نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا أعدته كل من مارغريتا ستانكاتي وداليا خليف، تعلق فيه على استقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لأحد أفراد عائلة آل ثاني الحاكمة في
قطر، الذي يعد هامشيا، مشيرة إلى أن هذا اللقاء زاد في توتر العلاقات.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن اللقاء بين ولي العهد السعودي والشيخ غير المعروف، كان يهدف، بحسب الرواية الرسمية، إلى تقليل نقاط الخلاف بين الجارين المتنازعين، مستدركا بأنه قام عوضا عن ذلك بإضافة الزيت على نار الخلاف الدبلوماسي، الذي مضى عليه أشهر.
وتلفت الكاتبتان إلى أنه تم تقديم زيارة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني على أنها محاولة لحل مشكلة الحجاج القطريين، وتسهيل وصولهم إلى مكة المكرمة، مشيرتين إلى أنه كان أول لقاء يتم بين مسؤول سعودي وأحد أفراد العائلة الحاكمة في قطر منذ بدء الأزمة شهر حزيران/ يونيو، ونظر إليه على أنه مناسبة لتخفيف الأزمة.
وتستدرك الصحيفة بأن المشكلة هي أن هناك قلة تعرف عن الشيخ القطري أبعد من الدائرة الحاكمة في قطر، حيث أعلنت الدوحة أنه لم يكن مبعوثا للحكومة، لافتة إلى أن استقبال
السعودية للشيخ القطري دعا للتكهن بأن الشيخ هو بيدق أو ورقة في مؤامرة سعودية ضد أمير البلاد، الشيخ
تميم بن حمد آل ثاني.
وينقل التقرير عن دبلوماسي غربي في الخليج، قوله: "وضعه السعوديون ليقولوا: هناك شخصيات شرعية مثله يمكن يوما ما أن تتولى العرش، وأن السعودية لا تقوم بالدفع تجاه تغيير النظام؛ لأن التغيير سيكون ضمن العائلة ذاتها"، مشيرا إلى أن الكثير من القطريين وأبناء العائلة الحاكمة ردوا على الزيارة بتأكيد ولائهم وبيعتهم لأمير البلاد، وقللوا من تأثير الشيخ ابن علي داخل العائلة.
وتورد الكاتبتان نقلا عن أندرياس كريغ من كلية كينغز في لندن، الذي عمل مستشارا للحكومة القطرية، قوله: "يتحدث الناس عن تغيير النظام وهو أمر يريدون تجنبه"، وأضاف كريغ: "السعوديون لا يدعمونه بشكل علني، لكنهم يتعاملون معه بصفته خيارا، ويقومون بخلق حالة من عدم اليقين".
وتذكر الصحيفة أن الحكومة القطرية سارعت للرد، وأبعدت نفسها عن الزيارة، حيث أكد وزير الخارجية أن الشيخ عبدالله بن علي سافر إلى المملكة من أجل القيام بمهمة شخصية، ونفى الشيخ عبد الله في بيان نشر نهاية الأسبوع، أنه زار السعودية لأمور خاصة، وقال: "كان هدفي مساعدة القطريين في إجراءات الحج"، وأضاف: "رحب ولي العهد بوساطتي نيابة عن أهلي في قطر".
وينقل التقرير عن متحدث باسم الحكومة السعودية، قوله إنه لا يعلم بمزاعم تغيير النظام، مشيرا إلى أن السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، متهمة حكومتها بدعم الإرهاب واستقبال قادة الإخوان.
وتعلق الكاتبتان قائلتين إن "الشيخ عبد الله لم يعبر قبل زيارته للسعودية عن طموحات سياسية، وحصل خلال زيارته على دعم من ولي العهد السعودي بشأن الحجاج القطريين، والسماح لهم بعبور الممر البري الوحيد المغلق مع السعودية، وأصدر الملك سلمان أمرا ملكيا يقضي بنقل الحجاج على متن الخطوط الجوية السعودية، ولم تصل بعد أي من الطائرات السعودية، حيث تبادل البلدان الاتهامات في عرقلة وصولها".
وتقول الصحيفة إن إبعاد الشيخ عبد الله نفسه عن العائلة الحاكمة في قطر وضعه في مركز المعارض المحتمل لها مستقبلا، حيث تم تهميش فرع عائلته من الحكم، عندما أبعد جد الحاكم الحالي شقيقه أحمد بن علي عن الحكم في عام 1972.
وينوه التقرير إلى أن الشيخ عبدالله برز على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أنشأ حسابا له على "تويتر"، وأصبح لديه 280 ألف متابع في عدة أيام.
وتفيد الكاتبتان بأن الإعلام الإماراتي والسعودي غطى زيارته بطريقة متملقة، حيث تم التركيز على نسبه العائلي، وأنه يمثل الأمل الأكبر لتحسن العلاقات مع قطر، وكتب المعلق في صحيفة "عكاظ" صالح الفهيد: "سيحدث التطور المثير في الأزمة القطرية قريبا"، وهو "إنشاء حكومة قطرية في المنفى تعترف بها دول عربية".
وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى أن البروفيسور كريغ استبعد هذا السيناريو، حيث قال إن الشيخ عبدالله "لا مصداقية له في قطر مطلقا، سواء عند القطريين أم لدى العائلة الحاكمة"، وأضاف: "أي شخص له عقل لا يمكنه التصديق أنه سيكون بديلا عن الشيخ تميم".