طرحت المعلومات التي كشفها قائد القوات التابعة للبرلمان الليبي في طبرق، خليفة
حفتر، عن اجتماع بين عدد من الضباط التابعين له وآخرين من الغرب الليبي في القاهرة، عدة تساؤلات حول دلالة عقدها في العاصمة
المصرية، ومدى نجاحها في توحيد الوحدات العسكرية في
ليبيا.
اقرأ أيضا: هل استفاد من الاتفاق.. حفتر يبعد خصومه من "بيان باريس"؟
وأشار حفتر، خلال حوار مع صحيفة "الحياة" اللندنية، الخميس، إلى أن " كل الضباط الذين قرروا الاجتماع في القاهرة (دون الإعلان عن موعده) هم جزء من
القوات المسلحة الليبية وجزء آخر من مدينة مصراتة (غرب ليبيا)، والبعض يعتقد أن كلا منهما لديه مآخذ على الآخر، بالعكس نحن أبناء مؤسسة واحدة وليس لدينا لا شرق ولا غرب"، حسب قوله.
اجتماع مبشر
من جهته، أكد رئيس الوفد العسكري من مدينة مصراتة، العقيد سالم جحا، أن اللقاء تم بالفعل الأسبوع الماضي، وأنه جمع وفدا عن "القيادة العامة للجيش الوطني" (يقصد قوات حفتر) ووفدا عسكريا من مصراتة، واصفا اللقاء بأنه كان "إيجابيا ومبشرا"، حسب قوله في تصريحات صحفية.
وبحسب جحا، فقد تمت مناقشة "سبل توحيد المؤسسة العسكرية في أجواء أخوية سادها الإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن، في اتفاق قد يثمر عنه توحيد المؤسسة العسكرية الذي ينعكس على الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية"، على حد قوله..
ورغم أن الاجتماع، لم تتناوله وسائل الإعلام المصرية أو الليبية الموالية لحفتر، إلا أنه طرح عدة تساؤلات من قبيل: لماذا في القاهرة؟ وهل سيتشارك أحد قادة الجيش من الغرب الليبي مع حفتر قيادة الجيش؟
ضغط مخابراتي
وأكد مستشار وزارة الدفاع بحكومة الوفاق الليبية، اللواء سليمان العبيدي، أن "اجتماع مصر غير محايد؛ لأنه جاء تحت إشراف وضغط من المخابرات المصرية، وأنه لن ينجح في شيء".
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"عربي21"؛ أن "اللقاء سيفشل لأن أغلبية الضباط والقيادات العسكرية في الغرب الليبي ضد حفتر ورافضين له"، حسب قوله.
"حرب" في مصراتة
ورأى الكاتب والمحلل السياسي، عز الدين عقيل، أن "عقد الاجتماع في القاهرة أمر طبيعي، حيث لا يوجد في السجل التاريخي أن نزاعا مسلحا على السلطة تم تسويته داخل الدولة نفسها، فدائما ما يجتمع الخصوم في دولة أخرى".
اقرأ أيضا: ما مصير برلمان طبرق بعد بيان حفتر والسراج في باريس؟
وأوضح في حديث لـ"عربي21"، أنه "إذا اتفق الطرفان، حفتر والمعتدلون من مصراتة، ومنهم قوات البنيان المرصوص، ربما يستطيعان حسم الموقف العسكري والمساهمة في حل الأزمة العسكرية، وربما يستطيعان التفاوض مع الطرف الثالث المتشدد من غرب البلاد"، وفق تقديره.
لكنه استدرك بأنه "ربما تشهد مدينة مصراتة حربا بين جيشين فيها، الأول يمثله الطرف المعتدل من البنيان المرصوص، وآخر متشدد يقوده صلاح بادي (قائد عملية فجر ليبيا)، وهذا يؤكد أن ما تم دعوتهم للقاء القاهرة هم طرف واحد من مصراتة وليس كل الأطراف"، كما قال.
الحفاظ على الجيش
وقال الناشط السياسي من الشرق الليبي، فرج فركاش، إن "اجتماع ضباط ممثلين عن رئاسة أركان طرابلس وعن القيادة العامة للجيش (قوات حفتر)، ليس بجديد، فقد اجتمع ضباط من هذه المؤسسات أكثر من مرة في الأيام القليلة الماضية برعاية رئيس الأركان المصري الفريق محمود حجازي، في إطار مساعي توحيد المؤسسة العسكرية".
اقرأ أيضا: حفتر يغازل سيف القذافي وإخوان ليبيا.. لماذا الآن؟
واعتبر، في حديث لـ"عربي21"، أن "الأمور من ناحية توحيد المؤسسة الأمنية والعسكرية تسير بوتيرة أسرع من توحيد المؤسسات السياسية، وهذا سيعطي دافعا للسياسيين للالتحاق بركب الوفاق بأسرع مما كنا نتصور، إما خوفا من التجاهل مستقبلا أو بانتفاء أعذار بعضهم بالحفاظ على الجيش، كما كان يتاجرون به من قبل من أجل مكاسب سياسية"، حسب قوله.
لقاء منقوص
الطبيب العسكري من مدينة مصراتة، محمد الطويل، رأى من جانبه؛ أن "اللقاء لعبة جديدة من قبل حفتر ليضمن اعتراف كبار ضباط الجيش في الشرق والغرب به كرئيس أركان أو قائد عام عليهم، بهدف قطع الطريق أمام المشككين والرافضين له، ولوجوده على هرم الجيش الليبي".
وأوضح أن الاجتماع سيكون "منقوصا وغير ذي جدوى، كونه سيضم ضباطا من الغرب لن يتعدى تواجدهم المناطق والقرى الموالية لحفتر مثل مدن الزنتان والرجبان ومنطقة ورشفانة وبني وليد"، كما قال لـ"عربي21".
اقرأ أيضا: إسقاط طائرة تابعة لحفتر جنوبي مدينة درنة شرق ليبيا