه اللواء 35 الذي يقوده عسكريا.
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21" أن قائد اللواء 35 مدرع، لم يجر أي تنسيق أو أشعر بها قيادته العسكرية المباشرة في قيادة محور تعز التي يتبعها بحسب التراتبية العسكرية المعروفة.
ووصف المسؤول العسكري زيارة العميد الحمادي إلى عدن بأنها "نوع من التمرد أو الانسلاخ عن الشرعية وفي هذا الوقت تحديدا".
وأكد أن زيارته إلى عدن يعتبر مخالفا لكل قرارات الشرعية الصادرة من الرئيس عبدربه منصور هادي، القائد الاعلى للقوات المسلحة أو من الحكومة، مشددا على أنها هذا الموقف يعد تمردا على قرارات وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان وقيادة الجيش بتعز.
وبحسب المسؤول الرفيع بقيادة الجيش في تعز فإن الدولة اليمنية تعتبر الامارات دولة معادية لليمن في الوقت الحالي وضد أمنه واستقراره ووحدته وسلامة أراضيه وتعمل ضد الحكومة الشرعية.
ويتابع: "خصوصا أن الزيارة لمحافظة لا تخضع حاليا للسلطة الشرعية ولا يستطيع أي قائد وطني زيارتها دون تقديم تنازلات أو اعلان ولاء أو استدعاء رسمي من الحاكم الفعلي لها. في إشارة إلى الضباط الإماراتيين الذي يديرونه بمعية الانفصاليين منذ آب/ أغسطس الماضي".
وحول تفاصيل الزيارة، أشار المصدر بقيادة محور تعز إلى أنه لا أحد يستطيع التكهن بها، لكن توقيتها، وفي هذا الظروف الصعبة، تبقى وصمة عار وتضع علامة استفهام كثيرة.
لكنه لم يستبعد أن تكون الزيارة لها ارتباط وثيق بمستجدات الأحداث وخصوصا التربة وجنوب تعز، وربما تأكيد ولاء أو ترتيب أوراق أوالاتفاق على أجندة معينة معدة ستكشف طبيعتها الأيام القادمة.
وأوضح أنه بعد بيان رئيس الجمهورية، وموقف الحكومة وخارجيتها ووزارة الدفاع ورئاسة الأركان، من حكومة أبوظبي، لا يمكن تفسير زيارة العميد، الحمادي سوى أنها "تمرد وتحد غير لائق بشرف العسكرية اليمنية وبصورة فجة لتوجهات الدولة والقيادة الشرعية التي دعت إلى وقف التعامل مع قيادة المنطقة العسكرية الرابعة، ومقرها عدن، بسبب تماهيها مع الانقلاب المسلح الذي قاده الانفصاليون بدعم إماراتي أواخر آب/ أغسطس الماضي".
وذكر المصدر العسكري المسؤول أن قائد اللواء 35 مدرع، الذي عاد من زيارته لعدن أمس الخميس، كان قد زارها مع مطلوبين أمنيا للأجهزة الأمنية مثل "عادل العزي وعلاء العزي" وأخرين.
ووفق للمصدر فإنه لا يمكن لأي قائد عسكري الاتصال بأي جهة غير قيادة المحور، الجيش، في الوقت الذي يعتبر التواصل مع أي جهة معادية للجيش وسلطة البلد برمتها، مخالفة للأوامر والتوجيهات العسكرية، بالإضافة إلى كونها "خيانة للقسم العسكري يتحمل أي عسكري أو قائد قام بذلك العقوبات المنصوص عليها في القانون العسكري.
ونفى صلة قائد محور تعز، اللواء، سمير الحاج، بتصريح متداول بأن زيارة الحمادي جرت بالتنسيق معهم في القيادة وقال إنها محض افتراء من مطابخ معروفة، دون أن يسمها.
وجاءت زيارة قائد لواء 35 مدرع، المحسوب على التنظيم الوحدوي الناصري، إلى عدن، في ذروة احتقان شديد مرشح للانفجار عسكريا في أي لحظة، بالريف الجنوبي لتعز.
كما أنها أتت بعد أيام من مواجهات بين قوات حكومية ومجاميع مسلحة تابعة لـ"أبو العباس" مسنودا بميليشيا تتبع نجل شقيق صالح؛ طارق، المدعومين من الإمارات.
ولم يتسن لـ"عربي21" الحصول على تعليق فوري من قائد اللواء 35 مدرع حول ما ذكره المصدر المسؤول بشأن زيارته إلى عدن.
وكان مصدر عسكري مسؤول قد كشف في وقت سابق من الشهر الجاري لـ"عربي21"عن مساع إماراتية لتفجير الوضع عسكريا في ريف تعز الجنوبي، ضمن خطة "الهيمنة على هذا الجزء الاستراتيجي وتأمين نفوذها وأذرعها العسكرية في مناطق الساحل الغربي التابعة للمحافظة كـ"المخا" و"باب المندب" حيث ممر الملاحة الدولي.
أقرأ أيضا: مصدر مسؤول لـ"عربي21": أبوظبي تفجر الوضع في تعز باليمن
وفي منتصف آب/ أغسطس الماضي، نجحت قوات الشرطة في تعز في إخماد تمرد مسلح، قاده مسؤول أمني موال للإمارات، يدعى عبد الكريم السامعي في مدينة التربة، بعد إقالته من منصبه، حيث قام بمهاجمة مقر الشرطة هناك.