هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لقي التفاعل التركي والإجراءات الرسمية والشعبية التي اتخذتها تركيا حكومة وشعبا تجاه جريمة الهجوم المسلح الذي استهدف مسجدا بشمال سيناء فى مصر ترحيبا شعبيا مصريا فيما لم يصدر عن سلطة الانقلاب أي موقف إزاء ذلك.
وأسفر الهجوم عن مقتل 305 أشخاص بينهم اطفال ، و128 مصابا، حسبما نقلت وكالة أنباء "الشرق الأوسط" الرسمية عن النيابة العامة، ولم تعلن حتى اليوم جهة ما مسؤوليتها عن الحادث.
و نكّست تركيا علمها الوطني إلى منتصف السارية، اليوم الاثنين، حدادا على ضحايا الهجوم، ويستمر تنكيس الأعلام التركية طوال اليوم الاثنين في كافة الدوائر الرسمية داخل البلاد، وممثلياتها في الخارج وفي تصريح لرئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في وقت سابق أمس الأحد، قال إن "80 مليون تركي يتشاركون آلام الشعب المصري"، مجددا تضامن بلاده مع ضحايا الهجوم .
من جانبه اعتبر مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية السابق السفير معصوم مرزوق لـ"عربي21" أن إعلان تركيا الحداد وتنكيس الأعلام هو موقف جيد وخطوة كريمة من رئيس يتميز بالذكاء وله رؤية سياسية واسعة جديرة بالاحترام وأظن أن موقف تركيا لا يتعلق بكون الضحايا مسلمين أو غير مسلمين هو موقف يعبر عن اهتمام انساني".
ويؤكد "مرزوق" على أنه بلا شك "هو موقف سيحسب للرئيس التركي اردوغان و تركيا والشعب التركي".
اقرأ أيضا: يلدريم يعلن الحداد على ضحايا مجزرة سيناء في مصر
وعن الفارق بين الموقف المصري الإعلامي من تركيا بالمقارنة مع مواقف تركيا من الشعب المصري أشار "مرزوق" الى الاتهامات والحملة التي شنها الإعلام على تركيا مروجا لأخبار كاذبة بلا دليل ولا أرى أى جدية فى موضوع اتهام المخابرات التركية بتنفيذ عمليات تجسس ضد مصر ما لم يتم نشر المعلومات الكافية و الأدلة أو حتى الأسماء واعتبرها مجرد مادة إعلامية لترديد فقط ".
وأضاف "مرزوق" "فى ظني أن السلطات لا تملك وليس لديها ما يمكن أن تعلنه الآن على الأقل".
أما رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي محمد أبوالغار فرد على سؤال "عربي21" عن انطباعه بخصوص الموقف التركي قال "ما مصر هي كمان أعلنت الحداد برضو" وأضاف أن " أي إنسان فى الدنيا المفروض يزعل لما يقتل أبرياء ودا مالوش دعوة إنه موقف تركي أي دولة ممكن تعمله".
وعن موقف دول حليفة لنظام السيسي كان يفترض بها أن تكون أولى بإعلان موقف كهذا مثل دولة "الإمارات"قال أبو الغار "ملهاش أهمية وليست ضرورة هي أمر تطوعي لو معملتوش متبقاش غلطان".
الصحفي المصري المقيم بتركيا سمير العركي قال إن "هذا الموقف يعبر عن شور طيب ويعكس قدر التوافق والالتقاء الثقافي والأخلاقي بين الشعبين ويؤكد على مشاعر الأخوة والمحبة بين الشعبين".
القيادي بالجبهة السلفية المصرية مصطفى البدري يقول "أولا لابد أن نتفق على تجريم حادثة مسجد الروضة و إدانتها أيا كان فاعلها، سواء كان تنظيم الدولة (داعش) أو عسكر السيسي ومن ثم.. فإن تركيا قد أعلنت الحداد على ضحايا هذه الجريمة تأكيدا منها على مبادئها المناصرة لحقوق الإنسان".
وأضاف "البدري" في حديثه لـ"عربي21" أن "هذا التضامن التركي دليل واضح على أن تركيا تفرق بين الشعب المصري الذي يستحق المناصرة والمؤازرة وبين النظام المصري الذي يمارس الإرهاب بكل صوره وأشكاله منذ انقلابه على الرئيس المنتخب في 2013 وإلى يومنا هذا، لذا يتوجب علينا تقديم التحية والتقدير للدولة التركية على موقفها الإنساني تجاه شعب مصر".
محمد الشاذلي مصري قال لـ"عربي21" إن "أول حاجة خطرت على بالي إن تركيا تحمل هم المسلمين كما كانت أيام الخلافة زاد عندي الشعور بأن تركيا بتتصرف من موقع المسئولية عن المسلمين".
