أثارت زيارة وفد هيئة التفاوض السورية إلى
مصر، ولقاؤه وزير الخارجية المصري، سامح
شكري، تساؤلات عن هذه الزيارة ودلالات توقيتها، خصوصا أنها الأولى من نوعها، في ظل موقف مصر من الثورة السورية، منذ الانقلاب العسكري بقيادة عبد الفتاح السيسي.
وضمن جولته الدولية برئاسة
نصر الحريري، التقى وفد من هيئة التفاوض أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية شكري، في القاهرة الثلاثاء .
وتناول اللقاءان الجهود العربية والدولية المبذولة لإيجاد حل سياسي للقضية السورية ضمن إطار القرارات الدولية ذات الصِّلة ومسار جنيف التفاوضي، حيث اتسمت اللقاءات بتطابق وجهات النظر في ضرورة تطبيق القرارات الدولية التي تعيد للشعب السوري حقه في عيش حر كريم ينهي كابوس سبع سنوات من الاستبداد.
وركز الحريري خلال لقائه بشكري على الدور الذي يمكن أن تقوم به مصر عضوا غير دائم في هذه الدورة لمجلس الأمن، في التأكيد على قراراته الخاصة بسوريا، وضرورة الالتزام بها، وتطبيقها، وعدم حرف المسار السياسي في جنيف عن تحقيق أهدافه، في إيجاد حل عادل للمسألة السورية .
من جهته، يرى الناشط السياسي درويش خليفة، أن أعضاء وفد هيئة المفاوضات السورية يحاولون قبل إصدار أي بيان بخصوص مؤتمر "الحوار الوطني السوري" في "سوتشي" الذي ترعاه روسيا الاتحادية نهاية الشهر الجاري، الاستماع للدول ذات التأثير في القضية السورية لتكوين حلف رافض لهذا المؤتمر، كونه يحمل في طياته الكثير من النوايا الماكرة لثورة الشعب السوري.
واعتبر في حديثه لـ"
عربي21"، أن الزيارة لها أهمية خاصة بعد تصريح رئيس الوفد الروسي في مباحثات أستانا ألكسندر لافرينتييف، أن من يرفع شعار عدم بقاء الأسد في السلطة، لا مكان له في سوتشي.
وقال خليفة إن "وفد هيئة المفاوضات سيعقد اجتماعات عدة مع وزراء خارجية دول عربية وغربية، لإطلاعهم على نتائج جنيف 8، وسبب فشله، المتمثل بتعنت النظام ورفضه لمفاوضات مباشرة وغير مباشرة، وكذلك خرقه لاتفاقيات خفض التصعيد في إدلب، عبر محطة أستانا السادسة".
وقال إن "زيارة وفد هيئة التفاوض قد تكون مهمة جدا للهيئة، لأن منصة القاهرة المعارضة جزء أساسي من مكونات الوفد المفاوض، وهذا ما يكسبهم حليفا عربيا ذا وزن على الساحة العربية والدولية"، وفق قوله.
أما المعارض السوري ناصر الحريري، فقرأ هذه الجولة المكوكية لأعضاء وفد الهيئة التفاوضية إلى الدول المعنية بالقضية السورية على أنها "للتعبير عن رفض مؤتمر سوتشي، وحشد التأييد السياسي من هذه الدول للعودة لمسار المفاوضات في جنيف، خاصة أن وفد
الهيئة العليا للمفاوضات لم يصدر بيانا حتى الآن، يوضح فيه موقفه من مؤتمر سوتشي".
وأكد الحريري لـ"
عربي21" أن وفد هيئة المفاوضات السورية حصل على تأييد من وزير الخارجية المصري سامح شكري، بضرورة الوصول لحل سياسي من خلال مؤتمر جنيف وقرارات الأمم المتحدة، الأمر الذي يراه ضربة للسياسة الروسية الداعية للانفراد بالحل السياسي على طريقتها.
الجدير بالذكر، أن قوى المعارضة السورية بمنصاتها الثلاث، الرياض والقاهرة وموسكو، كانت قد تشكلت، وفق مخرجات اجتماع الرياض 2 الموسع للمعارضة، الذي جرى في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي في العاصمة السعودية الرياض، وانبثقت عنه هيئة تفاوضية موحدة من 50 عضوا للمشاركة في مفاوضات جنيف.