هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت صحيفة إسرائيلية، أن طريقة تعامل الاحتلال الإسرائيلي مع قطاع غزة المحاصر للعام الثاني عشر على التوالي، "غير فاعلة"، في الوقت الذي تزداد فيه قوة "حماس" المسيطرة على القطاع.
وأفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الثلاثاء، بأن تحذير رئيس الأركان الإسرائيلي، غادي إيزنكوت، من أن الانهيار الاقتصادي في غزة يمكن أن يثير مواجهة عسكرية في المستقبل القريب، "لم يكن من الممكن أن يكون أكثر وضوحا".
وبينت، أن الأمور في الظاهر، تبين أن "الصلة المؤكدة بين الضائقة الاقتصادية الرهيبة والانفجار العنيف أمر بديهي، ولكن الحكومة الإسرائيلية لا تزال أسيرة مفهوم يهدد أمن الدولة"، موضحة أن "هذا المفهوم يعتمد على الافتراض بأنه كلما كان وضع مواطني غزة أسوأ، ضعفت قوة حركة حماس وسلطتها".
اقرأ أيضا: معاريف: تدهور الوضع في غزة لا يخدم إسرائيل
ورأت أنه مع "تجاهل الجوانب الأخلاقية للضائقة والفقر والافتقار الذي يمر به قطاع غزة، إلى آفاق سياسية واقتصادية، فإن سياسة الإغلاق والنضال ضد الحكم المستمر لحماس يرتبطان بتناقضات لا يمكن التوفيق بينها".
وذكرت "هآرتس"، أن "الصيغة الإسرائيلية بعد أكثر من عشر سنوات من الإغلاق (الحصار) أثبتت أنها غير فاعلة"، مؤكدة أن "سلطة حماس لم تضعف".
وفي الوقت نفسه، فإنها "لا تسمح لحركة حماس بإدارة البنية التحتية المدنية في غزة، والسماح لأكثر من مليوني نسمة بأن يعيشوا حياة ملائمة"، وفق الصحيفة التي لفتت إلى أن "إسرائيل تسعى إلى إسقاط نظام حماس من خلال العصيان المدني الذي لم ينشأ بعد".
رهائن للسلطة
ونوهت إلى أن "إسرائيل أيضا، ليس لديها سياسة لتوضيح من سيتولى إدارة غزة بعد سقوط حماس"، مضيفة: "صحيح أن إسرائيل طرحت خطة طموحة لإعادة إعمار قطاع غزة، تشمل إنشاء بنية تحتية للكهرباء ومنظومة لتحلية المياه بتكلفة تقدر بحوالي مليار دولار، ولكنها تضع شرطين مستحيلين لتنفيذها؛ أن تمول الدول المانحة الخطة؛ وأن يتم تنفيذها فقط بإدارة السلطة الفلسطينية".
وتابعت ساخرة: "إسرائيل تطالب الدول المانحة بإخراج الكستناء لها من النار، كما لو كانت تلك الدول هي المسؤولة عن الضائقة في غزة"، منوهة إلى أنه في حال "وافقت الدول المانحة على ذلك، فإنها وسكان غزة سيصبحون رهائن لقدرة السلطة الفلسطينية على السيطرة على غزة".
في حين، "تحارب إسرائيل ضد أي تعاون بين حماس وفتح، والذي من دونه لن تتمكن السلطة الفلسطينية من السيطرة على غزة"، وفق "هآرتس"، التي قالت: "هذه الحجج تفرغ من مضمونها ادعاءات إسرائيل بأنها ليست مسؤولة عن الكارثة في غزة".
اقرأ أيضا: أزمة غزة تفجر خلافات عاصفة داخل إسرائيل
وفي حال نشوب حرب مع قطاع غزة، سيكون "من المستحيل تقبل العذر الذي يضع المسؤولية الوحيدة عن هذه المواجهة على حماس".
وشددت الصحيفة، على وجوب أن "تشرع الحكومة الإسرائيلي وبشكل فوري، في إحداث تغيير كبير في سياستها، وأن تسمح بإنشاء مصانع، وأن تمنح تصاريح عمل أكثر لسكان غزة، وأن تسمح بالاستثمارات الأجنبية وأن توسع تصاريح التصدير، وإلا فإنها ستكون مسؤولة مباشرة عن الحرب المقبلة".