اغتيل عضو لجنة
العلاقات الخارجية في "مجلس
سوريا الديمقراطية" والمسؤول البارز في "قوات
سوريا الديمقراطية" (قسد)
عمر علوش، الخميس، في منزله بمدينة تل أبيض في ريف
الرقة الشمالي.
وأفادت مصادر محلية
وأخرى كردية بأن علوش الذي وجد مقتولا أمام منزله اغتيل بمسدس كاتم للصوت.
ويعتبر علوش عراب حزب
الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" في الرقة، حيث تشير مصادر محلية إلى دور
بارز له في كل الاتفاقات التي عقدها الحزب مع النظام السوري، ومع فصائل الجيش
الحر، ومع العشائر العربية ما بعد سيطرة قسد على الرقة.
وطرحت حادثة
اغتيال
المسؤول الكردي التي لا زالت ملابساتها غامضة حتى الآن، الكثير من التساؤلات حول
دلالاتها، وحول الرسائل التي تبعثها هذه الحادثة عشية حوادث مماثلة تعرضت لها
شخصيات تابعة لـ"قسد" في الرقة.
صندوق أسرار
الناشط السياسي الكردي
محمود نوح، اعتبر أن "اغتيال علوش كان واردا، من أجل دفن كل الأسرار التي كان
على دراية بها".
وأشار في حديثه
لـ"
عربي21"، إلى أن علوش ابن مدينة عين العرب (كوباني)، يعتبر واحدا من
رجال الأعمال البارزين في المدينة، مبينا أنه انتسب لحزب الاتحاد الديمقراطي
للحفاظ على مشاريعه الاقتصادية في المدينة وفي مقدمتها "مشفى كوباني".
وأوضح نوح، أن الحزب
كلفه بالعلاقات الخارجية، مؤكدا أنه كان مشرفا على كل العلاقات الخارجية للاتحاد
الديمقراطي، بما فيها العلاقات مع الأمريكان.
وقال، قد يكون كل ذلك
سببا في اغتياله الذي لم يعرف بعد من يقف وراءه، واستدرك قائلا: "من المرجح
أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من هذه العمليات، وبنفس الأسلوب".
مواجهة غير معلنة
الكاتب الصحفي صبحي
الدسوقي من مدينة الرقة، أشار في حديثه لـ"
عربي21" إلى توترات حالية ما
بين "لواء ثوار الرقة" و"قسد" في الرقة، على خلفية تغييب
الأخيرة للواء عن المشهد في الرقة.
وأوضح أن لواء ثوار
الرقة وكل أهالي الرقة يحملون مسؤولية دمار الرقة لـ"قسد"؛ لأنها هي
الجهة التي كانت تعطي الإحداثيات لطائرات التحالف في أثناء المعارك التي أدت إلى طرد
تنظيم الدولة من كامل المدينة.
وبناء على ذلك، وضع
الدسوقي حادثة الاغتيال الأخيرة في خانة المواجهة غير المعلنة بين قسد وأبناء
الرقة، متهما "المليشيات الكردية" بسرقة المدينة ومنع أهلها من إعادة
الحياة للمدينة.
وأضاف، أن أبناء الرقة
اليوم يعيشون حالة من التهميش، وهو ما أدى إلى تشكيل حالة رفض مجتمعي لهذه
المليشيات، وقد تتطور هذه الحالة إلى مواجهة مستقبلية، وخصوصا ما بعد هزيمة
المليشيات الكردية في عفرين.
وفي هذا السياق، أكد
الدسوقي أن ما جرى في عفرين جعل أهالي الرقة أكثر تطلعا إلى حكم مدينتهم، ما يعني
أن صداما مباشرا قد يحدث في الرقة.
ماذا عن النظام؟
وخلق غياب الرواية
الرسمية التي تحدد الجهة التي تقف وراء مقتل علوش بيئة مناسبة لتوزيع الاتهامات من
قبل نشطاء، وفي هذا السياق لم يستبعد ناشطون ضلوع النظام في الحادثة.
وفي هذا الإطار، ألمح
ناشطون إلى التحركات التي يقوم بها النظام شرق الرقة حيث يسيطر، لتشكيل مليشيات من
أبناء المدينة، الغاية منها إزعاج وإرباك الولايات المتحدة وأداتها في الرقة
"قسد".
وفي ضوء ذلك رجح
ناشطون تورط النظام في هذه الحادثة لإثارة المشاكل في الرقة التي تعيش على صفيح
ساخن.