وأضاف الشاذلي "تركيا مهتمة وها تهتم بقضية الإرهاب بشكل عام لأنه يهدد تركيا نفسها بشدة وهو الأداة الأقوى في يد أعداء تركيا اللي عاوزين يتجنبوا مواجهة مباشرة معها وفي نفس الوقت يؤثروا على الاقتصاد بشكل كبير".
وأوضح " تركيا مهتمة بمواجهة الإرهاب بشكل حقيقي على العكس من مصر اللي بتدعي ده طول الوقت لكن بقاء الإرهاب فيها في مصلحة النظام الحاكم بصفته أي الإرهاب هو الذريعة الأساسية للبقاء في الحكم وإسكات الأصوات المعارضة".
اقرأ أيضا: "التهجير القسري".. مخاوف جدية من استكمالها بعد هجوم سيناء (ملف)
شيء من الخجل .. هكذا عبر الشاب المصري وليد الهواري لـ"عربي 12" عن شعوره وقال " التعامل الرسمي للدولة التركية مع أحداث مسجد الروضة بإعلانها تنكيس العلم فى كل أنحاء العالم فى الوقت الذي يعكف فيه الإعلام المصري والصحافة وحتى التصريحات الرسمية للدولة المصرية على سبها وإظهارها على أنها الشيطان الأعظم.. عندها تشعر أن مصر أصبحت شبه دولة يحكمها رعاع مرتزقة".
ونشر الهواري على صفحته فى موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك صورة من مدينة اسطنبول التركية وعلق عليها:
وعبر مصريون وعرب عن تقديرهم للموقف التركي على مواقع التواصل الاجتماعي .
#مجزرة_الروضة_العريش https://t.co/JE78iaKyO1
— د. محمد الصغير (@drassagheer) 27 نوفمبر، 2017
#اردوغان يترحم ع شهداء #مسجد_الروضه ويتضامن مع #مصر و #المصريين وسفارة #تركيا تنكس الاعلام حدادا ع شهداء مصر
— Ahmed Mohy (@xmohy) 27 نوفمبر، 2017
#تركيا تنكس العلم تضامنا مع ضحايا #مسجد_الروضة بـ #سيناء. pic.twitter.com/y792hUiTbS
— Khaled Elsalakawy (@elsalakawi) 27 نوفمبر، 2017
تركيا تنكس أعلامها على كامل أراضيها وفي بعثاتها الدبلوماسية حول العالم حدادًا على شهداء المجزرة التي شهدها أحد مساجد مصر يوم الجمعة الماضي. pic.twitter.com/cMy3VpMQkF
— Hamze Tekin (@Hamze_Tekin) 27 نوفمبر، 2017
تركيا تعلن الحداد يوم غد الاثنين على ضحايا تفجير مسجد الروضة في مصر، وسيتم إنزال الأعلام التركية في عموم البلاد وفي جميع البعثات الديبلوماسية التركية في العالم. pic.twitter.com/MiJF4D0aX1
— أسامة رشدي (@OsamaRushdi) 26 نوفمبر، 2017
لمن يسأل لماذا أعلنت #تركيا الحداد ليوم كامل غداً الاثنين أي عقب الحادث بثلاثة أيام؟ لأن السبت والأحد إجازة نهاية الأسبوع ودواوين الحكومة تغلق أبوابها فيهما فإعلان الحداد في أي يوم فيهما سيكون بلا معنى
— سمير العركى (@s_alaraki) 26 نوفمبر، 2017
تشهد #تركيا حدادًا وطنيًا، غدا الإثنين، تضامنا مع ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدًا في #سيناء، شمال شرقي #مصر، الجمعة الماضي سيكون ليوم واحد، وسيشمل تنكيس الأعلام إلى النصف في عموم البلاد والممثليات التركية في الخارج pic.twitter.com/mRKhg8IOxv
— قناة TRT العربية (@TRTalarabiya) 26 نوفمبر، 2017
يذكر أن الموقف التركي الرسمي من سلطة الانقلاب العسكري فى مصر ثابت ولم يتغير منذ أن أعلن زعيم الانقلاب عبدالفتاح السيسي عزل الرئيس المصري المنخب محمد مرسي فى 3تموز/يوليو 2013 وذلك إنطلاقا من مبادئ الديمقراطية ورفض الانقلابات والظلم وكان الرئيس أردوغان عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة بتركيا فى تموز/يوليو 2016 ربط بين الانقلابيين الذين وصفهم بالخونة وبين قائد الانقلاب العسكري فى مصر عبدالفتاح السيسي.