هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قوبل مقترح الولايات المتحدة إرسال قوات عربية إلى سوريا، بردود أفعال متباينة من الأوساط الكردية السورية. ففي حين رحب مسؤول الدفاع في الإدارة الكردية ريزان كلو بالخطوة، رأى الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، رياض درار، أنه "لا يوجد داع على الأرض لمثل هذه الخطوة، مع زوال خطر التنظيم".
وبعد أن أكد درار عدم طرح الخطوة على الإدارة الذاتية من قبل الولايات المتحدة، قال لـ"عربي21": "إن الحاجة التي فرضتها مواجهة تنظيم الدولة في الشمال والشرق السوري، دفعتنا إلى الترحيب بالتحالف الدولي، لكن الآن لا يوجد مشاكل أو تهديدات في منطقتنا تجعلنا بحاجة إلى وصول قوات عربية".
اقرأ أيضا: أردوغان يحذر من إعادة تقسيم المنطقة انطلاقا من العراق وسوريا
وأشار الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية إلى المسألة الخلافية المتعلقة بمصير مستقبل منبج، موضحا أن "هذه الخلافات مع تركيا حول المدينة ليست بحاجة إلى دخول قوات عربية، وإنما بحاجة إلى تفاهمات يتم العمل عليها ما بين واشنطن وأنقرة".
من جانبه، اعتبر الصحفي الكردي آلان حسن، أن "الإدارة الذاتية لا تملك إلا الترحيب بالقوات العربية طالما أن هذه القوات ستأتي تحت رعاية الولايات المتحدة".
وأوضح في تصريح لـ "عربي21" أن موقف الإدارة الذاتية الضعيف لا يساعدها على رفض المقترح الأمريكي، مضيفا "لا خيارات لدى الإدارة للمناورة، لأن هامش التنسيق مع روسيا بات محدودا جدا. وأما التحفظ على هذه القوات لكونها قوات عربية، فهو أمر غير وارد، لأن ذلك يعني مخالفة تعليمات حليفتهم واشنطن".
اقرأ أيضا: وول ستريت: بعد تنظيم الدولة مخاوف من تنظيم جديد بسوريا
وتعبيرا عن حالة القلق التي تسود أوساط الإدارة الكردية من المقترح الأمريكي الذي يخص بالدرجة الأولى المناطق ذات السيطرة الكردية في سوريا، قال حسن: "طرحنا من قبل على المسؤولين في الإدارة أسئلة حول طبيعة تحالفهم مع الولايات المتحدة، وعن حسابات الأخيرة من التواجد في هذه المنطقة، هل حسابات تكتيكية أم استراتيجية".
وأضاف، أن الإدارة الذاتية كانت تبني موقفها على الآمال ببقاء الولايات المتحدة في سوريا، واستدرك بالقول: "بينما الواقع يقول بأن لا مصلحة استراتيجية للولايات المتحدة بالبقاء في الشمال السوري".
وبناء على ذلك، يعتقد "حسن" أن انسحاب الولايات المتحدة بات شبه محسوم، الأمر الذي يقوي من احتمال دخول قوات عربية إلى المنطقة، ويضيف: "لكن باعتقادي، فإن دخول هذه القوات سيكون لفترة محدودة ومؤقتة إلى حين تحقيق الحل السياسي".
اقرأ أيضا: ما هي السيناريوهات المحتملة حال انسحبت واشنطن من سوريا؟
ورأى أن كل ذلك يؤكد أن "لا وجود لمشروع أمريكي استراتيجي طويل الأمد في سوريا، وما يدلل على ذلك الانسحاب التدريجي الأمريكي".
في المقابل، يرى مدير المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية بواشنطن، رضوان زيادة، أن "من المبكر الحديث عن دخول قوات عربية إلى سوريا في ظل عدم الوضوح في مواقف واشنطن وحتى العواصم العربية التي أعلنت عن استعدادها إرسال قواتها إلى سوريا، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية".
ولفت في تصريح لـ"عربي21" إلى "حاجة هذه القوات إلى الموافقة التركية، لأن من المرجح انتشارها بمحاذاة أراضيها".
ويختم زيادة جازما بأن ليس من مصلحة البلدان العربية ولا حتى تركيا خلق صدام عربي- تركي في الأراضي السورية، على حد تقديره.
يذكر أن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية كشفت عن طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، من بلدان عربية إرسال قواتها إلى سوريا، تعويضا لانسحاب محتمل لقوات بلاده من سوريا، الأمر الذي دفع بالسعودية لأن تبدي استعدادها لذلك، حيث قال وزير خارجيتها عادل الجبير إن بلاده "تجري نقاشا مع الولايات المتحدة بشأن إرسال قوات إلى سوريا".
اقرأ أيضا: خبير روسي يحذر من احتلال ترامب لسوريا.. وهذا ما طالب به