نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للمحرر الدبلوماسي باتريك وينتور، يقول فيه إن استطلاعا أجرته مؤسسة "يوغوف" حول المواقف البريطانية من المهاجرين
العرب، كشفت عن اعتقاد غالبية البريطانيين بأن العرب فشلوا في الاندماج في المجتمع البريطاني.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن
الاستطلاع يكشف عن دعم الناخبين البريطانيين للسياسة الأمنية التي تقوم على احتمال ارتكاب أبناء عرقيات بعينها جرائم، حيث قالت نسبة 28% إن المهاجرين من الدول العربية قدموا منافع لبريطانيا، فيما قالت نسبة 64% إن العرب فشلوا في الاندماج، لافتا إلى أن نسبة عالية من المشاركين في الاستطلاع تعتقد أن نسبة اللاجئين الذين وصلوا إلى
بريطانيا من سوريا والعراق كانت عالية.
ويلفت وينتور إلى أنه بحسب الدراسة المسحية، فإن أهم ثلاثة أشياء ترتبط بذهن الناخب البريطاني عن العرب هي: الفصل بين الجنسين والثروة والإسلام، بالإضافة إلى أن آخرين ربطوهم بالتطرف والتاريخ الغني، مشيرا إلى أن نسبة ربط العالم العربي بالإبداع والاختراع كانت ضئيلة جدا.
وتفيد الصحيفة بأن الاستطلاع، الذي دعمته جمعية التفاهم العربي البريطاني "كابو" وصحيفة "عرب نيوز"، يكشف عن شك البريطاني في السياسة الخارجية البريطانية في المنطقة، حيث قالت نسبة 15% إنها توافق على السياسة الخارجية لبلادها في المنطقة، وبأنها ساعدت حقوق الإنسان والأمن العالمي.
وينوه التقرير إلى أن نسبة 13% قالت إن السياسة البريطانية أدت دورا في إحلال الاستقرار في المنطقة، وقالت نسبة 85% إن غزو العراق، الذي قامت به بريطانيا والولايات المتحدة عام 2003، كان خطأ فادحا، مستدركا بأن الغالبية من المشاركين تدعم المشاركة البريطانية في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة.
ويذكر الكاتب أنه سيتم الكشف عن نتائج وتداعيات الاستطلاع في مؤتمر اليوم، حيث شارك فيها 1200 شخص، وتم استبعاد الأجوبة التي تحتوي خيار "لا أدري".
وتعلق الصحيفة قائلة إن "ما تكشف عنه الدراسة المسحية من خوف وعداونية وجهل يشير إلى التوتر داخل المجتمع البريطاني فيما يتعلق بالإسلام والعالم العربي، فالدعوة للتركيز على العرقيات ومتابعة أفرادها؛ لاحتمال قيامهم بجرائم، ستثير قلق المدافعين عن الحريات المدنية".
وبحسب التقرير، فإن نسبة 55% قالت إن من حق الشرطة استخدام المتابعة العرقية ضد المسلمين والعرب لأسباب أمنية، في الوقت الذي عارضت فيه نسبة 24% من المشاركين، متابعة الأشخاص بناء على عرقهم أو دينهم، ولاحتمال ارتكابهم جرائم، مشيرا إلى أن الدراسة وجدت أن الدعم لهذه السياسة بين الناخبين المؤيدين لحزب المحافظين تصل نسبته إلى 72%.
ويورد وينتور أن الدراسة المسحية تكشف اعتراف نسبة كبيرة من المشاركين (63%) بالجهل بالعالم العربي، حيث تعتقد هذه النسبة أن العرب فشلوا في الاندماج في المجتمعات الغربية، ويعيشون في تجمعات معزولة، لافتا إلى أن النسبة تصل بين الذين دعموا الخروج من الاتحاد الأوروبي إلى 78%، فيما تصل إلى 47% بين مؤيدي حزب العمال.
وتبين الصحيفة أنه عندما سئل المشاركون عما إذا كانت الهجرة من العالم العربي مفيدة لبريطانيا، فإن نسبة 23% قالت إنها كانت مفيدة مقابل 41% قالت إنها لم تفد بريطانيا، وقالت نسبة 32% إنها محايدة، مشيرة إلى أنه عندما سئل المشاركون عما إذا كانت الكراهية للإسلام موضوعا متناميا، فإن نسبة 72% وافقت على ذلك.
ويذكر التقرير أن الدراسة تشير إلى أن مخاوف الناخب البريطاني من المهاجرين لن تختفي بالخروج من الاتحاد الأوروبي، خاصة أن معظمها موجه للمهاجرين من خارج الاتحاد الأوروبي، حيث تقول نسبة 90% مثلا من الذين دعموا الخروج من الاتحاد الأوروبي إن بريطانيا استقبلت عددا كبيرا من اللاجئين من العراق وسوريا، وتقول نسبة 69% إن بريطانيا استقبلت عددا كبيرا من هذين البلدين.
وينقل الكاتب عن محرر "عرب نيوز" فيصل عباس، قوله إن النتائج صادمة من ناحية اعتراف نسبة 81% بجهلها بالعالم العربي، ومن ناحية أخرى تكشف الدراسة عن مواقف قوية للبريطانيين حول القضايا الإقليمية، فثمانية من بين كل عشرة يرون أن حرب العراق كانت خطأ، منوها إلى أن نصف المشاركين من بريطانيا يريدون الاعتراف بفلسطين دولة، وموافقة الغالبية على زيادة نسبة
الإسلاموفوبيا في بريطانيا.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول عباس: "ما يثير القلق هو أن الآراء قامت على جهل بالمنطقة، فالعالم العربي هو مكان لأفقر الدول في العالم، إلا أن نسبة الثلث تربطه بالثروة أكثر من الذين يربطونه بالفقر، وقد يتساءل الشخص عن أثر هذه المفاهيم على قرارات الدعم التي تقوم بها الحكومات الغربية".