هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اختارت جماعة المعارضة السورية الرئيسية رئيسا جديدا لوفدها المفاوض، الجمعة، قبل بدء جولة جديدة من مفاوضات السلام التي تدعمها الأمم المتحدة مع حكومة دمشق، المقرر أن تبدأ الأسبوع المقبل.
وقال نصر الحريري إن المعارضة ذاهبة إلى جنيف في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر؛ لعقد محادثات مباشرة، ومستعدة لمناقشة كل شيء على طاولة المفاوضات.
وجاء هذا الإعلان خلال اجتماع عُقد في الرياض، حيث تمسكت المعارضة يوم الخميس بطلبها بألا يكون للرئيس بشار الأسد دور خلال مرحلة انتقالية، على الرغم من تكهنات بأنها قد تخفف وقفها؛ بسبب مكاسب الأسد في ساحة القتال. والتقت جماعات المعارضة للبحث عن موقف موحد قبل المحادثات، بعد عامين من التدخل العسكري الروسي، الذي ساعد الأسد في استعادة كل المدن الرئيسية.
ويحل الحريري محل رياض حجاب، الذي رأس الهيئة العليا للمفاوضات خلال المفاوضات السابقة، لكنه استقال فجأة هذا الأسبوع، ملمحا إلى أن الهيئة العليا للمفاوضات برئاسته واجهت ضغوطا لتقديم تنازلات لصالح الأسد.
واجتمع مبعوث الأمم المتحدة للشأن السوري، ستافان دي ميستورا، الذي يجهز للجولة المقبلة من محادثات جنيف، مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أمس الجمعة، وقال الوزير إن موسكو تعمل مع الرياض على توحيد المعارضة السورية.
وعلى مدار سنوات، أيدت دول غربية وعربية مطلب المعارضة برحيل الأسد. لكن منذ انضمام روسيا للحرب تأييدا لحكومة الأسد، بات واضحا على نحو متزايد أن المعارضة لم يعد لها سبيل لتحقيق النصر في ساحة المعركة.
ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى عقد مؤتمر للحكومة والمعارضة السورية؛ لوضع إطار عملي لهيكل الدولة السورية في المستقبل، ووضع دستور جديد، وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة.
لكنه قال أيضا إن أي تسوية سياسية في سوريا يجب أن تتم في إطار عملية محادثات جنيف للسلام، التي تشرف عليها الأمم المتحدة.
وتتشكك المعارضة منذ فترة طويلة في المسار الدبلوماسي الموازي الذي تدعمه روسيا، الذي شمل قبل مؤتمر سوتشي المقترح عقد محادثات في قازاخستان، وأصرت المعارضة على أن الحوار السياسي يجب أن يعقد في جنيف.
وقال الحريري إن سوتشي لا تخدم العملية السياسية، ودعا المجتمع الدولي، بما في ذلك روسيا، "أن نركز كل أعمالنا من أجل خدمة العملية السياسية، وفقا للمرجعية الدولية في جنيف برعاية الأمم المتحدة؛ حتى نختصر الوقت، وحتى نصل للحل المنشود".
ولكن علاء عرفات، الذي يمثل "منصة موسكو"، قال إنه سيحضر سوتشي، وحث الآخرين على المشاركة أيضا؛ ليعكس بذلك التوترات الموجودة داخل المعارضة المتنوعة.
وكان عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، قد افتتح الاجتماع يوم الأربعاء، بالتعهد بدعم بلاده لتوحيد المعارضة.
وأشاد الجبير بتشكيل وفد تفاوضي واحد يمثل الجميع في المعارضة.
وسئل عما إذا كان هناك أي تغيير في الموقف تجاه مستقبل الأسد، فقال للصحفيين إن الرياض ما زالت تدعم التوصل لتسوية تقوم على أساس العملية التي تدعمها الأمم المتحدة في جنيف.
وأدت الحرب الأهلية، الدائرة في سوريا منذ ست سنوات، إلى سقوط مئات الآلاف من القتلى، وإجبار الملايين على الفرار، في أسوأ أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.
اقرأ أيضا: المعارضة السورية تختار نصر الحريري رئيسا لوفدها لـ"جنيف"