المرأة والأسرة

لهذا السبب يعد الصراخ في وجه الأطفال عديم الجدوى

الصراخ في وجه الأطفال يبث فيهم الخوف دون أن يفهموا عواقب أفعالهم- لافانغوارديا
الصراخ في وجه الأطفال يبث فيهم الخوف دون أن يفهموا عواقب أفعالهم- لافانغوارديا

نشرت صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن مدى تأثير الصراخ في وجه الأطفال، والذي يضاهي تأثير العقاب البدني.


وقالت الصحيفة في تقريرها الذي نشرته "عربي21"، إن الأبحاث تشير إلى أن الصراخ في وجه الأطفال يبث فيهم على المدى الطويل الخوف من والديهم، دون أن يفهموا عواقب أفعالهم.


وفي هذا السياق، خلصت دراسة نشرت مؤخرا في مجلة شيلد ديفلوبمنت، إلى أن الصراخ في وجه الأطفال الصغار يزيد من حدة المشاكل السلوكية وأعراض الاكتئاب خلال مرحلة المراهقة.


 ووفقا للبحث، عندما يفقد الآباء السيطرة، يتوجهون للصراخ في وجه أطفالهم في عدة مناسبات. ونتيجة لذلك، يمكنهم توجيه تعليقات مهينة أو التحدث بصوت عال، الأمر الذي ستكون له عواقب خلال السنوات الأولى من حياة الأطفال.


ونقلت الصحيفة أنه بمجرد رفع صوتنا يتم تنشيط النظام الحوفي لعقل الطفل، الذي يقترح عليه إما التصدي أو الفرار، وهو ما يؤكد لنا أنهم يشعرون بأن جسمهم مهدد. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسة أخرى أن الدماغ قد يواجه تغييرات بسبب التعرض للسلوكيات المسيئة في وقت مبكر، وعلى وجه التحديد عند استخدام اللغة العدوانية ضدهم.


وأوضحت الصحيفة أنه في حال كان الصراخ لا يفي بالغرض ويسبب الألم، وفي ظل شعور الوالدين بالرضا بعد الصراخ على طفلهم، لسائل أن يسأل؛ فلماذا يفعلون ذلك؟ ربما لأننا نشعر بالارتباك أو الغضب، وهذا بدوره يجعلنا نرفع أصواتنا.


في المقابل، يتعلم الطفل أولا من سلوكنا ويقلد ما يقوم به الوالدين. لذلك، إذا كان الصراخ والعدوانية يشكلان جزءا من الحياة الطبيعية في حياتهم اليومية، فسينعكس هذا السلوك يوما ما على الطفل ويؤثر عليه.

 

اقرأ أيضا: كيف تعرف ما إذا كان ابنك يكذب؟

من جانبها، توضح أخصائية علم النفس الأسري والمعالجة، إليسيندا باسكوال أن العدوانية بشكل عام تعد أمرا ضروريا لحياتنا. وفي هذا الصدد، صرحت باسكوال قائلة إن "إتباع هذا الأسلوب يعد أمرا ضروريا في بعض المواقف على غرار تحذير الطفل وإجباره على التوقف إذا ما كان يرغب في عبور الشارع بسرعة، أو طلب "النجدة" عندما تشتعل النيران في المنزل".


إذن، ما الذي يحدث عندما نصرخ أو نمارس العنف اللفظي تجاه هذه المخلوقات الصغيرة؟ توضح خبيرة النفس أنه "على الرغم من أننا نقوم بنفس الممارسة، إلا أنه يمكننا التمييز بين المشاعر المختلفة. وفي الحالات الأولى، نرى بوضوح أن الصراخ لا يعد مصدر ضرر لأحد، بل على العكس من ذلك، لأنه يُمارس بهدف السعي إلى الحصول على مزيد من الرفاهية أو الراحة أو البقاء على قيد الحياة".


