هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يحيي التونسيون اليوم الذكرى السابعة لسقوط نظام الرئيس المخلوع بن علي، وهروبه إلى السعودية في 14 كانون الثاني/ يناير ،2011 وسط أزمة اقتصادية خانقة واحتجاجات ضد غلاء الأسعار وتبادل اتهامات بين المعارضة وأحزاب الحكم.
وفي خضم كل ذلك حاولت "عربي21" رصد مواقف بعض رموز الثورة التونسية الذين كانت لهم بصمة ظل خالدا في سجلها، وكيف يرون ثورتهم بعد 7 سنوات، وهل لايزال النفس الثوري حاضرا اليوم؟
"فرصتكم أيها الشباب التونسي"
أحمد الحفناوي ذاك الرجل الذي صدح في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة يوم 14 يناير 2011 بكلماته الشهيرة "هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية" تحدث لـ "عربي21" بنفس ثوري وبمقدار عال من التفاؤل قائلا : "روح الثورة التونسية لم ولن تقبر ولن يقدروا على إطفاء شعلتها في قلوبنا وعقولنا مهما حاولوا تشويهها وإفشالها بكل الطرق".
وشدد الحفناوي أن مطالب الثورة التي رفعت منذ سبع سنوات بعضها تحقق كالحريات الفردية والديمقراطية وبعضها الآخر لايزال يشق طريقه بشكل متعثر على غرار التنمية والتشغيل والعدالة الاجتماعية.
وتابع : "من يقول ماذا جنيتم من الثورة أقول جنينا الحرية والديمقراطية وهذه مكاسب لايعرفها إلا من عاش تحت وطأة الاستبداد والدكتاتورية ثم ذاق طعم الحرية"، واستدرك :"صحيح أننا نعيش أزمة اقتصادية خانقة، لكنها أزمة عالمية طالت حتى البلدان التي لم تلحقها رياح التغيير، ومن الصعب أن نجني ثمار الثورة في 7 سنوات ولنا في الثورة الفرنسية خير مثال".
واستنكر في ذات السياق، ما أسماه بمحاولة البعض تشويه مسار الثورة التونسية، عبر إحداث الفوضى والتحريض على التخريب مشددا على مشروعية المطالب الاجتماعية لكن في إطار سلمي.
الحفناوي شدد في ختام حديثه على أن الأمل في نجاح الثورة التونسية لايزال معلقا في شبابها وواصل :" مازلت عند قولي فرصتكم أيها الشباب التونسي لتقدموا لتونس مالم نقدمه نحن وشباب تونس مابعد الثورة قادر على الفعل والتغيير".
مسار الثورة مستمر.. لكن
من جانبها ترى الناشطة والمدونة التونسية لينا بن مهني والتي كانت من بين المرشحين لنيل جائزة نوبل للسلام لعام 2011 وناضلت ضد نظام بن علي عبر مدونتها الشهيرة "بنية تونسية" أن الالتفاف على الثورة من قبل بعض السياسيين ورموز النظام السابق، أمر لا يمكن إنكاره بعد مرور سبع سنوات وبعد إسقاط قانون العزل السياسي والمصادقة على قانون المصالحة الاقتصادية مع مسئولي النظام السابق.
وتتابع : "أحيانا تعتريني لحظات يأس، وقهر من أن تضيع الثورة التونسية من أيادي ثوارها، بعد كل ما قدمه شبابها من دماء ونضالات وأثمان باهظة من أجل استعادة الحرية والكرامة المنشودة".
ولا تخفي لينا مخاوفها من عودة الدولة البوليسية وشبح الدكتاتورية، لكنها تراهن في كل ذلك على وعي الشباب بحقوقه وباستماتته في الدفاع عنها وخير مثال على ذلك كما تقول حملة #فاش_نستناو التي تدور رحاها حاليا ضمن مسيرات احتجاجية مطالبة بالتنمية والتشغيل والعيش بكرامة وضد غلاء الأسعار.
وتضيف : "شعلة الثورة والمبادئ التي قامت من أجلها مستمرة ولن تخفت والأمل في التغيير باق في هذا البلد طالما هناك مقاومة وطالما هناك جيل ثوري جديد يقول لا في وجه الحاكم".
وتعتبر لينا أن الوضع الاجتماعي المتدهور هي كلفة لابد أن تدفعها أي دولة تصبو للديمقراطية وتنشد التغيير وتقول :"أهداف الثورة لا تحقق في سبع سنوات لشعب عاش تحت الدكتاتورية والقمع لأكثر من نصف قرن و تربى على الخوف والتصحر السياسي".
"نور الثورة في قلبي مازال حيا"
الذكرى السابعة للثورة التونسية، تحمل للناشط وجريح الثورة التونسية رشاد العربي أكثر من معنى فهو الذي أصيب برصاصة من أحد رجال الأمن خلال اندلاع التظاهرات ضد بن علي بمدينة المرناقية في 13 كانون الثاني/ يناير 2011 ليفقد على إثرها القدرة على المشي ولكنه رغم كل ذلك لازال متفائلا كما يقول لـ "عربي21" ويشدد على أن الثورة لم ولن تنطفئ في عيون ثوارها بالرغم من كل النكسات.
ولم يخف رشاد ألمه وحرقته حين يرى السياسيين عبر شاشات التلفاز "وهم يتفاخرون بنضالهم المزيف ومساهمتهم المكذوبة في إسقاط بن علي، مقابل تقزيم دور الشباب الحقيقي الذي قدم من دمه وجسده كثمن للحرية".
وأضاف : "بعضهم كان يلعب دور المعارض الكرتوني وآخرون في المنافي في أوروبا أو أنهوا مهامهم في عهد المخلوع وتمت إحالتهم على التقاعد، جاءت الثورة فأعادتهم إلى الواجهة وغنموا منها ولايزالون".
منارة عربية للديمقراطية
ويرى الإعلامي والمدون السياسي أمان الله المنصوري في حديثه ل "عربي21" أن الثورة حققت جزء مهما من أهدافها السياسية المتمثلة أساسا في القطع مع النظم الاستبدادية، ورفع سقف الحريات الفردية والجماعية، إلى حد ما.
ولكنه بالمقابل، يصف الوضع الاقتصادي والمسار التنموي لتكريس العدالة الاجتماعية مع كل الحكومات التي تداولت على السلطة، "بالفاشل" ، بسبب ما أسماه بالخيارات الاقتصادية الخاطئة للطبقات الحاكمة.
وعبر في ختام حديثه عن تفاؤله بأن تكون تونس منارة للديمقراطية الأولى في العالم العربي رغم كل العراقيل الداخلية والخارجية.