هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف مصدر عسكري مسؤول أن قيادة قوات الجيش الوطني في محافظة تعز (جنوب غرب)، تتعرض لحملة شيطنة ممنهجة من أطراف لم يسمها، نافيا ما يجري تداوله بشأن تغيير المسرح العملياتي للواء الرابع مشاه جبلي جنوب تعز.
وقال الناطق الرسمي باسم الجيش بتعز، عقيد، عبدالباسط البحر، إن قوات الجيش والأمن، تتعرض لحملة تحريض وشحن ممنهجة، تستهدف النيل منه وحرف بوصلة استكمال معركة تحرير المدينة من الحوثيين.
وأضاف البحر في تصريح خاص لـ"عربي21" المذكرة المسربة ويجري تداوله، والتي تتضمن توجيهات صادرة من قيادة المنطقة العسكرية الرابعة في مدينة عدن (جنوبا)،لقيادة الجيش في تعز، بسحب قوات اللواء الرابع مشاه جبلي، من مدينة التربة، وإبقاء هذه المنطقة ضمن مسرح قوات اللواء 35 مدرع، "قديمة"، وباتت في حكم العدم.
وسبب انتشار قوات اللواء الرابع مشاه جبلي، جنوب تعز، توترا عسكريا مع قوات اللواء 35 مدرع، الذي يدعي أن المناطق التي انتشر فيها اللواء الرابع، تقع ضمن نطاق عملياته، فيما حملت قيادة الجيش بالمدينة، في مذكرة رسمية، وصلت "عربي21" نسخة منها حينها، المسؤولية عن تبعات عدم سحب قواته من المناطق التابعة للواء الرابع.
وأكد المسؤول العسكري أن تلك المذكرة الصادرة بتاريخ 3 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، تم تجاوزها باللقاء الذي عقدته قيادة محور تعز ( أعلى سلطة عسكرية)، وقادة لوائي 35 والرابع مشاه، عدنان الحمادي، وأبوبكر الجبولي، في مدينة عدن، في 8 من الشهر ذاته (بعد 5أيام) مع قيادة المنطقة الصادرة منها المذكرة، وقيادة قوات التحالف هناك.
وأشار إلى أن قيادة الجيش بتعز أطلعت قائد المنطقة الرابعة على الأوامر والتوجيهات والقرارات العليا، من رئاسة الجمهورية، ووزارة الدفاع ورئاسة أركان الجيش، بخصوص تقسيم مسارح الأعمال القتالية للألوية العسكرية التابعة للمحور بتعز.
ووفقا للعقيد البحر، فإن الاجتماع الذي جرى أيضا، مع نائب رئيس الوزراء، وزير الداخلية، أحمد الميسري، أزال اللبس، وأنهى الموقف، لمصلحة اللواء الرابع مشاه جبلي، وتثبيت نطاق عملياته الحالي في مدينة التربة، مركز مديرية الشمايتين، جنوب تعز.
وذكر أن مذكرة قيادة المنطقة لقيادة الجيش تم تجاوزها عمليا وعملياتيا، ولم يعد لها أي معنى على الواقع، بل باتت في حكم العدم.
وأوضح ناطق الجيش بتعز أن إعادة تسريب هذه المذكرة رغم أنها أصبحت في حكم الماضي، تأتي في سياق حملة ممنهجة تتنوع بين التحريض والشيطنة لقوات الجيش والأجهزة الأمنية في تعز.
وكانت المذكرة التي وجهها قائد المنطقة الرابعة بعدن، لقائد محور تعز، قد طالبت بسحب قوات اللواء الرابع مشاه، من معسكر الأصابح ومنطقة الأحكوم، وتسليم نقطة "هيجة العبد" لقوات اللواء 35 مدرع.
اختلالات فنية
بموازاة ذلك، وجه مصدر عسكري مطلع بقيادة الجيش بتعز، انتقادات لقائد المنطقة العسكرية الرابعة، لواء ركن، فضل حسن، على خلفية الاختلالات الفنية والمهنية التي تعتري توجيهاته ومهامه العسكرية.
وقال المصدر لـ"عربي21"، مشترطا عدم الافصاح عن هويته، إن هناك عددا من الأوامر والتوجيهات التي يصدرها اللواء حسن، مختلة من الناحية الفنية والمهنية، فضلا عن أسلوب الكتابة المخاطبات المتعارف عليها عسكريا.
ومضى قائلا إن قائد المنطقة الرابعة، تجاوزا في بعض الأحيان "التراتبية العسكرية المتعارف عليها، سواء من ناحية " الرفع من المستوى الأدنى والقيادة المباشرة" أو من ناحية " تلقي التعليمات التنظيمية من المستوى الأعلى".
وعزز المصدر هذا الطرح، بتوجيهات وأوامر عسكرية، تكررت، مرات عدة، بدءا بتوجيهه طلبا لكتائب "أبو العباس" المنضوية في اللواء 35 مدرع، عقب إعلانها اخلاء مدينة تعز، من مقاتليها قبل أكثر من شهرين، بالعدول عن قرارها، مرورا بطلب آخر بـ"تسليم الكتائب ذاتها معسكر المطار القديم بتعز"، وأخيرا، مذكرته بشأن مسرح عمليات اللواء الرابع مشاه" جنوب تعز.
وكان قائد المنطقة الرابعة قد وجه طلبا يحث قادة كتائب " أبو العباس" السلفية، المدعومة إماراتيا، بالعدول عن قرارها إخلاء تعز من مقاتليها، بعد أيام من مواجهات دامية بين مجاميع تابعة لها ووحدات عسكرية وأمنية شرق المدينة.
وحسب المصدر العسكري، فإن مثل هذه التوجيهات التي يصدرها قائد المنطقة الرابعة، تأتي إثر ضغوط يتعرض لها الرجل، من جهات خفية، لم يسمها، وإلا لماذا يقع هذا الرجل، المتشبع بالأعراف العسكرية، في تناقضات غير مفهومة وبرقيات عجيبة، كهذه.
ش
وتشهد المناطق الجنوبية من تعز أجواء ساخنة، بعد الكشف عن معسكرات وعملية تجنيد خارج نطاق السلطات الرسمية، وسط حراك شعبي رافض، وهو الأمر الذي دفع قيادة الجيش للتحذير من ذلك، والتعهد بإفشال هذه التحركات.