نشرت
صحيفة "
الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا، تحدث فيه عن أكثر الأخطاء شيوعا
المتعلقة باستهلاك
الخبز، وسبل استهلاكه والحفاظ عليه بشكل سليم.
وقالت
الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن اعتماد الإنسان على الخبز
كوجبة أساسية كان مصاحبا له في كل مراحل الإنسانية منذ عصر الإنسان البدائي، الذي
كان يسحق البذور ويخلطها بالماء. بعد ذلك، طور الإنسان من طرق صناعة الخبز خلال
حقبة مصر القديمة. وخلال فترة العصر الحديث، تشير التقديرات إلى أن هناك أكثر من
300 نوع من الخبز، يلبي كل الأذواق والحاجيات.
وأضافت
الصحيفة أن التعود على شراء الخبز بشكل يومي وتحوله إلى عادة روتينية من أكثر
الأخطاء شيوعا بين الناس، حيث يباشر الكثير من المستهلكين عملية التسوق يوميا
بشراء الخبز قبل كل شيء. من ناحية أخرى، تعد أنواع الخبز المتشابهة المعروضة
بكميات كبيرة من أسوأ أنواع الخبز التي يمكن تناولها. وينم التطابق على مستوى
اللون والشكل بالنسبة للخبز على أنه مصنوع بواسطة الآلات، في حين أن الأرغفة التي
تختلف قليلاً في الشكل واللون تحيل إلى أنها مصنوعة يدويا.
وأردفت
الصحيفة أنه من الضروري أن نأخذ بعين الاعتبار الكثير من الجوانب عند شراء الخبر.
فعلى سبيل المثال، يجب أن نقتني الخبز الذي يتميز بقشرة خارجية سميكة، ذهبية
اللون، لأن قشرة الخبز الرقيقة التي من السهل فصلها، تبرهن على أن الخبز ليس طازجا
وتم تجميده سابقا. فضلا عن ذلك، تدل رائحة الخبز بوضوح إن كان مصنوعا من مواد
طبيعية فقط أم تمت إضافة مواد أخرى.
وأشارت
الصحيفة إلى أنه من الخطأ الاعتقاد بأن الخبز ذو الجودة الجيدة، يبقى صالحا للأكل
لأطول فترة ممكنة. تعليقا حول هذه المسألة، صرحت ماريا دولوريس ديل كاستيلو، رئيسة
مجموعة علوم الأغذية الحيوية في المجلس الأعلى للبحوث في إسبانيا أن "عمر
تخزين الخبز قصير جدا، حيث لا يمكن أن يبقى صالحا للأكل بعد مرور 78 ساعة على أقصى
تقدير لأنه يفقد قيمته الغذائية". وأوردت ماريا دولوريس ديل كاستيلو أن ديمومة صلاحية الخبز تعتمد أساسا على شكل الخبز
وحجمه، مما يجعل الخبز التقليدي المصنوع يدويا أو على النار ذا جودة أفضل من الخبز
العادي.
وبينت الصحيفة أن عملية تخزين الخبز من الخطوات
الهامة التي يجب أن تتم بطريقة سليمة حتى نحافظ على جودته. في هذا السياق، أكدت
الدكتورة ديل كاستيلو أنه يجب وضع الخبز داخل أكياس مصنوعة من الورق أو من القماش،
فذلك يعمل على حمايته من الرطوبة، ويسمح ببقائه طازجا عند تسخينه مرة أخرى. في
المقابل، يتسبب عدم الاهتمام بحفظ الخبز بعد العودة به إلى المنزل في جعله عرضة
لتراكم البكتيريا والجراثيم المضرة بالصحة.
وأوضحت الصحيفة أن تجميد الخبز في الثلاجة دون
تقسيمه يؤدي إلى إهدار كميات كبيرة من الخبز. وفقا لتقرير عن استهلاك المواد
الغذائية في إسبانيا سنة 2017، تم إهدار أكثر من 1200 مليون كيلوغرام من المواد
الغذائية والمشروبات في إسبانيا خلال السنة الماضية. وقد احتل الخبز المرتبة
الرابعة من ضمن هذه المواد. بناء على ذلك، بينت الدكتورة ديل كاستيلو أن الحل
الأنسب يتمثل في شراء كمية الخبز التي تلبي احتياجاتنا فقط، ثم نقسمها إلى أجزاء
صغيرة ونلف كل قطعة في ألمنيوم المطبخ. بهذه الطريقة، سنستخدم الكمية التي نحتاجها
فقط.
وأشارت الصحيفة إلى أن عملية إذابة الخبز المجمد
تلعب دورا هاما في الحفاظ على جودته، علما وأن إخراج الخبز وتركه حتى يصبح جاهزا
للأكل لا تعد الطريقة المثلى لذلك. ووفقا للدكتورة ديل كاستيلو، يجب إذابة الخبز
المجمد في درجة حرارة الغرفة ثم وضعه بعد ذلك في الفرن لمدة خمس دقائق، على
درجة حرارة لا تتجاوز الستين على أقصى تقدير.
ونظرا لأن الخبز يتلف بسبب فقدان الرطوبة، توصي الدكتورة بوضع وعاء من الماء في الفرن، بحيث يتم إنشاء
بيئة رطبة.
ختاما، أفادت الصحيفة أن المختصين ينصحون
باستهلاك الخبز بشكل يومي، وخاصة الخبز الكامل نظرا لأنه ثري بالألياف وفيتامين
"ب"، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يرغبون في التخلص من الوزن الزائد. من
جهتها، أكدت منظمة
الصحة العالمية أن اتباع نظام غذائي غني بالخبز ضروري جدا، حيث
حددت معدل استهلاك الفرد بنحو 250 غرامًا من الخبز يوميًا.