هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت زيارة وفد العشائر السورية العربية والكردية إلى طهران ردود فعل غاضبة في الأوساط العشائرية السورية، فيما اختلفت التفسيرات وراء أهداف إيران من سعيها مؤخرا إلى احتواء العشائر العربية.
وقبل يومين، أنهى وفد من العشائر السورية زيارة إلى طهران، التقى خلالها بعدد من المسؤولين الإيرانيين إلى جانب المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، الذي أشار إلى تعويل بلاده على تحرك العشائر العربية والكردية في منطقة الفرات ضد الوجود العسكري الأمريكي.
فما هي أهداف إيران الحقيقة من وراء دعوة الوفد العشائري لزيارة طهران، وما دلالة توقيت الزيارة المتزامن مع التصعيد العسكري في دير الزور ما بين النظام المدعوم بمليشيات إيرانية و ما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية (قسد)" المدعومة من الولايات المتحدة؟
اقرأ أيضا: ما أبعاد التصعيد بين النظام السوري و"قسد" بدير الزور؟
التشيّع
من جانبه، رجح المنسق العام للمجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية مضر حماد الأسعد، أن تكون أهداف إيران من وراء استقبال الوفد العشائري، مرتبطة بحركة التشيع التي تقوم بها طهران بشكل واسع في شرق سوريا وتحديدا في دير الزور وريفها.
ولفت في حديث لـ"عربي21" إلى أن "الممثلين عن العشائر هم شخصيات موالية للنظام السوري، حيث يسهل تطويعهم لنشر التشيع في الشرق والشمال السوري الذي يعتبر منطقة عشائرية".
كتائب موالية لطهران
وإلى جانب نشر المذهب الشيعي في المنطقة، أشار حماد الأسعد إلى سعي طهران إلى تشكيل كتائب عسكرية مسلحة موالية لها في المنطقة التي تشهد صراعا على النفوذ ما بين القوى الدولية التي لها حضور في سوريا (الولايات المتحدة، روسيا، إيران).
وأوضح المنسق للمجلس العشائري السوري المعارض، أن إيران تحاول خلط الأوراق على الولايات المتحدة، من خلال استمالتها العشائر التي تمثل الثقل السكاني في سوريا، لتشكيل كتائب لقتال (قسد)، مستغلة حالة الاحتقان العربي-الكردي في المنطقة.
كسب ود العشائر
وفي السياق ذاته، أشار الأسعد إلى وجود "سباق ما بين القوى الدولية على كسب ود العشائر العربية، من أجل كسب الحاضنة الشعبية".
وعلى المنوال ذاته، لفت الباحث السوري أحمد السعيد إلى تصعيد قوات النظام ضد (قسد) ذات الغالبية الكردية في ريف دير الزور الشرقي قبل أيام، موضحا أن المليشيات العشائرية الموالية للنظام ولإيران هي التي قادت هذه الهجمات.
وأكد الباحث، أن إيران تمتلك حظوظا أقوى من الولايات المتحدة لكسب ود العشائر العربية وتحديدا عشيرة "البكارة" التي شكلت مليشيا "لواء الباقر"، اللواء الذي تشيّع غالبية عناصره.
وبالعودة إلى الزيارة، رأى السعيد أن توقيت الزيارة وتزامنها مع التصعيد في دير الزور يكشف الهدف الحقيقي لها، وهو التنسيق ما بين إيران والعشائر العربية لمواصلة الهجمات ضد (قسد) وضد الولايات المتحدة.
اقرأ أيضا: لافروف يهاجم الوجود الأمريكي شرقي نهر الفرات في سوريا
ماذا عن العشائر الكردية؟
وفي هذا السياق، أشار المنسق العام للمجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية مضر حماد إلى أن العشائر الكردية شأنها شأن العشائر العربية في المنطقة، مبينا أن "العشائر منقسمة بين الولاء للثورة والنظام والمليشيات الكردية".
وأضاف الأسعد، أن الشخصيات العشائرية الكردية التي تدعي طهران أنها تقف معها، هي شخصيات لا تمثل العشائر الكردية، وقال: "هم من الشخصيات الذين هربوا إلى دمشق منذ بداية الثورة، وأنا أعرف منهم أكثر من شخصية لا تمثل إلا نفسها"، كما قال.
وختم الأسعد لافتا إلى حالة من الغضب تسود الأوساط العشائرية على خلفية تنامي الدور الإيراني وتغلغلها في بنية العشائر السورية.