هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلط خبير إسرائيلي، الضوء على سياسية الحافة التي تسير عليها إيران المستمرة في استفزاز الغرب للتخلص من ضائقتها، موضحا أن "المواجهة العسكرية المباشرة" مع طهران ليست هي السيناريو المفضل لدى واشنطن.
وأوضح الخبير العسكري بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، يوآف ليمور، أن "إيران تواصل استفزاز الغرب، في محاولة للتخلص من ضائقتها المتعاظمة، كنتيجة مباشرة لانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي والعقوبات التي فرضتها على طهران في أعقابه".
وذكر أن "احتجاز ناقلة النفط التي حملت علم بريطانيا، كان خطوة أخرى في سلسلة طويلة من الأعمال، بمن فيها المس بما لا يقل عن أربع ناقلات نفط في الخليج، وإسقاط طائرة أمريكية مسيرة وتجاوز كمية ومستوى اليورانيوم المسموح لها بالتخصيب وفقا للاتفاق النووي".
ولفت إلى أن "الحديث يدور عن سياسة إيرانية للسير على الحافة؛ أعمال صغيرة في الظاهر، وأي منها بحد ذاته لا يبرر الخروج إلى حرب أو إلى خطوة عنيفة من الجهة الأخرى، وإيران في حال قررت بشأن هذه الأعمال، يمكن أن تتراجع فورا كي تبرد الخواطر وتمنع تصاعد التوتر".
وفي المقابل، نوه ليمور، إلى أن "إيران مصممة على أن تطلق الإشارة أنها ستعمل ضد من ترى أنه يعمل ضدها"، موضحا أن "احتجاز الناقلة البريطانية كان ردا مباشرا على احتجاز الناقلة الإيرانية في جبل طارق".
وفي هذا الجانب، هاجمت وسائل الإعلام البريطانية أمس، الأسطول الملكي "لعدم إحباطه العملية الإيرانية، التي كانت مكتوبة على الحائط، وهكذا علقت حكومة بريطانيا في أزمة دبلوماسية غير مرغوب فيها، فيما تعيش المملكة حالة فوضى سياسية حول صراعات القيادة والجهود الفاشلة للانفصال عن أوروبا".
اقرأ أيضا: صحيفة: إسرائيل قد تكون المسؤولة عن هجوم بالعراق
وشكك الخبير في أن تتسبب عملية احتجاز الناقلة، في أن "تغير الخط البريطاني والأوروبي ضد إيران"، منوها إلى أنه "في لندن يبحثون عن حل دبلوماسي للأزمة، حين يكون الانسحاب من الاتفاق النووي والانضمام لواشنطن، غير مطروح في هذه المرحلة على جدول الأعمال".
ومن الجهة الأخرى، "إذا كانت إيران تأمل في أن تضغط لندن على واشنطن للتراجع عن العقوبات، فمآله أن يخيب هذا الأمل، مثلما شهدت الأقوال الحازمة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نهاية الأسبوع".
ومع اقتراب انتخابات الرئاسة الأمريكية، ورغم تعزيز واشنطن من قواتها في منطقة الخليج، إلا أن "المواجهة العسكرية المباشرة مع ايران، ليست هي السيناريو المفضل في واشنطن"، بحسب ليمور الذي قال: "إذا لم تحشد إيران سلسلة خروقات للاتفاق والمس بالمصالح الغربية، وواصلت الأطراف اتخاذ خط أعمال صغيرة ترافقها خطابات حماسية من جهتها، وذلك في ظل ترك فسحة واسعة للمحادثات – العلنية أو السرية – على اتفاق نووي متجدد".
وزعم أن "إسرائيل في هذه الأثناء توجد خارج هذا التصعيد، وبحسب الوضع القائم عليها أن تترك قيادة الصراع للأمريكيين، ولكن عليها أن تتأكد أنه في كل واحد من السيناريوهات تصان مصالحها".
وتابع: "وفي حالة تصعيد محتمل، تكتيكي أو واسع، على إسرائيل أن تتأكد من أن الخطوات العسكرية لا تنتقل من الخليج إلى الشرق الأوسط وتؤدي لمواجهة عسكرية مع حزب الله أو في الجولان؛ وفي حالة استئناف محادثات النووي، عليها أن تتأكد من أن كل اتفاق متجدد سيتضمن على الأقل ثلاثة عناصر".
وبين أن هذه العناصر الثلاثة هي؛ "تمديد مدة الرقابة على البرنامج النووي لطهران لعشرات السنين، تقييد قدرة إيران على تطوير صواريخ بالستية، وتقليص صناعة العنف التي تصدرها طهران لجملة من الجهات".
وأشار إلى أن "النشاط الإيراني وقف في مركز هجوم خفي نفذ أول أمس ضد ما أفيد بأنه قاعدة لميليشيات شيعية في شمالي العراق"، منوها إلى أن "إيران في السنوات الأخيرة شغلت عشرات المقاتلين الشيعة لإنقاذ نظام بشار الأسد في سوريا، ومع انتهاء الحرب خططت طهران كي يرابط بعضهم على الحدود مع إسرائيل، ولكن النشاط الإسرائيلي المكثف ضد تثبيت الوجود الإيراني بسوريا، ألزم طهران بتغيير خططها وإطلاق معظم المقاتلين الشيعة إلى العراق".
اقرأ أيضا: خبراء عسكريون يناقشون تبعات أي حرب ضد إيران على إسرائيل
وكشف الخبير عن قلق وخوف محافل أمنية إسرائيلية، من "قيام قواعد صواريخ في العراق، تستخدم في المستقبل للأعمال ضد اسرائيل"، مؤكدا أن "من عمل قرب تكريت سعى لأن يجعل من الصعب تثبيت التواجد الإيراني في العراق أيضا".
ونبه ليمور، إلى أن "الهجوم في العرق نفذ بطائرات مسيرة مسلحة؛ ونفت واشنطن أن تكون طائراتها نفذت الهجوم، ولكنها ليست الوحيدة التي تستخدم الوسائل القتالية في المنطقة".
وفي تلميح بوقوف "إسرائيل" خلف الهجوم في العراق، لفت إلى أن "الهجوم الكفيل بأن يدل على أن المعركة السرية والعلنية ضد التواجد الإيراني بوسعها أن تتسع إلى مناطق جديدة وبعيدة أيضا".