وأضافت الخبيرة قائلة: "عندما يكون الصراخ ممارسة متكررة في المنزل، مصحوبة بإهانات وكلمات مسيئة، إلى جانب مشاعر الغضب الجنوني وعدم الشعور بالراحة بالنسبة للبالغين، سيكون لدينا مزيج من العوامل السلبية التي يمكن أن تضر ليس فقط بالتطور العاطفي الصحي لدى هذه الكائنات الصغيرة، وإنما قد يجعلهم عرضة للمعاناة النفسية والسلوكيات غير المنتجة، والاكتئاب، وتدني تقدير الذات.


وذكرت الصحيفة أن الفتيات والفتيان، يتعلمون منذ ولادتهم، فهم العالم من خلال شخصيات الأم والأب. وبهذه الطريقة، يمكن أن يؤدي الربط بين التربية والأبوة والأمومة وبين فعل الصراخ إلى حدوث تشويه لما هو صحي ومحترم، مما يجعل الأطفال يتعودون على هذه الممارسات".


وأضافت الصحيفة أن باسكوال وضحت أننا في معظم المناسبات نصرخ لأننا لم نعد نعلم ما الذي ينبغي فعله. وتابعت باسكوال حديثها قائلة: "في بعض الحالات نفقد أعصابنا بسبب التعب أو الإرهاق أو اليأس. وينتهي الأمر بالعديد من العائلات إلى استخدام هذا الأسلوب في المواقف التي تطرقنا إليها سابقا وغالبا ما ينتاب الآباء بعد ذلك شعور بالذنب".

وأشارت الصحيفة إلى بعض الاستراتيجيات التي تساعدنا على تحويل عائلتنا إلى بيئة خالية من الصراخ. وفي هذا الصدد، يستحسن تحديد اللحظات التي تدفعنا إلى الوقوع في هذه الممارسات بسهولة. وعلى ضوء ذلك، تشير الخبيرة إلى أن "معرفة التقلبات العاطفية لدينا، فضلا عن مستويات طاقتنا على مدار الساعة ومستوى الطاقة لدى أطفالنا يمكن أن يساعدنا على التخطيط بشكل أفضل للتحكم في طريقة تربية أطفالنا".

 

اقرأ أيضا: مجلة إسبانية: هذه الدول تدفع لك أموالا لإنجاب الأطفال

وأبرزت الصحيفة أنه يجب أن نفهم أن الصراخ المتكرر يضر بصحة الأسرة وخاصة الأطفال. في المقابل، إذا ارتكبت هذا الخطأ، فسيكون من الأفضل أن تفكر في الأمر وتوضح المطالب التي ترغب في تنفيذها، والسيطرة على الوضع في اللحظة ذاتها، فضلا عن تعزيز بيئات مناسبة لنمو الأطفال وتحديد حالتك المزاجية السيئة والتحكم فيها. وإذا تطلب الأمر، بإمكانك طلب مساعدة مختص.


 وأشارت الصحيفة إلى أنه ينبغي تحديد مجموعة من الإجراءات الواضحة والثابتة لتنفيذها عندما يتجاوز طفلك حدوده دون توجيه عقوبات أو تهديدات. فإذا تطرقنا من جديد إلى مثال اللعب بالكرة في غرفة الطعام، لابد أن نوضح له أنه لا يمكنه لعب الكرة في المنزل. وإذا أعاد الطفل الكرّة، فبإمكانك حينها إزالة الكرة والاحتفاظ بها حتى يعود إلى الحديقة.


 وفي الختام، أكدت الصحيفة إلى أنه من الأفضل الحرص على ضبط النفس خاصة عندما نلاحظ أننا على وشك فقدان السيطرة. لذلك، سيكون من الأفضل أن نهدأ ونمنح أنفسنا وقتا للتفكير قبل القيام بأية رد فعل. وبهذه الطريقة، سنمنح أنفسنا فرصة للتتخلص من التوتر والعودة بمزاج أكثر هدوءا".

التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم