سادت حالة من الغضب داخل البرلمان الليبي في
طبرق (شرق
ليبيا) ضد رئيسه عقيلة صالح، وسط اتهامات له بـ"اختطاف" المجلس لتحقيق مصالح سياسية خاصة به.
وطالبت مجموعة من أعضاء البرلمان بضرورة عقد جلسة طارئة بهدف اختيار رئيس بديل لعقيلة صالح، خاصة بعد مماطلة الأخير في حسم قضايا حيوية ينتظرها الشارع الليبي.
ثلاث قضايا
من جهته، اتهم عضو مجلس النواب الليبي، المبروك الخطابي، رئيس المجلس بأنه "مستمر في اختزال المجلس في شخصه، ومحاولة توظيفه في خدمة مشاريع سياسية خاصة، وأنه يقوم بتمرير جدول أعمال للجلسات مغاير لما اتفق عليه الأعضاء"، حسب تصريحات لصحيفة "الوسط المحلية"، الاثنين.
وقال البرلماني الليبي إن "جل الأعضاء الذين وافقوا على حضور الجلسات، اتفقوا على ثلاث قضايا رئيسية تجب مناقشتها، وهي: قانون الاستفتاء، وإعادة تشكيل لجنة الحوار، والتعديل الدستوري، لكن رئيس البرلمان قدم قضايا مغايرة بغرض تمطيط الأزمة"، حسب وصفه.
وطرحت هذه الاتهامات عدة تساؤلات حول مصير عقيلة صالح، وهل يستطيع هؤلاء النواب إقالته فعليا؟ أم أن صالح يحتمي بقائد القوات التابعة للبرلمان، خليفة
حفتر، لذا يفعل ما يحلو له؟
علاقة حفتر
وأكد عضو مجلس النواب الليبي، صالح فحيمة، أنه "منذ فترة؛ ورئيس المجلس يمارس دور مجلس النواب ويصدر قرارات فردية تتطلب في إصدارها قوة مجلس النواب مجتمعا، لكن هذا الأمر أصبح يتلاشى شيئا فشيئا، خصوصا بعد أن استشعر الرئيس بوجود معارضة لممارساته الخاطئة"، كما قال.
اقرأ أيضا: ما مصير برلمان طبرق بعد بيان حفتر والسراج في باريس؟
وحول علاقة الأمر بحفتر، قال البرلماني الليبي في تصريح خاص لـ"عربي21": "هذا الكلام كان في السابق، أما الآن وقد ظهرت حقيقة العلاقة بين المشير حفتر ورئيس المجلس فلم تعد هي العائق نحو إقالته، إنما التردد والتخوف مما بعد عقيلة صالح هو ما يولد التخوف من إقالته، بالإضافة إلى بعض العوامل الأخرى"، حسب قوله، دون مزيد من التفاصيل.
موت سياسي
وقال الكاتب والباحث الليبي، عز الدين عقيل، لـ"عربي21"، إن "عقيلة صالح قد مات سياسيا بتصرفاته هذه، ولم يبق غير الإعلان عن يوم موراته الثرى"، مضيفا: "بعد انتهاء هذا الرجل سيترك الليبيون خلفهم، عقب تشييعهم له، واحدة من أحط فترات التاريخ السياسي الليبي الحديث"، على حد وصفه.
لكن الناشطة السياسية الليبية، ميرفت السويحلي، رأت من جهتها؛ أن "هذا الغضب والانقسام في البرلمان ليس وليد اللحظة (..) وهو ما تسبب في عدم قدرة هؤلاء الأعضاء على تغيير رئاسة المجلس، خاصة أن كثيرا منهم ينحاز فقط لمن يلبي طلباتهم الشخصية"، كما قالت.
وأضافت لـ"عربي21": "بالنظر إلى واقع البرلمان وأعضائه، لا أتوقع تغيير رئاسة البرلمان. أما بخصوص عقيلة صالح، فهو يعمل حسب أجندات خارجية لتعطيل البرلمان وعدم العمل على إنجاز استحقاقته الدستورية"، وفق تقديرها.
تفعيل وليست إقالة
وقال الصحفي الليبي، عبد الله الكبير، إنه "ليس من المتوقع إقصاء عقيلة صالح والانطلاق بالبرلمان، ولكن قد يسفر هذا التحرك من قبل كتل برلمانية عن تفعيل دور المجلس من جديد، خاصة أن هناك تخوفات من تعميق الانقسام على أسس جهوية؛ إذا قرر نواب المنطقة الغربية والجنوبية عقد جلسة في العاصمة طرابلس".
اقرأ أيضا: السراج يعلن عن خارطة طريق مقترحة.. وهذه أبرز تفاصيلها
وتابع: "صالح ربما يريد دورا أكبر لخليفة حفتر، لكنه أيضا لا يريد أن يتخلى عن أي قدر من سلطاته لمصلحة المجلس الرئاسي أو المجلس الأعلى للدولة"، كما قال لـ"عربي21".
"مناورات مفضوحة"
ورأى الناشط من الشرق الليبي، فرج فركاش، أن "التيار أصبح يسير ضد توجهات صالح، ومناورات رئيس البرلمان أصبحت مفضوحة"، مضيفا: "أتوقع عقد جلسة خارج طبرق، ربما في طرابلس، لانتخاب رئيس جديد للبرلمان واختيار لجنة حوار جديدة، إذا استمر التعنت"، وفق قوله.
وأوضح لـ"عربي21"؛ أن عقيلة صالح "يستقوي بالعامل القبلي في طبرق". وبخصوص حفتر، "فإنه بعد تفاهماته مع (رئيس حكومة الوفاق فائز) السراج، أصبح لا يشكل أي عرقلة للمضي قدما في تعديلات الاتفاق السياسي، وتضمينه في الإعلان الدستوري الذي من شأنه إنهاء الصراع العبثي على الشرعية"، حسب تعبيره.