هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
واصل
وزير أوقاف مصر مختار جمعة، حملة تحريضه على جماعة الإخوان المسلمين، متهما إياهم بتكوين
دولة اقتصادية يستخدمونها في تمويل العمليات الإرهابية، وأنها خطر على الأمن القومي
المصري وعلى الإنسانية جميعها، مطالبا بالتعامل بحسم مع هذا المال الذي وصفه بـ"المشبوه".
جمعة،
قال في مقال له نشرته عدة صحف مصرية خاصة، الأحد، إن "الكيانات الاقتصادية والثقافية
والمجتمعية التابعة للجماعات الإرهابية، وفي مقدمتها ما يمكن أن نطلق عليه (دولة الإخوان
الاقتصادية)، وهي لا تقل خطرا عن إجرامهم في التشويه والتضليل وبث الأكاذيب والشائعات".
وأضاف
"هذه الكيانات تستخدم في تمويل العمليات الإرهابية ودعم العناصر المتطرفة، ما
يتطلب النظر وبجدية والتعامل بحسم مع هذا المال المشبوه، حتى لا يوظف في الإضرار بالمصلحة
الوطنية أو أذى المواطنين أو الإساءة إلى صورة الإسلام والمسلمين".
وتابع
وزير الأوقاف أن "الاقتصاد الموازي أو تلك الدولة الاقتصادية للإخوان، لا تعد خطرا
على الأمن القومي فقط، بل على أمن وسلام الإنسانية، لأن تلك الجماعة لا تعرف دينا ولا
وطنية ولا وفاء لأحد، ولا يربطها بأحد سوى ما تحققه من خلاله مصالح عاجلة، وإلا فله
منها الويل".
مقال
جمعة يأتي بعد 12 يوما من مصادرة النظام العسكري الحاكم أموال نحو 1600 شخص و118 شركة
و1133 جمعية و104 مدارس و69 مستشفى مملوكة لأعضاء بالجماعة، وهو ما يقدر بنحو 61 مليار
جنيه.
"عداء
فطري"
وزير
العدل الأسبق المستشار أحمد سليمان، أكد أن "مختار جمعة، لديه عداء شخصي أو فطري
مع جماعة الإخوان المسلمين، ودائما ما يسارع باتهامهم بارتكاب الجرائم على عكس ما يأمر
به الإسلام دائما".
سليمان،
قال لـ"عربي21"، إنه "فى أعقاب ضبط الشرطة لكميات ضخمة من لحوم الحمير
المذبوحة في الفيوم؛ سارع بنفي الواقعة واتهام الإخوان بنشر إشاعة كاذبة لضرب الموسم
السياحي، وكذلك بعدما تم اكتشاف تسمم بالمياه في الشرقية، قال إن جريمة الإخوان بتسميم
المياه هي جريمة ضد الإنسانية".
وأكد
أحد أعلام تيار الاستقلال بنادي القضاة، أنه بناء على ماسبق فإنه "من الطبيعي
أن يقوم وزير الأوقاف بالتحريض ضد الإخوان، محاولا تبرير قيام النظام بمصادرة أموالهم،
مدعيا كنظامه أنها أموال تستخدم في تمويل الإرهاب، بينما لم يقدم لنا هو ونظامه دليلا
على ذلك".
"تمهيد
لسطو جديد"
من
ناحيته قال مدير المعهد الدولي للعلوم السياسية والاستراتيجية باسطنبول، الدكتور ممدوح
المنير: "ليس غريبا على مختار جمعة ذلك؛ فتاريخه كرجل أمن معروف لدى غالب النخبة المصرية أكثر منه رجل دين
أو شيخ"، موضحا أن "تحريضه على مصادرة أموال الإخوان هو جزء من محاولة النظام
تبرير جريمته بسرقة هذه الأموال والمؤسسات دون وجه حق".
الأكاديمي المصري، أضاف لـ"عربي21"، أن "مختار جمعة هو بوق
للنظام ليس إلا، وهو مخلص في القيام بدوره هذا،
ولذلك فمنذ الانقلاب العسكري تتغير الحكومات ويتغير الوزراء ولا يتغير مختار جمعة".
وبين
المنير، أن "وزير الأوقاف، قام قبل ذلك بمنع 55 ألفا من الأئمة من الخطابة في
المساجد، وإيقاف ونقل الآلاف من الأئمة الرافضين للانقلاب بل حرض على اعتقالهم، وأمر
بإغلاق المساجد عقب الصلوات مباشرة، ووضع خطبة جمعة موحدة في جميع المحافظات، ومنع
صلاة الجمعة في الزوايا الأقل مساحة من 80 مترا، مما تسبب في عدم إقامة صلاة الجمعة
في آلاف المساجد رغم حاجة الناس إليها".
ولم
يستبعد الباحث السياسي، "أن تكون تصريحات مختار جمعة، تمهيدا للفترة القادمة كذلك؛
فالدولة على شفا الانهيار الاقتصادي، والرجل يبحث عن المال بأي وسيلة أو طريقة لتأجيل
هذا الانهيار ولو قليلا"، متوقعا "أن تكون إجراءات التحفظ والمصادرة للأموال
متكررة خلال الفترة القادمة، لعدم وجود أي ردود أفعال جدية تمنع تكرارها".
"الجناح
الديني للانقلاب"
ويرى
المتحدث باسم لجنة العلاقات الخارجية في حزب الحرية والعدالة، الدكتور عبد الموجود
الدرديري، أن "مختار جمعة يمثل الجناح الديني المرتزق للانقلاب؛ وهو يبحث عن الرزق
السحت".
وحول
خطورة دعوة وزير الأوقاف، أكد السياسي المصري لـ"عربي21"، أن "مصادرة
أموال المخلصين من أبناء مصر هي خنجر في قلب الاقتصاد القومي، وصد لأبواب الخير في بلد
يعاني من الفساد".
الدرديري، أضاف أن "مصادرة الأموال أيضا هي جريمة أخرى ضد أبناء الشعب
المصري، حيث إنه يخلق بيئة سيئة لأي مستثمر، كونه لن يأمن على أمواله".