هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شكك سياسيون ومراقبون في قدرة زعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي في الحشد الجماهيري في انتخابات الرئاسة المقبلة، بعد إزاحته لجميع منافسيه من المدنيين والعسكريين باستثناء مرشح حزب الغد الذي تم استدعاؤه على عجل وقبل ساعات من غلق باب الترشح.
ويبقى التحدي الأكبر أمام السيسي هو إقناع الناخبين الذين يعلمون سلفا بحسم نتائج الانتخابات لصالح السيسي، سواء من المؤيدين أو المعارضين، بالنزول والمشاركة، فيما اعتبره كثير من المراقبين "هزلية انتخابات الرئاسة بمصر".
ويخشى السيسي من مشهد فراغ اللجان الانتخابية، خاصة أنها تمتد على فترة ثلاثة أيام، فيما تجرى على يوم واحد في معظم البلدان، ما يعطي انطباعا سيئا ومزريا للعملية الانتخابية برمتها، رغم حرصه على عدم منافسته، وحصوله على نسبة 99%.
مرشح صوري للنزول للتصويت
في هذا السياق، أكد نائب رئيس حزب مصر القوية، محمد القصاص، أن "السيسي حريص على ظهور منافس، فدفع برئيس حزب الغد موسى مصطفى للترشح أمامه، حتى لو كان مرشحا شكليا، حتى يستطيع الدفع بالناس للنزول والتصويت في صناديق الانتخابات".
اقرأ أيضا: مصر.. رئيس حزب "الغد" يعلن ترشحه رسميا للانتخابات الرئاسية
وأضاف لـ"عربي21" أن "السيسي ما زال مهتما جدا بنسب التصويت، ونسب الحضور في الانتخابات، حتى يظهر على أنه جاء بطلب شعبي وجماهيري، وهو مهتم بالحصول على نسبة 99,9% بدون شك".
لكنه استدرك بالقول: "الانتخابات ستشهد عزوفا من الناس باعتبار أن السيسي هو الفائز سلفا، ولكنه سيلجأ إلى موظفي الحكومة والقطاع العام، والشركات والمصانع الخاصة للضغط عليهم للنزول للتصويت، خاصة أن الانتخابات ستجرى على 3 أيام لاستقبال أكبر عدد من الناخبين".
السيسي لا يبالي
النائب السابق، طارق مرسي، قال لـ"عربي21" إنه "لابد أن نفهم عقلية العسكر وكيف يفكرون، ببساطة العسكر لا يحترم الشعب أصلاً ولا يعرف قدراً لا لانتخابات ولا إرادة الناس فضلاً عن تداول السلطة"، مضيفا أن "السيسي هو أرذل عقليات العسكر، وباكورة أسوأ ما أنتجت معامل غبائهم واستبدادهم".
لافتا إلى أن "ما ينتظره السيسي فقط هو الانتهاء بأي صورة من هذه الفترة المزعجة من وجهة نظره؛ فالانقلاب يستمد وجوده وبقاءه من دعم إسرائيل فقط، ويستند إلى شركاء مستبدين كالإمارات والسعودية، أما المشهد الداخلي ليس فيه من الجدية شيء بالنسبة له، ولا يعنيه أن يخرج الناس أو لا يخرجوا".
وأعرب عن اعتقاده بأن "الشعب المصري سينصرف تماماً عن هذه المهزلة، وستكون اللجان خاوية تماماً إلا من عدد قليل سيتم حشد البسطاء فيها، وهذه اللجان ستكون عندها كاميرات إعلام الانقلاب، ولا بأس من الزج ببسطاء العمال والموظفين، ولا مانع من حشد الساقطين والبلطجية للرقص أمام اللجان".
المقاطعة والعصيان
بدوره؛ قال السياسي المصري، أحمد رامي الحوفي، لـ"عربي21" إن "ما يحدث ليس بعملية انتخابية، وتفتقد للمشروعية التأسيسية ابتداء؛ لأن من يجريها جاء بشكل غير ديمقراطي؛ وبالتالي هو يتجاوز على أساسيات وبديهات الديمقراطية، فهي تجرى وعشرات الآلاف في السجون، فضلا عن المطاردين، وفي ظل حجب المعلومات وغلق الصحف، واعتقال صحفيين وفي ظل قانون طوارئ".
وأضاف: "بدأ المشهد في مزيد من الانتقاص من مشروعية الانتخابات بإلقاء القبض على من يفكر في الترشح، ثم البحث عن مرشحين مجهولين، والدفع بهم للقيام بدور الدوبلير؛ كل ذلك ينتقص من العملية الانتخابية ويرسخ قناعة لدى الجمهور بعدم جدواها، ولعل العصيان المدني هو الأنسب لمثل هذه الأجواء".
اقرأ أيضا: صحيفة: كيف يؤمن الجيش كرسي الرئاسة لعبد الفتاح السيسي؟
وأوضح أن "العصيان المدني سيتجلى من خلال مقاطعة هذه المسرحية. فلا توجد أنظمة سياسية تستمر إلا عبر مشروعية سياسية، ومن أهم الأشياء لمنح الأنظمة المشروعية هو إرادة الجماهير التي تعبر عنها الصناديق والسيسي يجري عملية معيبة من حيث التأسيس والإجراءات وستنعكس نتائجها على المشهد الانتخابي".
انتخابات الكوميديا السوداء
فيما قال عضو الجبهة الوطنية المصرية، أحمد البقري، لـ"عربي21" إن "المشهد الانتخابي سيكون بلا مرشحين وناخبين حتى المرشحين الكومبارس رفضوا الدخول في مهزلة اسمها انتخابات؛ وذلك لأن الوضع الحالي أسوأ من مسرحية، وبالتالي يحتاج إلى مرشح أقل من كومبارس".
وبشأن إذا ما كان السيسي يعطي اهتماما لنسب الناخبين يوم الاقتراع، والقوى الخارجية، أجاب بأن "العسكر لا يؤمنون بالديمقراطية، ولا بحق الشعوب في اختيار من يدافع عن مصالحهم؛ فعلى المستوى الداخلي لا يأبه للشارع، أما خارجيا فهو يحتاج بشده إلى إخراج مسرحية بشكل يعطي له بعض القبول، رغم دفعه فاتورة باهظة للاعتراف به وهذا لن يجده في انتخابات الكوميديا السوداء".