قضايا وآراء

عن أهمية كسر حاجز الخوف في مصر

محمد جميل
1300x600
1300x600

بعد قليل بيان للقوات المسلحة المصرية... للأسف الشديد وقع كثيرون في فخ هذا الإعلان، فانتظرت بعض الشبكات الإعلامية لتنقل هذا الإعلان وبدأت العواجل باللون الأحمر تظهر على بعض الشاشات وتسمر (الثوار) أمام جهاز التلفاز، وفِي نفسهم أن جنرالا سيظهر ليعلن اقتلاع رأس النظام على الطريقة السودانية.

وعندما تم بث البيان مع صور درامية للدبابات ومشاهد تدمير الأهداف أدرك هؤلاء أنهم في واد والجيش في واد آخر يحارب ما يقول عنه الإرهاب في سيناء. 

 

السيسي نفسه إن خرج غدا وأعلن التوبة وتحويل الدولة إلى دولة مدنية وديمقراطية فأول من سيتصدى له ويقتله هو الجيش.


بدا واضحا على المحللين الجاهزين في الأستوديوهات للتعليق على البيان حالة اليأس والإحباط، فقد جاء على غير المأمول، كانوا يأملون بانقلاب عسكري أو على أقل تقدير ما يعرف بمهلة 24 ساعة! وهم من هم على مدار ست سنوات يصفون السيسي بالمنقلب الذي استخدم الجيش في سحق الدولة المدنية التي بدأت تتشكل بعد الخامس والعشرين من كانون ثاني (يناير).

كان من المفروض لكل ذي محلل يتمتع بخبرة وحكمة وبصيرة أن يتجاهل هذا البيان ويركز على حالة كسر حاجز الخوف والرعب الذي أصاب النظام نتيجة الدعوة إلى التظاهرات، فقد تحولت مدن وميادين مصر الرئيسة إلى معسكرات بثت الرعب والخوف ومنعت جموع الناس من الخروج في مليونية الجمعة بينما تجمع بعض أنصار النظام في مدينة نصر، حيث ارتكبت أبشع مجزرة في تاريخ مصر الحديث.

 

بيان مضلل

البيان بكل بساطة كان مجرد ردّ على الاتهامات بالفساد التي وجهت لرموزه في الأيام الماضية، فحاول أن يُبين ان المؤسسة لها جيش مقاتل يخوض المخاطر وهي ليست مؤسسة لبناء القصور وإنتاج الألبان واللحوم والجمبري والاستيراد والتصدير والتهريب.

لو أن هذا البيان أذيع في غير ظروف يوم الجمعة لما انتبه له أحد، والدليل على ذلك أن العشرات من البيانات المشابهة أذيعت في السابق وكانت تحمل نفس المضمون ولم يعرها أحد أي اهتمام.

من يعتقد أن تغييرا مفاجئا سيطرأ على بنيوية وتفكير الجيش الذي شكلت عقيدته طوال عقود فهو مخطئ، هذا الجيش بكافة قطاعاته متورط حتى الثمالة في نهب مقدرات الشعب المصري وقتل أبنائه، السيسي نفسه إن خرج غدا وأعلن التوبة وتحويل الدولة إلى دولة مدنية وديمقراطية فأول من سيتصدى له ويقتله هو الجيش.

الحل أن يثق الناس في قدراتهم ويؤمنوا بصوابية مطالبهم فقد خطوا هذه الجمعة وفِي الأيام السابقة خطوات مفيده على طريق ثورة شاملة من أهمها كسر حاجز الخوف وإرباك النظام، فيجب العمل على هذا وتطوير الأدوات للوصول إلى ثوره شاملة تعيد الاعتبار لثورة يناير.

التعليقات (3)
هيمن الخطابي
الإثنين، 30-09-2019 02:34 ص
القوام الأساسي لقوات الجيش والشرطة المصرية في الخدمة أو الاحتياط هم من المجندين إجبارياً بنظام السخرة، الذين تفرض عليهم الطاعة العمياء ودون أي تقدير مادي أو معنوي، وغالبية ضحايا الحروب منهم، وعدم تنفيذ أوامر قادتهم هو بمثابة التمرد الذي يواجه بعقوبات غير إنسانية، وغالبيتهم من غير المتعلمين ممن يأتون من أفقر القرى وعشوائيات المدن، وهم الأكثر معاناة من تردي الظروف المعيشية، وفي ظل تدهور الاقتصاد المتوقع مع اقتراب مصر من حافة الإفلاس من سياسات الانقلاب الخرقاء تحت حكم السيسي وعصابته وداعميه، سيكونون في مقدمة االثورة الشعبية القادمة لا محالة، والله أعلم.
مسلم مهموم لدينه وامته
الأحد، 29-09-2019 10:02 م
صدقت اخونا العزيز في كل ماقلته فكل من ينتمي لهذه العصابة المسلحة العميلة سيسي فكلهم سيسي واسوا .
مصري جدا
الأحد، 29-09-2019 12:45 م
الناس معذروة ،، عندما تتعلق بقشة كما يقول المثل المصري ،، الناس ضحايا نمط تربية وتعليم وثقافة في الغالب يعتمد على السلطة في التفكير والفعل معا ،، سواء سلطة دينية او حكومية سياسية ،، الناس لم تتربي على الاعتماد على النفس والثقة بها ،، بل العكس قد تثق في غيرها أكثر مما تثق في نفسها ،، وهذا هو الفارق الجوهري بين نمط التكوين والتربية في الغرب ومثيله في الشرق العربي والإسلامي ،،، وهذه أخطر تحديات ما بعد زوال السيسي وشركاه في مصر والمنطقة ،،، مؤسسات دولة وليس مؤسسات نظام او شخص ،،، مؤسسات تنتج المواطن للدولة وليس آل عبيد للسادة او جنود التنظيم او حتى جنود النظام ،،د التحديات كبيرة وصعبة ،،