رفضت
قطر طلبات قدمتها أطراف تجارية ثالثة؛ لتوفير إمدادات إضافية جديدة من
الغاز الطبيعي المسال إلى
مصر، في أوضح انعكاس للأزمة الدبلوماسية الحادة بين البلدين على العلاقات الاقتصادية.
وأثارت هذه الخطوة تساؤلات عديدة هو الدوافع التي جعلت قائد الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي يسعى لشراء الغاز القطري رغم مقاطعة القاهرة السياسية للدوحة، وأسباب رفض الدوحة إمداد القاهرة بالغاز على عكس ما تفعله مع الإمارات.
اقرأ أيضا: قطر ترفض طلبات جديدة لتوريد الغاز المسال إلى مصر
وكانت قطر قد دخلت في أزمة سياسية حادة مع مصر والسعودية والإمارات والبحرين التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة، وفرضت عليها حصارا في حزيران/ يونيو الماضي، بعد أن اتهمتها بدعم الإرهاب وهو ما تنفيه قطر.
رفض سياسي أم تجاري؟
ونقلت وكالة رويترز"، يوم الخميس الماضي، عن مصادر مطلعة قولها إن قطر رفضت طلبات من شركتين على الأقل، لشحن إمدادات إضافية من الغاز المسال القطري إلى مصر، دون توضيح السبب، في حين قال مصدر ثانٍ إن قطر بما رفضت تزويد مصر بالغاز المسال لأسباب تجارية بحتة على رأسها عدم قدرة القاهرة على الدفع النقدي، وأن الأمر ليس له علاقة بالأزمة السياسية بين الجانبين.
وتعتبر قطر أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم، كما أنها توفر نحو 60 في المئة من احتياجات مصر من الغاز المسال.
نفي من الجانبين
ونفى المتحدث باسم شركة قطر للبترول هذه الأنباء، مؤكدا أن مبيعات الغاز المسال تتم كالمعتاد، وأن قطر تواصل الوفاء بجميع التزاماتها مع الأطراف كافة.
من جانبها، نقلت صحيفة "المصري اليوم" يوم الجمعة، عن مصدر مسؤول بوزارة البترول المصرية، قوله إن مصر لا تستورد الغاز مباشرة من قطر طوال السنوات الأربع الماضية، نافيا ما تردد عن وقف الدوحة توريد شحنات جديدة لمصر.
وأكد أن بلاده لا ترتبط بعلاقة تجارية مباشرة مع قطر في استيراد الغاز المسال، موضحا أن مصر تستورد الغاز عبر مناقصات عالمية والتعاقد مع موردين عالميين، ولا تتدخل فى اختيار الدولة التى يتم الشراء منها، لكن التعامل يكون مع الموردين الذين يوفرون الكميات المطلوبة طبقا للتعاقدات.
اقرأ أيضا: قطر: صادرات الغاز لم تتأثر بالحصار وحصة المقاطعين قليلة
وأكد المتحدث السابق لوزارة البترول المصرية حمدي عبد العزيز، في تصريحات لصحيفة "اليوم السابع" الخميس الماضي، أن مصر استطاعت منذ بداية العام الجارى تأمين احتياجاتها من الغاز لعام 2017، وجزء كبير من 2018 عبر مناقصات عالمية جرت مطلع كانون الثاني/ يناير الماضي.
جس نبض
من جانبه، قال الباحث السياسي محمود السعيد؛ إن طلب النظام المصري من قطر تزويده بالغاز يهدف إلى جس نبض الجانب القطري، لمعرفة موقف الدوحة من استمرار التبادل التجاري بين البلدين تزامنا مع القطيعة الدبلوماسية، وقياس مدى تأثير القطيعة عليه.
وأضاف السعيد لـ"عربي21"؛ أن هناك أوراق ضغط على قطر تملكها مصر والسعودية والإمارات، وعلى الجانب الآخر فإن قطر تملك أوراق ضغط أيضا، ومن أهمها إمدادات الغاز المسال، لافتا إلى أن رفض قطر توريد الغاز لمصر يعني بوضوح أن قطر ستواصل التصعيد من جانبها.
إجراء روتيني
من جانبه، قال الباحث السياسي عمرو هاشم ربيع؛ إن التبادل التجاري بين مصر وقطر لم يتوقف طوال السنوات الماضية، على الرغم من العداوة السياسية بين الجانبين، مشيرا إلى أن طلب النظام المصري الغاز من قطر هو إجراء تجاري روتيني.
وأضاف ربيع، لـ"عربي21"، أن نظام عبد الفتاح السيسي يلعب على كل الجوانب، "فهو من ناحية يقاطع قطر سياسيا ودبلوماسيا، لكنه في نفس الوقت يستورد منها الغاز السائل عندما يواجه عجزا في الإمدادات"، محذرا من "التصعيد من الجانبين بطريقة تضر بكليهما".
اقرأ أيضا: رغم المقاطعة.. إمدادات الغاز القطري للإمارات لن تتوقف
وفي المقابل، تواصل قطر تزويد الإمارات بالغاز رغم الأزمة. ويعلق ربيع قائلا إن العلاقات بين قطر والإمارات مهما ساءت فإن القطيعة بينهما لن تصل إلى حد وقف تصدير الغاز القطري للإمارات التي تعد دولة جوار وعضو مؤثر في مجلس التعاون الخليجي، وتربطهما علاقات اجتماعية وتجارية متينة، على عكس مصر، معتبرا أن مصر ستكون هي الخاسر الأكبر من هذه المعركة الدائرة الآن بين قطر والدول الخليجية الثلاث.