بينما فشلت قوى المعارضة
المصرية حتى الآن في التوافق على مرشح رئاسي واحد، يخوض
الانتخابات أمام قائد الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، برز اسم الفريق أحمد شفيق كمرشح قوي قادر على منافسة السيسي، حيث يقول مراقبون إنه الوحيد القادر على إرباك حسابات النظام ونسف فكرة "المرشح الكومبارس" إذا ما خاض انتخابات
الرئاسة المقبلة.
ونشرت وسائل إعلام محلية أنباء عن اعتزام المرشح الرئاسي، وآخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، خوض انتخابات الرئاسة عام 2018.
اقرأ أيضا: معارضون يعدون بإزاحة السيسي.. وجنينة وشفيق يجددان تحديه
وقال الإعلامي محمد الباز، عبر برنامجه "90 دقيقة"، يوم الخميس الماضي، إن مصادر مقربة من شفيق أكدت أنه قرر بشكل نهائي خوض الانتخابات وأنه سيعلن الترشح من لندن، وليس من أبو ظبي، حتى لا يحرج الإمارات التي يقيم بها منذ 2012، عقب خسارته للانتخابات الرئاسية أمام الرئيس محمد مرسي.
وقال الباحث السياسي أحمد غانم، عبر "فيسبوك"، إن "الفرق بين ترشح سامي عنان المدعوم من السعودية أو أحمد شفيق المدعوم من الإمارات، وترشح أي مرشح مدني هو أن المدني سيكون "كومبارس" في سيرك السيسي وفرصته في الفوز صفر، أما شفيق وعنان فلن يترشح أيا منهما إلا إذا أخذ ضوءا أخضر ودعما من الجهة التي تسانده خليجيا والأذرع التي تدين لها بالولاء داخليا، وهذا يعد تحديا حقيقيا للسيسي وفرصه كبيرة لهزيمته".
ارتباك مؤيدي السيسي
وتسببت هذه الأنباء في إصابة مؤيدي السيسي بالقلق، بحسب مراقبين، حيث بدأت أصوات بعضهم تتعالى بالمطالبة بإلغاء الانتخابات الرئاسية من الأساس والتمديد للسيسي عبر تعديل الدستور.
اقرأ أيضا: ترشح عنان.. هل بدأت معركة كسر عظام مع السيسي وشفيق؟
وشكك الإعلامي المقرب من السيسي، عمرو أديب، في قدرة شفيق على العودة لمصر، ولكنه لم يقطع بعدم خوضه الانتخابات، فقال يوم الأحد الماضي عبر قناة "أون إي": "إن شفيق يجد صعوبة كبيرة في العودة لمصر مجددا، لكنه لو فعل فسيعلن خوض انتخابات الرئاسة من مطار القاهرة".
وأعلنت أحزاب سياسية تأييدها المبكر للسيسي، حتى قبل أن يعلن ترشحه رسميا لولاية ثانية، من بينها أحزاب: المصريين الأحرار، ومستقبل وطن، والتجمع، والمؤتمر، كما دشن النائب البرلماني عبد الرحمن برعي حملة لدعم ترشح السيسي لفترة رئاسية ثانية، مؤكدا تشكيل لجنة تنسيقية لإدارة الحملة بمشاركة الأحزاب وأعضاء مجلس النواب، بحسب بيان له الاثنين.
شفيق يغازل شباب الثورة
في المقابل، دشن نشطاء صفحة على "فيسبوك"، تحمل اسم "الفريق أحمد شفيق رئيسا لمصر"، بدأت تغازل شباب الثورة قائلة: "بسم الله الرحمن الرحيم. نعلن بدء حملة دعم الفريق أحمد شفيق رئيسا لمصر، تحيا مصر بالجميع.. تحيا مصر بشباب الثورة المجيد"، على حد قول الصفحة.
وترك خالد العوامي، المتحدث باسم حزب الحركة الوطنية الذي يترأسه شفيق، الباب مفتوحا أمام عودة شفيق لمصر، حيث قال في مداخلة مع قناة "التلفزيون العربي" يوم الأحد الماضي، إن شفيق لم يقرر حتى الآن خوض الانتخابات، لكنه إذا ما قرر خوض الانتخابات فسيعلن ذلك بنفسه ومن فوق الأرض المصرية، معتبرا أن شفيق يتمتع بشعبية جارفة في الشارع المصري.
مؤيدو السيسي خائفون
وتعليقا على هذه الأنباء، رأى أستاذ العلوم السياسية محمد السعيد؛ أن فكرة ترشح شفيق للانتخابات هي محاولة من النظام لإيهام الشعب بأن البلاد بها تعددية سياسية وانتخابات نزيهة، وأن هناك فرصا لمرشحين آخرين غير السيسي لخوض الانتخابات بحرية.
وأضاف السعيد، في حديث لـ"
عربي21"، أن "الكلام عن خوض شفيق للانتخابات يخدم السيسي في المقام الأول؛ لأن أنصاره يستخدمونه ليزيدوا من شعبية السيسي عبر القول بأن حكم السيسي أفضل من عودة البلاد مرة أخرى إلى عصر مبارك".
اقرا أيضا: ليبيا والاقتصاد وشفيق.. في لقاء ابن زايد والسيسي (فيديو)
وأكد أن مؤيدي السيسي يخشون عليه من الانتخابات المقبلة، ويريدون أن يبقى في الحكم دون انتخابات "لأنهم لا يعرفون معنى الديمقراطية، ويؤمنون بأن رئيس الجمهورية هو شخص يحمل كل السلطات ولا يعرفون سوى الحكم الشمولي"، كما قال.
شفيق الطموح
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية عبد الخبير عطية؛ إن الفريق أحمد شفيق "لا يزال يحلم بكرسي الرئاسة؛ لأنه يعتقد أن النظام الحالي خدعه وتخلى عنه، ويشعر أن السيسي لم يعطه حقه أو جزءا من الكعكة التي كان يتتظرها، رغم المساعدات التي قدمها له قبل 3 تموز/ يوليو وإسهاماته في تطوير العلاقة مع الإمارات"، بحسب تعبيره.
وأضاف عطية لـ"
عربي21": "شفيق ما يزال لديه طموح سياسي، وهناك من يؤكدون له أنه كان الفائز في انتخابات عام 2012 أمام الرئيس الأسبق محمد مرسي"، معتبرا أن هذا الترشح يقلق نظام السيسي ومؤيديه بشدة "بسبب شعبية شفيق الكبيرة المستمرة حتى الآن، فنصف الناخبين انتخبوه أمام مرسي، لذلك يريد مؤيدو السيسي تمديد فترة حكمه دون انتخابات خوفا من هذه النتيجة".
اقرأ أيضا: شفيق يدلى بمعلومات خطيرة عن الجزيرتين ويتحفظ على مصدرها
وتابع: "لا شك في أن استمرار وجود شفيق على الساحة حتى الآن وإعلان نيته خوض انتخابات الرئاسة هو أحد مظاهر صراع الأجهزة داخل النظام"، ورأى أن هناك جهازا ما يزال يعمل ضد السيسي "ويريد فرض سيطرته عليه برجوع مبارك والفلول"، على حد قوله.