نشرت صحيفة "إكسبرت أونلاين"، الروسية تحليلا لغيفورغ ميرزايان حول الإخفاق في تقرير مصير
إدلب، خلال اجتماع "ثلاثي أستانا" في سوتشي، ومصيرها المتوقع.
وتطرق التحليل الذي نشرت "
روسيا اليوم" أهم مقتطفاته إلى لقاء ممثلي إيران وروسيا وتركيا في سوتشي لمناقشة مصير إدلب، قائلا، رغم أن "
تركيا لا تنوي احتلال هذا الجزء من الأراضي السورية إلى أجل غير مسمى... إلا أن أردوغان لا يريد المغادرة مجانا".
وأضاف المحلل الروسي: "الشروط التي تضعها أنقرة، واضحة وفي الوقت نفسه متناقضة. فهي من ناحية، تريد الاحتفاظ بقنوات نفوذ في
سوريا ما بعد الحرب، وبالتالي، فهي مع منح مزيد من الحقوق والصلاحيات للمجتمعات المحلية. ومن ناحية أخرى، لا يريد الأتراك مثل هذه الحقوق والسلطات للأكراد السوريين".
وتابع: "من المستحيل تحقيق المطالب التركية حتى الآن. فاللجنة الدستورية بدأت عملها للتو، ولا أحد يفهم كيفية استبعاد الأكراد من عملية اللامركزية. والإيرانيون ليسوا متحمسين للتخلي عن مناطق نفوذ للأتراك".
نتيجة لذلك، يكشف التحليل ما تم التوصل ه إليفي سوتشي، وهو "على ما يبدو"، الميل إلى "حل وسط، حيث اتفقت دمشق وطهران وموسكو على تأجيل الهجوم مؤقتا على إدلب، والسماح لتركيا نفسها بالتعامل مع التهديدات التي تنبثق من جماعات إرهابية منفصلة في المنطقة".
ويضيف التحليل قائلا: "إلا أن هذا الحل الوسط، على الأرجح، لن يدوم طويلا؛ أولا، لأن تركيا حتى الآن عجزت عن التعامل مع الوضع؛ وثانيا لأن دمشق لديها حوار مع الأكراد حول المصالحة على أساس الوعد باللامركزية. وإذا عارض الأتراك، وبقي الخيار بين حل وسط مع الأكراد وإرضاء أنقرة، فالسوريون سوف يختارون الأكراد على الأرجح".
وينتهي التحليل إلى أن النظام السوري سيرسو على خيار الحل الوسط مع الأكراد؛ "أولا، لأن تركيا في الثلاثي السوري هي الحلقة الأضعف. فنهاية الحرب الأهلية قريبة، وفي حين أن قربها يعزز مواقف إيران وروسيا، فإنها بالعكس تضعف موقف تركيا. ويساهم في إضعاف تركيا التدهور الحاد في علاقة أردوغان بالغرب، ما يجعل الرئيس التركي في حالة نصف عزلة، بما لا يتيح له تخريب العلاقة مع موسكو وطهران. ولذلك، فمن غير المستبعد، بعد تطهير الجيوب الصحراوية وحشد القوات قرب إدلب، أن يجد الجيش السوري في الخريف ذريعة للهجوم على المحافظة الانفصالية، فتتنحى تركيا جانبا، مكتفية بالحصول على تنازلات غير ذات قيمة".