هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت الأمم المتحدة، أمس الجمعة، إن نشوب حريق في مطاحن البحر الأحمر بمحافظة الحديدة غرب اليمن، يعد "ضربة" لملايين الجياع في البلاد.
جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، اطلعت عليه الأناضول.
ونالت الأوضاع الصحية المنهارة من اليمنيين كثيرًا، فالبلد الأفقر في شبه الجزيرة العربية تحوّل إلى مستنقع للأوبئة والأمراض، وأحدثها وباء "إنفلونزا الخنازير" (A/H1N1)، الذي تفشى في محافظات الشمال خلال الأيام الماضية.
تنقّل أكرم بشقيقه عبد الله في عدد من مستشفيات العاصمة صنعاء (شمالا)، بعد أن اعترته أعراض السعال والحمى.
ولضعف التشخيص الطبي كان الأطباء يتحدثون عن إصابته بنزلة برد، إذ إن درجة حرارة الأجواء تصل إلى قرابة الصفر.
لكن الأعراض تضاعفت، وأصبح عبد الله عاجزًا عن الحركة؛ ما دفع الشقيقين للتوجه إلى مستشفى "الثورة العام"، بعد أن قال لهم طبيب إن تلك الأعراض ربما تكون لـ"إنفلونزا الخنازير".
والخميس، أفادت تقارير صحفية يمنية، بأن قذائف هاون سقطت على مطاحن الغلال في الحديدة ما أدى إلى اشتعال النيران في عدد منها.
اقرا أيضا : الأوبئة تتفشى في اليمن.. و"إنفلونزا الخنازير" تعود مجددا
وقال البيان إن "التقارير تشير إلى أن حريقًا شبّ في مطاحن البحر الأحمر الواقعة على المشارف الشرقية لمدينة الحديدة ما ألحق أضرارًا باثنتين من الصوامع".
وأشار أنه "يجري العمل على تأكيد الظروف التي أدت إلى نشوب هذا الحريق"، مضيفاً "يبدو أن الحريق وقع نتيجة لإطلاق قذائف الهاون".
وقال إن "لدى برنامج الأغذية العالمي حاليا 51 ألف طن متري من القمح مخزنة في مطاحن البحر الأحمر، وهو ربع مخزون القمح في البلد، ما يكفي لإطعام 3.7 مليون شخص لمدة شهر".
ولفت أن "برنامج الأغذية العالمي لم يتمكن من الوصول إلى المطاحن منذ سبتمبر (أيلول) 2018 بسبب القتال (في الحديدة)".
ونقل البيان عن "ليز غراندي"، منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن قولها "نفقد هذا القمح في وقت صعب للغاية، حيث يعاني أكثر من 20 مليون شخص يمني، أي ما يقرب من 70% من إجمالي عدد السكان، من الجوع".
وقال "ستيفن أندرسن"، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي، "إننا قلقون للغاية من تضرر بعض مخزونات القمح لدينا في مطاحن البحر الأحمر"، بحسب المصدر ذاته.
وتابع "أندرسن" :"يحتاج البرنامج بشكل عاجل للوصول إلى مطاحن البحر الأحمر حتى نتمكن من تقييم مستوى الضرر والبدء في نقل مخزون القمح غير المتضرر إلى مناطق تعاني من احتياج شديد في اليمن".
وفي حين لم تعلن الأمم المتحدة عن الجهة التي قصفت المطاحن، فقد نقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن مصدر عسكري موال للحكومة (لم تسمه)، قوله إن الحوثيين يقفون وراء استهداف المطاحن بقذائف الهاون.
وأضاف أن الاستهداف يهدف إلى منع زيارة كانت مقررة الجمعة لهيئة الأمم المتحدة للمطاحن، وعرقلة اتفاق تسهيل توزيع المواد الإغاثية لصنعاء والشريط الساحلي".
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من جماعة الحوثي حول بيان الأمم المتحدة وتصريح المصدر العسكري.
ويقدم برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية لما يقرب من 10 ملايين شخص في جميع أنحاء اليمن ويقوم بتوسيع نطاق العمليات ليصل إلى 12 مليون شخص.