هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال موقع "africaintelligence"، إن غياب العاهل المغربي الملك محمد السادس المتكرر عن البلاد، ومرض كبير مستشاريه، فؤاد علي الهمة، وضعف أداء الحكومة، وقتل طالبة مرشحة من قبل البحرية الملكية، عوامل تهدد استقرار البلاد.
ويوفر موقع "africaintelligence"، الناطق بالانجليزية، أخباره للمشتركين فيه بمقابل مادي، كما يعتبر موقعا مقربا من المخابرات الخارجية الفرنسية، وينشر تقارير عن الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تهم مختلف بلدان القارة الأفريقية.
ونشر الموقع الخميس 4 تشرين الأول/ أكتوبر تقريره الذي اختار له عنوان: "عاد الهمة ولكن غياب الملك في تزايد".
مرض المادة الرمادية للملك
وقال التقرير الذي حصلت عليه "عربي21" وترجمت بعض فقراته، إن القصر أجرى في الخفاء حملة علاقات عامة، بعد تسرب مرض كبير مستشاري الملك فؤاد علي الهمة، كان من نتائجها إظهار الهمة إلى جوار الملك يوم 2 تشرين الأول/ أكتوبر في أشغال جلسة عمل خصصت لتأهيل عرض التكوين المهني وتنويع وتثمين المهن وتحديث المناهج البيداغوجية.
وكان لافتا وصف الموقع لفؤاد عالي الهمة بـ"المادة الرمادية للملك"، حيث قال إن "عودة المادة الرمادية للملك، وزميله في الدراسة، وكاتب الدولة في الداخلية السابق، ومؤسس حزب الأصالة والمعاصرة، إلى العمل ليست سوى استجابة جزئية جدا لخلل في عمل الديوان الملكي نتيجة للغياب المتكرر للملك".
وتابع الموقع نقلا عن مصادره أن هذا الظهور جاء "بعد غياب طويل، ذلك أن آخر ظهور للهمة يعود إلى إفطار رمضاني شارك فيه مع الملك يوم 6 حزيران/ يونيو الماضي".
وتابعت مصادر الموقع تقول إن "فؤاد علي الهمة أجرى عملية جراحية في الصيف الماضي ولكنه الآن بدأ يتعافى تدريجا".
وسجل الموقع أن "(سي فؤاد) ظهر مرة واحدة فقط بين حزيران وتشرين الأول إلى جانب الملك، كان ذلك خلال الزيارة التي قام بها العاهل المغربي إلى الإمارات العربية المتحدة في 10 سبتمبر/ أيلول الماضي".
وأفاد أن "الغرض من هذه الصورة الجديدة والغريبة إبعاد المخاوف بشأن حالته الصحية".
اقرأ أيضا: ماذا يفعل ملك المغرب في الخارج؟ وأين الملكة؟
100 يوم خارج المغرب
وأوضح الموقع أن مستشاري الملك لم يعودوا قادرين على الوصول إليه، بما في ذلك كبار الشخصيات مثل وزير الخارجية السابق الطيب الفاسي الفهري، بل حتى ياسين المنصوري، رئيس مكتب الدراسات والمستندات (المخابرات العامة/ (DGED)".
وزاد الموقع أن "المنصوري يشكو بشكل خاص من أن الملاحظات التي يرسلها إلى الملك - عبر الهمة دائما - لا تصل إلى العاهل المغربي دائما". ومضى يقول: "بالكاد استطاع إخوة الملك وأخواته أن يحضوا باهتمامه، باستثناء أخته الأميرة لالا مريم. التي قد ينمو نفوذها بعد طلاق الملك وخصمها العظيم الأميرة للا سلمى (طليقة الملك)".
واستطرد يقول إن "فؤاد علي الهمة لا يمكن بأي حال من الأحوال تعويض غياب الملك".
فخلال غيابات الملك، سواء خلال الأنشطة الرسمية أو العطل (مثل تلك التي في سيشيل في سبتمبر)، فإن الهمة، الذي له هاتفه ملتصق بأذنه، هو المفتاح الرئيسي الذي لا يقول قناة الاتصال الوحيدة بين "M6" و مملكته" يقول الموقع.
وزاد "أصبحت رحلات الملك الخاصة طويلة بشكل متزايد، ومنذ بداية العام الجاري، أمضى أكثر من 100 يوم خارج المغرب".
وقال: "ربما أكثر بكثير من ذلك في الواقع، حيث لم يتمكن أحد من حساب العدد الدقيق لرحلات الذهاب والعودة التي قام بها الملك بين الرباط ومقر إقامته في منطقة بيتز بضواحي باريس في فرنسا".
اقرأ أيضا: هل يتنازل ملك المغرب محمد السادس عن العرش
بلوكاج حكومي
وقال الموقع عن الحكومة، إن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، يخوض راعي إرادة مع وزير الفلاحة عزيز أخنوش".
وسجل أن "أخنوش هو الرجل القوي الفعلي في الحكومة، وأن العثماني يشتكي منه، ولكنه لم يستغل فترات الضعف التي مر منها خلال الأشهر الأخيرة بسبب المقاطعة".
وعن اشتغال الحكومة قال نقلا عن مصادره إن الحكومة تشتغل ببطء شديد، وأن كل القرارات يجب أن ترفعها إلى الملك رغم كثرة القضايا المستعجلة".
وحذر من أن "الاحتقان الذي أعقب موجة الغضب من قتل البحرية الملكية للطالبة المهاجرة حياة من شأنه أن يعيد الحراك إلى الشارع، ناهيك عن ظهور المزيد من المظاهرات حول بيع الأراضي العمومية وغياب الماء الصالح للشرب، وغياب خدمات التطبيب".
ناقوس الخطر
وتعليقا على التقرير الجديد، قال الباحث ف جامعة بوزانسون الفرنسية سعيد السالمي: "لعل أخطر جديد جاء في مقال أفريك انتلجنس في موضوع غياب الملك هو امتعاض المنصوري من عدم اطلاعه على المذكرات التي يرفعها له، وذلك بالنظر إلى أهمية الاستعلام في الحكم بشكل عام، وفي الدفاع عن أمن البلاد ووحدتها على وجه التحديد، ولذلك ترصد له ميزانيات ضخمة، منها ما هو معروف وما هو غير معروف".
وزاد الباحث سعيد سالمي في تصريح لـ"عربي21": "معروف أن رئيس الدولة ورئيس الوزراء في الديمقراطيات البرلمانية، وحتى في بعض السلطويات، يتوصلان كل صباح بمذكرة تلخيصية لتقارير مختلف أجهزة الاستعلام، مع ما يكفي من التحليل والاستقراء، وعيا منها أن الاستعلام هو بوصلة الحكم".
وسجل: "الحكومة التي من المفترض أن تقود البلاد، لا تملك أية صلاحية ما عدا أن تنتظر مباركة الملك في كل الخطوات، والملك غائب طوال الوقت، ومريض، دون أن ننسى أن داخل الحكومة مستبد صغير، آخر، اسمه اخنوش، ورئيس ضعيف الشخصية، كلامه منزوع الدسم ولا يتجاوز تأثيره حد ملمترات الحبر الذي كتب به في بلاغاته وصحفه".